تقرير: احتمالات الصراع العسكرى بين مصر وإسرائيل.. تحليل التوترات الحالية

بيان

حرب كلامية وتصعيد إعلامى ملحوظ فى الآونة الأخيرة بين مصر وإسرائيل، يقول الخبراء والمراقبون أنه مقصود ومتعمد من جانب الدولة العبرية، كنوع من الضغط على مصر تمهيدا لتمرير رؤى الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الحالية بشأن القضية الفلسطنية، والوصول إلى حل نهائى لها على حساب دول الجوار العربية، وخاصة مصر والأردن وسوريا، وهو ما ترفضه بالطبع الدول العربية الثلاث، وخاصة مصر.

وموقف مصر فى هذا الشأن ثابت ومعلن، ويتلخص فى عدم التنازل عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى، وعدم تفريغ القضية الفلسطنية، أو إجهاض حلم الدولة، وعودة اللاجئين واستراد آراضيهم وحقوقهم، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس وأنحاء فلسطين، أو التنازل عن شبر واحد من الأرض المصرية لصالح الدولة الصهيونية الاستعمارية.

وعلى مدى 46 عامًا الماضية، حافظت مصر وإسرائيل على اتفاقية سلام رسمية منذ اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، والتي أدت إلى توقيع معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979، والتى أنهت (المعاهدة) عقودًا من العداء وأقامت علاقات دبلوماسية واقتصادية، وعلى الرغم من الاستقرار النسبي في العلاقات خلال هذه السنوات الماضية، إلا أن التطورات الإقليمية الأخيرة أثارت تكهنات حول احتمال تصاعد التوترات، وفجرت سؤال: هل يمكن أن تؤدى إلى دخول الدولتين فى صراع عسكرى؟

السياق الجيوسياسى

فى السياق الجيوسياسي الحالي، هناك عدة عوامل تساهم في القلق بشأن إمكانية حدوث صراع:

1. عدم الاستقرار الإقليمي

  • غزة: يستمر الوضع في غزة بالتسبب في عدم استقرار، حيث تشهد العلاقة بين مصر وإسرائيل وبينهما حماس تعقيدًا، إذ تلعب مصر دور الوسيط ومراقب الحدود، أي تصعيد كبير في غزة قد يختبر العلاقات بين مصر وإسرائيل.
  • إيران: نفوذ إيران في المنطقة ودعمها للجماعات المسلحة التي تهدد إسرائيل قد يجر مصر بشكل غير مباشر إلى ديناميكيات الصراع الإقليمي.

2. القضايا الإقليمية والأمنية

  • شبه جزيرة سيناء: لا تزال سيناء تشكل تحديًا أمنيًا لمصر بسبب النشاطات المسلحة المستمرة رغم العمليات العسكرية الواسعة.
  • بعض الجماعات المسلحة في سيناء أبدت عداءً تجاه إسرائيل، مما يثير القلق بشأن الحوادث عبر الحدود.
  • الحدود: مخاوف إسرائيل بشأن أمن الحدود واحتمال تسلل عناصر تهددها قد تؤدي إلى سوء فهم أو ردود فعل مبالغ فيها.

3. الموارد المائية والغاز الطبيعي

  • شرق المتوسط: شهدت المنطقة نزاعات حول الحدود البحرية وموارد الغاز الطبيعي. على الرغم من تعاون مصر وإسرائيل في مشاريع الطاقة، فإن المنافسة على الموارد قد تسبب توترات.
  • ندرة المياه: تفاقم ندرة المياه في المنطقة بسبب تغير المناخ يمكن أن يزيد التوترات، خاصة إذا ظهرت خلافات بشأن نهر النيل واتفاقيات توزيع المياه الإقليمية.

4. الرأي العام والضغوط السياسية

  • على الرغم من العلاقات الدبلوماسية بين حكومتي مصر وإسرائيل، فإن الرأي العام في كلا البلدين لا يزال يحمل قدراً من الشكوك، حيث ترى بعض الفئات الطرف الآخر بعين الريبة.
  • أي تغيير في القيادة أو السياسات قد يبرز هذه المشاعر إلى السطح.

تحليل الخبراء

يتفق الخبراء على أن احتمالية حدوث صراع مباشر بين مصر وإسرائيل منخفضة بسبب الإطار المؤسسي القوي لمعاهدة السلام والمصالح المشتركة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. ومع ذلك، يحذرون من:

  • الحوادث المحلية: قد يؤدي وقوع اشتباكات أو حوادث عرضية على الحدود إلى تصعيد إذا لم تتم إدارتها بحذر.
  • الصراعات بالوكالة: يمكن أن يؤدي التورط في صراعات إقليمية بالوكالة، خاصة في غزة أو شرق المتوسط، إلى توتر العلاقات بشكل غير مباشر.
  • المنافسة الاقتصادية: قد تسبب المنافسة على الموارد الطبيعية أو النفوذ الاقتصادي في إفريقيا والشرق الأوسط توتراً.

توضيح المصادر

هذا التحليل يستند إلى معلومات مفتوحة المصدر، وتقارير إعلامية إقليمية، وتعليقات خبراء من مؤسسات أكاديمية وسياسية، تشمل:

  1. مصادر أولية: تصريحات من مسؤولين حكوميين مصريين وإسرائيليين، وثائق معاهدة السلام، والإحاطات العسكرية.
  2. مصادر ثانوية: تقارير من مراكز أبحاث مثل مجموعة الأزمات الدولية ومؤسسة بروكينغز التي تحلل الجيوسياسة في الشرق الأوسط.
  3. التغطية الإعلامية: مقالات من وسائل إعلام إقليمية ودولية مثل الجزيرة، هآرتس، وجيروزاليم بوست.
  4. آراء أكاديمية: دراسات حول العلاقات المصرية – الإسرائيلية والاستقرار الإقليمي منشورة في دوريات غربية مقربة من مراكز صنع القرار مثل Middle East Policy.

الخاتمة

بينما تظل احتمالية اندلاع حرب مباشرة بين مصر وإسرائيل منخفضة في الظروف الحالية، فإن عدم الاستقرار الإقليمي وبعض النقاط الساخنة قد تؤدي إلى توتر العلاقات. لكلتا الدولتين مصلحة كبيرة في استمرار التعاون والسلام، ولكن يتطلب ذلك يقظة لإدارة المخاطر بفعالية.

ويجزم الخبراء أن الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة والتركيز على المصالح المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي، سيكون أمراً حاسماً لمنع أي تصعيد.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى