بعد نشر فيديو مطاردة الشرطة الإيطالية للشاب المصري رامي الجمل وموته.. ميلانو تشتعل بالاحتجاجات

رسالة إيطاليا من: إكرامى هاشم

خلال الساعات القلية المنقضية، نظم عدد من أصدقاء، الشاب المصرى رامي الجمل، ضحية الشرطة الإيطالية، وأفراد الجالية المصرية في ميلانو وقفة ومسيرة لإحياء ذكراه، مطالبين بالعدالة، من الذين تسببوا فى موته، رفعوا لافتات كتب عليها “العدالة لرامي الجمل”، وطالبوا بالحقيقة والإنصاف.

جاء هذا بعد نشر فيديو مطاردة الشاب المصري رامي الجمل، أثار الحادث جدلاً شعبياً وسياسياً ساخناً في إيطاليا، حيث وجهت النيابة العامة تهمة القتل العمد لأفراد الشرطة المشاركين في المطاردة.

تستمر التحقيقات في وفاة الشاب رامي الجمل، البالغ من العمر 19 عامًا، والذي توفي في ميلانو يوم 24 نوفمبر، بينما كان على متن دراجة نارية يقودها صديقه فارس بوزيد، وهو شاب من أصول تونسية. بدأت المطاردة بعد امتناعهما عن التوقف للتفتيش عند أحد الأكمنة، وانتهت باصطدام الدراجة بعمود إنارة، مما أدى إلى وفاة رامي وإصابة فارس بجروح خطيرة.

وبعد الاطلاع على مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية للحادث، برزت شكوك حول احتمال وجود دهس متعمد من قبل إحدى سيارات الشرطة.

أثار الحادث جدلاً سياسياً وشعبياً حاداً بين مدافعين عن سلوك أفراد الشرطة، واصفين إياه بأنه أداء للواجب، وهو الموقف الذي تبنته قوى اليمين السياسي في إيطاليا، ومعارضين يرون أن المطاردة كانت قاسية ومفرطة، مما تسبب في وقوع الحادث. تبنت تيارات اليسار وعدد من المتعاطفين مع الشابين هذا الرأي، مشددين على ضرورة التحقيق في ملابسات الحادث.

زاد من الشكوك شهادة أحد الشهود، الذي أفاد بأن أفراد الشرطة أجبروه على حذف فيديو كان قد صوّره بهاتفه لحظة الاصطدام، والذي يُظهر تعمد سيارة الشرطة صدم الدراجة النارية، ما أدى إلى اصطدامها بعمود الكهرباء.

وجهت النيابة العامة في ميلانو تهمة القتل غير العمد إلى ثلاثة من أفراد الشرطة المشاركين في المطاردة، إضافة إلى توجيه تهمة الإهمال للشاب التونسي قائد الدراجة.

بعد حوالي شهر ونصف، نشر أحد المواقع مقطع فيديو يُظهر رحلة المطاردة عبر شوارع ميلانو، موثقاً مشاركة ثلاث دوريات شرطة. يبدو في الفيديو أن إحدى الدوريات تعمدت صدم الدراجة النارية، ما أدى إلى سقوطها ووفاة رامي.

قال المحامي ماركو رومانيولي، الذي يدافع عن فارس بوزيد، إن “الفيديوهات لا تترك مجالاً للشك، حيث اصطدمت سيارة الشرطة بالدراجة النارية، مما أدى إلى سقوطها وبالتالي وفاة رامي”.

وأشارت محامية عائلة رامي، باربرا إندوفينا، إلى وجود أدلة كافية لتوصيف الحادث على أنه قتل عمد.

كما أظهرت الفيديوهات عبارات صادمة صادرة من سائق سيارة الشرطة، مثل: “اللعنة… لم يسقط”، وأخرى: “أغلقه… لا، القرف… لم يسقط”.

في أول تعليق لوالد رامي، يحيى الجمل، قال في لقاء تلفزيوني: “الشرطة ليست كلها متشابهة، وأنا أثق بالقضاء والقوانين الإيطالية”.

علق فرانكو غابرييلي، مستشار أمني لرئيس بلدية ميلانو، على الحادث قائلاً: “المطاردة لم تتم بطريقة صحيحة، إذ لا يمكن تعريض شخص للخطر لمجرد إيقافه”.

الصور:

 الفيديو

طالع المزيد:

• سفيرنا فى روما ينقل تهنئة الرئيس السيسى للإخوة الأقباط.. والمسلمون يشاركون إخوانهم عيد الميلاد | خاص