عادل أبو طالب يكتب: إفلاس أمريكا وإسرائيل بالتهديد الرخيص لشخص الرئيس.. والأهداف المرتقبة!

بيان

في البداية، أقول إن خروج المصريين إلى معبر رفح لدعم قرار السيد القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية برفض تصفية قضية الشعب الفلسطيني خدمةً للصهاينة والأمريكان، لن يكون الأخير. بل إذا استدعى الأمر، ستكون هناك تلبية لنداء الواجب وشرف الدفاع عن أرضنا بالقتال إن لزم الأمر.

عند رؤيتي أمس للصورة التي نشرتها صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية التابعة لجهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد”، ظهرت العديد من الآراء المتباينة حول مغزى ومعنى الصورة. ولكني نشرت منشورًا على صفحتي في فيسبوك، أكدت فيه خلافي مع كل من حلّل نشر إسرائيل صورة الرئيس السيسي مع الرئيس الإيراني الذي استشهد في حادث المروحية. وأجزم بأن الصورة تمثل تهديدًا صريحًا وواضحًا لشخص الرئيس السيسي، ولكنهم مخطئون؛ فهذا التهديد الرخيص لا يليق بنا شعب مصر الذي ينكسر ولا يُقهر، بل هو من قهر الصليبيين والتتار، وأسر لويس التاسع، ورد حملة نابليون خائبة، وأخرج الإنجليز خائبين. ولا يليق بنا كمسلمين، أسمى أمانينا هي النصر أو الشهادة في سبيل الله ثم الأوطان. كما لا يليق بشخصية رجل مثل المشير السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الذي حمل رأسه على كفه من قبل في وجه هذه أمريكا التي تهدد اليوم. ومن حمل رأسه على كفه من أجل هذا الوطن، فلا يُهدد بالموت، ولا يليق أصلاً بالعقيدة القتالية للجيش المصري المرابط، الذي اختاره الله تعالى وجعلهم (هم وأهليهم في رباط إلى يوم القيامة).

إن خروج قادة أمريكا وإسرائيل عن السيطرة على أنفسهم هو نتيجة ضغوط نفسية وعصبية نابعة من مصر، لدورها المتنامي والمتصاعد عالميًا، سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا واجتماعيًا. لقد أصبحت مصر حجر العثرة الوحيد في المنطقة العربية والإسلامية، الذي يقف في طريق إعلان مشروع “نتنياهو” إسرائيل الكبرى، الذي أعلنه منذ عام 1992. وإن كان “ترامب” في لقاء صحفي أمس قد رد على سؤال أحد الصحفيين الذي استفسر عن رفض الرئيس السيسي والملك عبدالله ملك الأردن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن، قائلاً “إنهم سيفعلون”، فهذا وهم بعينه.

وأذكر هنا واقعة حدثت مع الرئيس جمال عبدالناصر، رحمه الله تعالى، حين أرسل له ديفيد بن جوريون عام 1964 ضابط مخابرات متنكرًا كصحفي. وبعد انتهاء الحوار مع عبدالناصر، عاد الضابط إلى بن جوريون وقال له إن عبدالناصر ليس في نيته الحرب، بل يهتم بتنمية وبناء بلاده. فرد بن جوريون قائلاً “هذا أخطر على دولة إسرائيل من الحرب ذاتها”. ولهذا، تم تنفيذ خدعة تحريك القوات المصرية إلى سيناء لتخفيف الضغط عن الجبهة السورية، ما أدى إلى وقوعنا في فخ 1967.

تكرر المشهد مع الجيش العراقي، الذي بلغ تعداده مليون جندي في عام 1990، وأصبح الرابع عالميًا. فور إعلان صدام حسين، رحمه الله، وقف الحرب مع إيران، أدرك الصهاينة الأمريكان والإسرائيليون أن صدام لن يستكين، بل سيهدد الوجود الإسرائيلي. لذا، تم إطلاق مشروع “برنارد لويس” بقيادة جورج بوش، الذي استهدف تحطيم القوة العسكرية للعراق ومصر وسوريا، واعتبر أن العراق هدف استراتيجي، وسوريا هدف تكتيكي، ومصر الجائزة الكبرى.

اليوم، يتكرر التهديد الرخيص بعد فشل المشروع الأمريكي المعلن عنه في 2003، “مشروع كوندوليزا رايس”، مستشارة أوباما، المسمى “الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، والذي أطلق عليه “مشروع التمكين للإخوان”. كانت تركيا، بشهادة أردوغان، شريكًا أصيلًا في هذا المشروع، إلا أن مصر أفشلته بكل المعايير، بشهادة القاصي والداني.

واليوم، وبعد انكشاف الوجه القبيح للأمريكان والإسرائيليين وأعوانهم، في نيتهم تهجير الشعب الفلسطيني لإعلان “دولة إسرائيلية كاملة” على كامل أرض فلسطين بعد تفريغ غزة، والاتجاه نحو الضفة الغربية لإنهاء قضية فلسطين، والتي خاضت مصر من أجلها خمس حروب دفاعًا عن التزامها الإسلامي والعربي والإنساني، نجد أن هذه الأفعال ليست إلا بداية النهاية بإذن الله.

وكما قال الله تعالى:
“فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا”
ها هم قد جمعهم الله بعد الشتات، في انتظار عبدٍ صالح يبعثه الله عليهم ليحرر المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة.

اقرأ أيضا للكاتب:

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى