الأكبر والأقدم في الصعيد.. معلومات نادرة عن مسجد أبو الحجاج الأقصري “مزار سياحي للأقصر”
كتب: إسلام فليفل
عدد المساجد في مصر يتخطى الـ150 ألف مسجد، فلكل قرية مسجد خاص بها، وأينما كنت ستجد مسجدًا أو اثنين في محيط كل منطقة تزورها، وبعض هذه المساجد ينتمي إلى عصور وأزمنة مختلفة، وبعضها يضم حكايات تستحق الوقوف والتأمل، لكن يمكن أن نقول إن معظم أنواع وقصص المساجد قد تجد مثلها في بعض البلدان الأخرى حول العالم، لكن في جنوب مصر بمحافظة الأقصر، وتحديدا في معبد الأقصر، تجد مسجدًا من نوعية خاصة جدا لا تستطيع محاكاة شعور الصلاة به في أي مسجد آخر.
يهمك.. قصة كفر صلاح أيوب القبطي الذي تبرع بأرضه لبناء مسجد
يُعد مسجد أبو الحجاج الأقصري، واحدًا من أهم وأكبر المساجد التاريخية على مستوى جنوب الصعيد، فضلًا عن أنه يمثل وجهة مهمة للسياح الذين يزورون مدينة الأقصر، وقد تم بناء المسجد في عام 658هـ، أي منذ 7 قرون مضت، مما يجعله الأقدم في صعيد مصر، ويقع مسجد أبو الحجاج على الضفة الشرقية بمدينة الأقصر، في أول قاعة من معبد الأقصر الشهير، على ارتفاع أكثر من 12 متر فوق سطح المعبد، حسب ما ورد في كتاب فنون العمارة الأسلامية.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد الكثير من بقايا معبد الأقصر، إلا أنه يوجد الكثير مما يكفي لجعله واحدًا من مناطق الجذب السياحي الأكثر زيارة في الأقصر، وأي شخص يزور المعبد يقوم بزيارة المسجد أيضًا، والشيء الجميل هو أن الزوار، بما في ذلك غير المسلمين الأجانب، مرحب بهم لإلقاء نظرة داخل المسجد.
وأوضح الشيخ عرابي، إمام المسجد، أن المسجد ليس أول مكان للعبادة يُبنى على أنقاض معبد الأقصر، الذي كان في حد ذاته مكانًا للعبادة، فقبل المسجد، تم بناء العديد من الكنائس حول المعبد، بما في ذلك كنيسة وقفت على نفس المكان بالتحديد كما المسجد اليوم، مما يجعله شاهدَا على عصور مختلفة من التاريخ المصري، كما أن أحد أبرز الأشياء حول هذا المكان هو حقيقة أن أناسا من دين آخر كانوا يعبدون هنا لأكثر من 35 قرنًا.
وأشار إلى أن المسجد عبارة عن ساحة مربعة الشكل، مغطاة بقبة، ومدخله الرئيسي من الجهة الغربية، أي من خارج معبد الأقصر، وجرت له بعض الترميمات والتجديدات في العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية، وما يميز المسجد عن غيرة، هو انه يحتوي على الكثير من مظاهر الحضارة الفرعونية من نقوش وتماثيل وأعمدة، والتي لا تزال واضحة على جدرانه، مما يشكل حالة غير مألوفة للمُصلي في المسجد وسط هذه النقوش، حيث إنه يصلي ومن حوله نصوص دينية هيروغليفية، وأقدم محتويات المسجد هي مئذنته التي تعود إلى عصر أبو الحجاج نفسه.
كشف الشيخ عرابى عن قصة يوسف أو الحجاج وحضوره للأقصر وتشييده للمسجد في هذه البقعة الحضارية، وقال إن أبو الحجاج هو قطب صوفي انشغل بنشر الإسلام في المنطقة وبنى هذا المسجد واتخذه مقرا لتعليم المُريدين لقواعد الدين، وكان يزوره الآلاف من المُحبين كل عام حتى أصبح من اهم المعالم الإسلامية في مصر،كما تقام سنويا احتفالات كبيرة بذكرى مولد أبو الحجاج بمسجده بالأقصر، ويأتي إليها الكثير من الناس من مختلف المناطق، وأضاف الشيخ عرابي أن مسجد أبو الحجاج الأقصري هو خير نموذج للتسامح الإنساني الذي مرت به مصر خلال مختلف عصصورها، نظرًا لما تركه المسجد من حالة احتضان معبد فرعوني لمسجد إسلامي هو في الأصل كنيسة قبطية.