تقرير عبرى يزعم وجود تهديد محتمل جديد فى سوريا بدعم إيراني

 كتب: أشرف التهامي

تقديم

أفاد مركز أبحاث ألما الإسرائيلي في تقرير حديث بأن “الحزب القومي الاجتماعي السوري” أعلن في ديسمبر الماضي عن تأسيس مجموعة تُدعى “جبهة تحرير الجنوب”، والتي غيّرت اسمها في 12 يناير الجاري إلى “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا”.

ووفقًا لتحليل المركز، تعمل هذه المجموعة بدعم مباشر من النظام الإيراني و”حزب الله”، كجزء من مساعي طهران لتعزيز بنيتها التحتية في جنوب سوريا بهدف مواجهة إسرائيل.

وأعلنت المجموعة رسميًا عن وجودها عبر بيان أكدت فيه أن هدفها الرئيسي هو “حماية الشعب السوري وطرد إسرائيل من الأراضي السورية”.

كما أشار التقرير إلى أن الحزب الوطني الاشتراكي السوري أصدر بيانًا في 17 ديسمبر 2024، يعلن فيه تأسيس الجبهة، قبل تغيير اسمها إلى “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا” في 11 يناير 2025.

وإليكم فى التالى النص المترجم لتقرير مركز “ألما” الإسرائيلى.

التقرير

“جبهة تحرير الجنوب”

وفقًا للبيان، تم تأسيس هذه المنظمة لحماية الشعب السوري وطرد إسرائيل من الأراضي السورية. كما أعرب الحزب الوطني الاشتراكي السوري عن اعتراضه على وجود إسرائيل وأنشطتها في سوريا، منتقدًا الصمت السائد بشأن هذه القضية سواء داخل سوريا أو في جميع أنحاء العالم العربي.
تم نشر البيان في البداية على موقع الحزب ومنصات التواصل الاجتماعي، مصحوبًا بتشكيل مجموعات مخصصة على شبكات مختلفة. ومع ذلك، لم نجد المزيد من المؤشرات الواضحة على النشاط العملي خارج هذه البيانات.
في 9 (يناير) 2025، أصدرت “جبهة تحرير الجنوب” أول بيان رسمي لها، حيث قدمت “الجبهة” كمنظمة مقاومة (“مقاومة”) أنشئت لحماية سكان سوريا.
وأكد البيان أن هذه المنظمة هي منظمة شعبية سورية محلية تشكلت رداً على صمت الحكومة السورية الجديدة وتقاعسها عن التحرك ضد إسرائيل (التي أشار إليها البيان بـ “العدو الإسرائيلي” و”الاحتلال الإسرائيلي”)،كما أكد البيان أن هذه المنظمة لا تتبع لأي دولة أو طائفة أو حزب سواء داخل سوريا أو خارجها.

إعلان حزب الاتحاد الوطني السوري عن تأسيس "جبهة تحرير الجنوب"
إعلان حزب الاتحاد الوطني السوري عن تأسيس “جبهة تحرير الجنوب”

وفي نهاية البيان، أعطت إسرائيل مهلة 48 ساعة، طالبت فيها بانسحاب قواتها من سوريا قبل أن تتخذ إجراءات ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بعد يومين، في 11 يناير 2025، نشرت المجموعة رسالة على قناتها على تيليجرام تتضمن تهديدًا آخر ضد إسرائيل. وذكرت الرسالة أن أعضاء المنظمة كانوا يراقبون نشاط جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب سوريا وكانوا مستعدين للتحرك ضدهم.

شعار "شعب الشجاعة – جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا"

شعار “شعب الشجاعة – جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا”

وفي اليوم نفسه، أصدرت الجماعة بيانًا آخر أعلنت فيه تغيير اسمها إلى “شعب الشجاعة – جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا”، وكشفت عن شعارها الجديد. كما نُشرت ملصقات تُظهر هجمات غير مؤكدة ضد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى تهديدات إضافية.
يكشف تحليل ما سبق عن عدة رؤى مثيرة للاهتمام بحسب خبراء إسرائيليين :
أولاً، إن حزب الحركة الوطنية السورية هو حركة علمانية قديمة لها فروع في لبنان والعراق. وقد دعم هذا الحزب نظام الأسد، وهو متحالف مع حزب الله (وجزء من تحالف 8 آذار في لبنان)، ومعترف به كجزء من المحور الموالي لإيران. وقد عمل عناصر الحزب العسكريون ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام المنطقة الأمنية في لبنان (1980-1990) وخلال الحرب الأخيرة ضد حزب الله.
ومن الجوانب الجديرة بالملاحظة أيضاً اسم وشعار هذه المنظمة. فمنذ أكتوبر الأول 2024، استخدم نعيم قاسم عبارة “أولي البأس” عند الإشارة إلى الحرب ضد إسرائيل وفي سياق منع نشاط إسرائيل وتمركزها في لبنان.
ويظهر المصطلح في القرآن الكريم في آية تصف الأفراد الشجعان الذين يذهبون إلى الحرب. واستمر قاسم في استخدام هذه العبارة في خطابات إضافية، بما في ذلك مؤخراً في 4 يناير 2025.
إلى جانب الاسم، يتميز شعار المنظمة بزخارف معروفة، أبرزها يد تحمل بندقية كلاشينكوف (AK-47)، مع الآية القرآنية المذكورة أعلاه معروضة فوقها. هذه الزخارف معروفة جيداً من منظمات أخرى مدعومة من إيران، مثل الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، والنجباء، وكتائب حزب الله في العراق، وغيرها.
ويمكن تقييم أن هذه المنظمة مرتبطة بإيران وحزب الله وتعمل تحت نفوذهما. وهذا يثير أيضاً تساؤلاً حول ما إذا كان هذا نسخة جديدة من ملف الجولان؟
ومن الجدير بالذكر أن وحدة ملف الجولان التابعة لحزب الله، والتي كانت تعمل في جنوب سوريا بالقرب من الحدود الإسرائيلية، كانت تتألف من سوريين محليين.
ومن الممكن أن تكون هذه محاولة إيرانية لإنشاء بنية تحتية محلية للنشاط ضد إسرائيل في جنوب سوريا (أو إعادة تأهيل بنية تحتية سابقة). أو ربما تكون حملة نفوذ تستهدف الجمهور الإسرائيلي والمحلي. وفي هذا السياق، من الواضح أن إيران وحزب الله يسعيان إلى استعادة نفوذهما وبنيتهما التحتية في سوريا وأنهما يهدفان إلى زعزعة استقرار النظام الجديد وتحدي إسرائيل من هذه الجبهة.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنه منذ سقوط نظام الأسد وتفكك الجيش السوري، نشأ نوع من الفراغ السياسي والأمني ​​في جنوب سوريا (وكذلك في أجزاء أخرى من البلاد).
وقد دفع الافتقار إلى الحكم في المنطقة إسرائيل والنظام السوري الجديد والمنظمات المحلية إلى التحرك في محاولة لمعالجة الوضع واستغلاله لصالحهم.
وقد بدأت إسرائيل بالعمل في مرتفعات الجولان وجبل الشيخ لمنع الكيانات المعادية من دخول المنطقة الحدودية، وأعلنت المنظمات والميليشيات المحلية سيطرتها على الأراضي وعملت على ضمان الاستقرار، كما سعى النظام الجديد في سوريا إلى ترسيخ سيطرته في منطقتي القنيطرة ودرعا.
بالإضافة إلى ذلك، خلال هذه الفترة، كانت هناك تصريحات قليلة في سوريا بشأن إسرائيل وأنشطتها في البلاد. ونادراً ما تناول أعضاء النظام الجديد هذه القضية، وعندما فعلوا ذلك، حافظوا على نبرة حذرة وغامضة. ولوحظ اتجاه مماثل بين السكان المحليين في جنوب سوريا، الذين بدت مواقفهم أكثر غموضًا ولكنها لا تزال مقيدة نسبيًا (على سبيل المثال، أعربت الطائفة الدرزية في حضر عن استعدادها للتعاون مع إسرائيل بينما نظم سكان جنوب سوريا مظاهرات ضد وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة).
يبدو أن ظهور “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا” يأتي على خلفية الفراغ في جنوب سوريا ومحاولة استغلاله. وفي هذه المرحلة، لا يوجد ما يشير إلى نشاط كبير لهذه المنظمة. ولكن بغض النظر عن طبيعتها، فمن المهم مراقبة تطورها وأفعالها والقوى التي تقف وراءها عن كثب.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى