“USAID”.. هل كانت أداة سياسية لتغيير الأنظمة أم للإغاثة والمساعدة الإنسانية؟

مصادر – بيان
هل كانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “USAID”، أداة سياسية تستخدمها أمريكا لتغيير الأنظمة، وتصدير الفوضى للبلاد المستهدفة، أم أداة للإغاثة والمساعدة الإنسانية؟، السؤال مازال مطروحا بعد ردود الفعل العالمية المتباينة لقرار الوكالة (USAID) الذى أثار موجة من ردود الفعل المتباينة على الساحة الدولية، ما بين مرحب بالقرار، ورافض له.
ورصدت صحيفة “الجارديان” البريطانية ما عنونته بـ “احتفال” بعض القادة الاستبداديين بهذا القرار، فيما أعربت منظمات الإغاثة عن مخاوفها من تداعياته الإنسانية والسياسية.
احتفال بالقرار
وقالت “الجرديان” فى تقرير لها إن روسيا رحبت وغيرها من الدول التي طالما انتقدت الوكالة بقرار الإغلاق، حيث وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الوكالة بأنها “أداة لتغيير الأنظمة” وليست منظمة تنموية كما تدّعي.
في المجر، احتفل رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الحليف المقرب من ترامب، بالقرار، معتبرًا أنه يمثل نهاية لمنظمات “سوروس العالمية”. كما اتهم رئيس السلفادور، ناييب بوكيلي، الوكالة بتمويل “جماعات معارضة وحركات مزعزعة للاستقرار”.
وفي بيلاروسيا، اعتبر الرئيس ألكسندر لوكاشينكو أن هذه الخطوة استجابة لدعواته إلى “إعادة ضبط” العلاقات مع الولايات المتحدة. أما في فنزويلا، فقد أعلن وزير الداخلية ديوسدادو كابيلو عن خطط للتحقيق في أنشطة الوكالة، متهمًا إياها بتمويل الانتخابات التمهيدية للمعارضة الفنزويلية.
تداعيات إنسانية
في المقابل، حذرت منظمات الإغاثة من تداعيات خطيرة، مشيرة إلى أن قرار تفكيك الوكالة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، بما في ذلك انتشار الأمراض والمجاعة، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على تنظيم الأسرة وتعليم الفتيات.
وتعد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية واحدة من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الخارجية، بميزانية تبلغ نحو 43 مليار دولار سنويًا، ما يجعل وقف تمويلها تحولًا جذريًا في السياسة الخارجية الأميركية. في أوغندا وحدها، تقدم الوكالة أكثر من 500 مليون دولار سنويًا لدعم مشاريع إنسانية، مما يثير القلق بشأن مستقبل هذه البرامج بعد تخفيض التمويل.
فراغ استراتيجي.. هل تملؤه الصين؟
مع غياب التمويل الأميركي، يتساءل المحللون عما إذا كانت الصين ستستغل الفرصة لتعزيز نفوذها العالمي، خصوصًا في أفريقيا وأميركا الجنوبية. وقد حذّر السيناتور الجمهوري روجر ويكر من أن إلغاء الوكالة يمنح الصين ميزة استراتيجية كبيرة، داعيًا إلى تبني بديل أميركي يعادل الجهود الصينية في مجال المساعدات الخارجية.
رفض داخلي للقرار
على المستوى الداخلي، أثار القرار ردود فعل غاضبة داخل الولايات المتحدة، حيث شككت دائرة أبحاث الكونجرس في سلطة ترامب القانونية لإغلاق الوكالة. كما طالب خبراء حقوق الإنسان بإعادة النظر في القرار، محذرين من تأثيره على النشطاء والمنظمات التي تكافح من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان حول العالم.
في ظل هذه التداعيات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يمثل تفكيك الوكالة مجرد تحول في السياسة الأميركية، أم أنه بداية لتغيرات أعمق في ميزان القوى العالمي؟