القس بولا فؤاد رياض يكتب: عيد الغطاس المجيد
بيان
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم 11 طوبة الموافق 19 يناير من كل عام بعيد الغطاس المجيد، والذي يُسمى أيضًا بعيد العماد أو عيد الظهور الإلهي (الثيؤفانيا).
في هذا العيد، ظهر الثالوث القدوس: الآب في السماء، والابن في الماء، والروح القدس في الهواء على هيئة حمامة.
“هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” (متى 3: 17).
العماد باسم الثالوث
العماد دائمًا يتم باسم الثالوث، إشارةً إلى موت المسيح ودفنه وقيامته. وعند إرسال التلاميذ والرسل، كلفهم السيد المسيح قائلًا:
“فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (متى 28: 19).
لاحظ أنه لم يقل “بأسماء” لأن الثلاثة واحد.
ولأن السيد المسيح اعتمد بالتغطيس وليس بالرش، يُسمى العيد بعيد الغطاس:
“فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء” (متى 3: 16).
وكذلك تعمد الخصي الحبشي على يد فيلبس، إذ أن كلمة “معمودية” باليونانية هي “بابتزما”، وتعني الصبغة بالتغطيس.
رمزية المعمودية
المعمودية هي دفن مع المسيح، أي التقديس.
المعمودية هي ولادة ثانية، إذ يخرج جسم الإنسان من جرن المعمودية كما وُلد الإسرائيليون من البحر الأحمر.
البحر كان رمزًا للمعمودية، والسحابة التي كانت تظلل بني إسرائيل رمزًا للروح القدس، بينما كان فرعون رمزًا للشيطان (راجع 1 كورنثوس 10: 1-2).
من تواضع السيد المسيح أنه نال المعمودية من يوحنا المعمدان، فرئيس الكهنة الأعظم ومانح الكهنوت اعتمد من أجل كهنته.
“اعتمد لكي يكمل كل بر” (متى 3: 15)، ليكون خاضعًا للناموس، مع أنه فوق الناموس، إذ حمل خطايا العالم، كما قيل:
“كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا” (إشعياء 53: 6).
لماذا اعتمد السيد المسيح؟
1. ليرسم لنا سر المعمودية.
2. ليعلن بداية خدمته.
3. ليتمم كل بر:
“ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني” (غلاطية 4: 5).
4. نيابةً عن الإنسانية، كما صام ومات عن البشرية.
5. لتكميل عمله الكفاري.
6. ليأخذ الكهنوت الموسوي من يوحنا الكاهن ويرسم لنا الكهنوت الجديد.
7. ليأخذ المعمودية القديمة ويعطينا المعمودية الجديدة.
8. ليعلن سر الثالوث القدوس، ولهذا يُسمى العيد عيد الظهور الإلهي.
9. ليكون الحد الفاصل بين العهد القديم والجديد.
فعالية المعمودية
1. الخلاص:
“من آمن واعتمد خلص” (مرقس 16: 16).
“الماء الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية” (1 بطرس 3: 21).
2. الميلاد الثاني:
“إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يوحنا 3: 5).
3. غسل الخطايا:
“قم واعتمد واغسل خطاياك” (أعمال 22: 16).
4. مغفرة الخطايا:
“توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا” (أعمال 2: 38).
5. الموت والقيامة مع المسيح:
“مدفونون معه في المعمودية” (كولوسي 2: 12).
6. لبس المسيح:
“لأنكم كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” (غلاطية 3: 27).
“أنا محتاج وأنت تأتي إليَّ”
قال يوحنا: “أنا محتاج أن أعتمد منك، وأنت تأتي إليَّ؟” (متى 3: 14).
العجيب أن المسيح أتى ليخلص الخطاة، كحال المرأة السامرية، ولاوي، وزكا العشار، وكل محتاج.
لماذا أتى إلينا؟
1. ليمنحنا الحياة: “أتيت لتكون لهم حياة” (يوحنا 10: 10).
2. ليحمل خطايانا: “لأن الذي لم يعرف خطية صار خطية لأجلنا” (2 كورنثوس 5: 21).
3. ليحررنا: “إن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون أحرارًا” (يوحنا 8: 36).
4. ليخدمنا: “ابن الإنسان ما جاء ليُخدم بل ليَخدم” (متى 20: 28).
مقارنة بين المسيح ويوحنا المعمدان
1. المسيح هو النور الحقيقي (يوحنا 8: 12)، ويوحنا سراج منير (يوحنا 1: 8).
2. المسيح أزلي، ويوحنا له بداية ونهاية (يوحنا 1: 30).
3. المسيح هو الخالق، ويوحنا مخلوق.
4. المسيح قدوس، ويوحنا قديس (عبرانيين 7: 26).
5. معمودية المسيح بالروح القدس والنار للخلاص، ومعمودية يوحنا بالتوبة فقط.
6. – السيد المسيح مات وقام لأنه معطي الحياة وأقام الموتى بسلطان لاهوته (اقام لعازر بعد أن أنتن في القبر أربعة أيام)
ولكن يوحنا مات ومنتظر القيامة كباقي البشر.
هنالك بعض الأطعمة التي ترتبط بعيد الغطاس مثل القلقاس ، القصب ، البرتقال وقد سبق لنا في العام الماضي التأمل في رموز هذه الأطعمة وإرتباطها بعيد الغطاس المجيد.
كل عام ومصرنا الحبيبة الغالية بكل الخير والسلام
……………………………………………………………………………
كاتب المقال: كاهن كنيسة مارجرجس، المطرية، القاهرة
