هل يمكن للكونجرس الحد من أفكار ترامب المدمرة فى السياسة الخارجية؟!
مصادر – بيان
قام الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا بتقديم سلسلة من الأفكار غير التقليدية في السياسة الخارجية، بدءًا من ضم جرينلاند واستعادة قناة بنما، إلى فرض رسوم جمركية ضخمة على الواردات من جميع الدول في العالم، وصولاً إلى استخدام الجيش لترحيل أكثر من 10 ملايين مهاجر غير شرعي.
كما يشتهر ترامب بمدحه للزعماء الاستبداديين، ورغبته في تقليص دور وزارة الخارجية، وطرح تساؤلات حول ما إذا كان سوف يتقيد بالالتزام الأمني للولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو).
والسؤال الذى يطرح نفسه: “إلى أي مدى يمكن للكونجرس (البرلمان الأمريكي) أن يراقب أفكار ترامب الأكثر تدميرًا في السياسة الخارجية؟”.
وأجاب موقع “كارينجى أندومنت” على السؤال فى تقرير نشره على موقعه الرسمى، وفى التالى ملخص لتلك الإجابة:
مع سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب ومجلس الشيوخ، يبدو أن فرص وجود معارضة واسعة من الكونغرس ضد ترامب ضئيلة.
ومع ذلك، من المرجح أن توجد استثناءات هامة حيث قد ينضم بعض المشرعين الجمهوريين إلى نظرائهم الديمقراطيين في محاولة للحفاظ على بعض المبادئ الأساسية في السياسة الخارجية الأمريكية.
قد تشمل هذه المبادئ الحفاظ على التحالفات الأمنية، ورفض التوسع الإقليمي، وحماية ميزانية المساعدات الخارجية.
ومن خلال ذلك، قد يتمكنون من تخفيف حدة أجندة “أمريكا أولاً” لترامب وتقليل الفوضى التي تهدد بخلقها.
التحليل
أثناء فترة ترامب الأولى، تعاون الجمهوريون البارزون في الكونغرس مع الديمقراطيين لحماية بعض هذه المبادئ، على سبيل المثال، عندما اقترح ترامب تقليص الإنفاق الأمريكي على الدبلوماسية والمساعدات الخارجية بنسبة الثلث، استخدم السناتور الجمهوري ليندسي جراهام والسناتور الديمقراطي باتريك ليهي، جنبًا إلى جنب مع نظرائهم في مجلس النواب، مواقعهم القيادية في اللجان للحفاظ على ميزانية الشؤون الخارجية عند مستوى ثابت تقريبًا.
وبالمثل، عندما شكك ترامب في قيمة الناتو، دعم كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل ورئيس مجلس النواب آنذاك بول راين قرارات حزبية تعيد تأكيد دعم الولايات المتحدة للحلف.
وفي 2023، عزز الكونغرس هذا المبدأ من خلال قانون ثنائي الحزب طرحه السناتور الديمقراطي تيم كاين والسناتور الجمهوري ماركو روبيو، والذي يحظر على الرئيس الانسحاب من الناتو دون موافقة الكونغرس.
الوضع الحالي
مع ارتفاع عدد الجمهوريين في الكونغرس الذين يتبنون أفكار ترامب، قد تكون الأمور أكثر تعقيدًا في مجلس الشيوخ.
ولا يزال هناك قادة تقليديون في مجلس الشيوخ، مثل جون ثيون، الذين يدعمون التحالفات والإنفاق على الدبلوماسية والمساعدات الخارجية.
وعلى الرغم من ذلك، هناك أيضًا توترات داخل الحزب الجمهوري بشأن بعض القضايا، مثل سياسة ترامب تجاه أوكرانيا والصين، التي قد تدفع بعض الأعضاء الجمهوريين إلى معارضته في قضايا معينة.
ومن الواضح أن الكونجرس لن يتولى زمام السياسة الخارجية الأمريكية، ولكن لا يزال بإمكانه لعب دور في حماية بعض المبادئ الأساسية، مثل دعم التحالفات الأمنية والتزام الولايات المتحدة بالمسؤوليات الدولية.