الأزهر للفتوى: التنبؤ بالمستقبل وادعاء معرفة الغيب مخالف لصحيح الدين
كتب- علي سيد
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل يعد مخالفًا لصحيح الدين الإسلامي، مشيرًا إلى أن مثل هذه الممارسات تمثل منازعة لله فيما اختص به من علم الغيب، وهو ما يتنافى مع جوهر العقيدة الإسلامية.
اقرأ أيضا.. الأزهر للفتوى يوضح حكم الحلف الكاذب بالله وشروط التوبة
وقال المركز في بيان له، إن الإسلام حرم تغييب العقل بوسائل مادية ومعنوية، مثل المسكرات والخرافات التي تضل الناس وتُشوش على إيمانهم.
وأشار إلى حديث النبي ﷺ الذي رفض فيه تعليق الناس للتمائم أو التوجه إلى الخرافات طلبًا للشفاء أو حل المشاكل، مؤكدًا أن هذه الممارسات لا تزيد الشخص إلا ضعفًا.
وأوضح البيان أن الإسلام يعترف بحق الله سبحانه وتعالى في معرفة الغيب، حيث قال في القرآن الكريم: “قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ” [النمل: 65].
كما أضاف أن الشريعة الإسلامية تعتبر استشارة العرافين والكهنة أو تصديق ما يقولونه مخالفًا لمبادئ الإيمان، حيث لا يجوز للمسلم أن يعتقد في الخرافات أو يتبعها.
وأشار الأزهر إلى خطورة التوجه إلى العرافين والمنجمين، الذين لا يملكون أي علم بالغيب، ولا يمكنهم تقديم أي نفع أو ضر للناس.
وأوضح أن تصديق ما يقولونه حتى لو صادف بعض ما ذكره الحقيقة يعد إثمًا ويشوش على الإيمان. كما أكد أن استضافة هؤلاء الأشخاص في الإعلام أو الترويج لهم يشجع على نشر الجهل والخرافة ويضر بالمجتمع.
وبين الأزهر أن الظواهر الحالية مثل التنبؤات عبر الأبراج وحركة النجوم والتاروت ليست سوى أشكال مستحدثة من الكهانة المحرمة، التي يمكن أن تؤدي إلى تدمير النفس البشرية والعقلية. ولفت إلى أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى الاكتئاب والاضطرابات النفسية، بل قد تدفع البعض إلى الانتحار أو إيذاء أنفسهم بسبب التصورات الخاطئة التي تروجها هذه الأفكار.
وفي سياق آخر، حذر الأزهر من أن ممارسة هذه الأنماط من الكهانة ليست فقط مخالفة دينية بل تعد جريمة في حد ذاتها، وأكد أنه من الضروري توعية الناس بمخاطر هذه الممارسات التي قد تؤدي إلى فساد العقيدة وتعزيز الجهل.
وشدد على أن وسائل الإعلام، بما في ذلك الشاشات والبرامج التي تروج لهذه الأفكار، يجب أن تتحمل مسؤوليتها في محاربة الخرافات وتعزيز العلم والفكر المنطقي.
اختتم الأزهر بيانه بتأكيد أن الكهانة والشعوذة لا مكان لها في المجتمع المسلم، وأنها تتناقض مع قيم الدين والعلم، داعيًا جميع المسلمين إلى تجنب هذه الممارسات والتمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة.