تنصيب ترامب الثاني.. تطورات تاريخية في مراسم انتقال السلطة الأمريكية
وكالات
تشهد الولايات المتحدة مساء اليوم حدثًا تاريخيًا مع تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، رئيسًا للولاية الثانية، يعد هذا التنصيب بمثابة استمرار لعملية انتقال السلطة التي بدأها جورج واشنطن منذ أكثر من قرنين من الزمان، لتظل هذه المراسم واحدة من أبرز تقاليد الديمقراطية الأمريكية.
اقرأ أيضا.. ترامب يعود إلى البيت الأبيض وسط تحديات أمنية وقضائية وتاريخية
يعتبر حفل التنصيب، الذي يتم في 20 يناير من كل عام، رمزًا للانتقال السلمي للسلطة من رئيس إلى آخر،في هذه المناسبة، يتم التأكيد على القيم الأساسية التي توحد الشعب الأمريكي بغض النظر عن الانتماءات الحزبية، لكن هذا التنصيب يأتي في ظل حالة غير تقليدية، حيث أعلن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب عدم مشاركته في الحفل، ليصبح بذلك أول رئيس مهزوم يتخذ هذا القرار منذ 150 عامًا، وهو أمر يثير العديد من التساؤلات حول الانقسامات السياسية التي تشهدها البلاد.
الغياب عن حفل التنصيب ليس حدثًا نادرًا في التاريخ الأمريكي، ففي العديد من الحالات، غاب الرؤساء عن مراسم تنصيب خلفائهم، لأسباب مختلفة.
وفقًا للجمعية التاريخية للبيت الأبيض، غاب خمسة رؤساء أمريكيين عن حفل التنصيب، وهم: جون آدامز، وجون كوينسي آدامز، ومارتن فان بورين، وأندرو جونسون، بالإضافة إلى ترامب.
كذلك، لم يحضر الرئيسان وودرو ويلسون وريتشارد نيكسون لأسباب صحية وشخصية. هذه الحالات تبرز التوترات السياسية التي قد ترافق انتقال السلطة، خاصة عندما تكون المنافسة بين الحزبين على أشدها.
من جهة أخرى، كان تاريخ التنصيب الأمريكي مختلفًا في البداية، وفقًا للدستور الأمريكي، كان يتم تنصيب الرئيس في 4 مارس من العام التالي للانتخابات، وهي الفترة التي امتدت من عام 1793 حتى عام 1933، مع تعديل الدستور في عام 1933، تم تحديد يوم 20 يناير ليكون موعدًا ثابتًا لحفل التنصيب، بهدف تقليص الفترة الانتقالية بين الإدارات.
الحفل الأول لتنصيب رئيس أمريكي كان في 30 أبريل 1789، حيث أدى جورج واشنطن اليمين الدستورية ليصبح أول رئيس للولايات المتحدة في مدينة نيويورك، التي كانت عاصمة البلاد آنذاك.
منذ ذلك الحين، تحولت مراسم التنصيب إلى حدث تاريخي تتجمع فيه العائلات الرئاسية والشعب الأمريكي في احتفالات رسمية، وقد كانت هذه اللحظة بمثابة البداية لرؤية جديدة في إدارة الدولة الأمريكية، حيث وضع واشنطن يده على الكتاب المقدس وتلا قسمه الشهير: “أقسم أنني سأؤدي مهام منصب رئيس الولايات المتحدة بأمانة”.
ومن اللحظات البارزة في تاريخ التنصيب كان حفل تنصيب توماس جيفرسون في 1801 في مبنى الكابيتول في واشنطن، الذي شهد أول مراسم تنصيب للرئيس في العاصمة الجديدة.
وقد توالت بعدها المراحل التطويرية لتوثيق هذه الأحداث، حيث كان حفل تنصيب جيمس بيوكانان في 1857 هو الأول الذي تم تصويره فوتوغرافيًا، في حين شهد حفل تنصيب ويليام ماكينلي في 1897 أول تسجيل فيديو لهذه المناسبة.