انتقادات وتحريك جهود من نواب الكونجرس لعزل ترامب من منصبه
مصادر – بيان
النائب الأمريكى الديمقراطي آل غرين، أعلن عن الدفع فى استخدم مواد العزل ضد الرئيس الحالى دونالد ترامب مجددًا بعد تصريحاته الأخيرة التي اعتُبرت مثيرة للجدل بشأن تهجير سكان غزة.
والحركة المعروفة باسم “حركة العزل” في الولايات المتحدة تشير إلى الجهود التي تبذلها الجماعات السياسية أو النشطاء أو المشرعون لعزل رئيس حالي أو مسؤولين حكوميين آخرين من مناصبهم.
وتنشأ هذه الحركات عادةً بسبب مزاعم سوء السلوك أو إساءة استخدام السلطة أو انتهاك الدستور.
وتأتي هذه التحركات في إطار استمرارية الجدل السياسي الذي يحيط بتصرفات ترامب، حيث حاول العديد من النواب الديمقراطيين في الكونجرس استخدام آليات العزل لإدانته بسبب سلوكياته وتصريحاته المثيرة للانقسام.
تحريك الجهود لعزل ترامب
وتقدم النائب الديمقراطي عن ولاية تكساس، آل غرين، بمشروع مساءلة لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متهمًا إياه بـ”التطهير العرقي في غزة”، واصفًا تصريحاته حول القضية بأنها “شنيعة”.
وقال غرين: “في رسالة إلى من يهمه الأمر، التطهير العرقي في غزة ليس مزحة، خصوصًا عندما تصدر مثل هذه التصريحات عن رئيس الولايات المتحدة الأميركية، أقوى شخص في العالم، والذي يمتلك القدرة على تحسين ما يقوله واختيار كلماته بعناية”.
وأضاف: “التطهير العرقي في غزة ليس أمرًا يمكن التغاضي عنه، ورئيس وزراء إسرائيل يجب أن يشعر بالخجل، لأنه يعلم تاريخ شعبه، ومع ذلك وقف هناك وسمح بمثل هذه التصريحات”.
وأوضح غرين أن “التطهير العرقي هو جريمة ضد الإنسانية، وأنا أقف هنا اليوم لإدانة هذه التصريحات، وإدانة ما قاله الرئيس، وإدانة تواطؤ رئيس وزراء إسرائيل. وأذكّر الجميع بكلمات الدكتور مارتن لوثر كينغ، عندما قال: الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان، مشيرًا إلى أن الظلم في غزة يشكّل تهديدًا للعدالة في الولايات المتحدة أيضًا”.
وتابع قائلًا: “أقف هنا اليوم لأن حركة مساءلة الرئيس قد بدأت، وأعلن أنني سأقدم لائحة اتهام ضد الرئيس بسبب الأفعال البشعة التي اقترحها وارتكبها”، مؤكدًا أنه قد وضع الأساس لعزل ترامب من منصبه.
وشدد غرين على أنه يخوض هذه المعركة بمفرده، لكنه يفعل ذلك “من أجل العدالة”.
انقسامات داخل الحزب الجمهوري
لا يواجه ترامب انتقادات من الديمقراطيين فحسب، بل يبدو أنه يواجه تحديات داخل حزبه الجمهوري أيضًا، حيث أثارت خطته بشأن غزة جدلًا واسعًا ونقاشًا داخليًا حادًا.
فقد وصف السيناتور عن ولاية ساوث كارولينا ليندسي غراهام، وهو أحد أقرب حلفاء ترامب، الاقتراح بأنه “مشكلة”، وأعرب عن شكوكه حيال استعداد الرأي العام الأميركي لدعم إرسال قوات إلى غزة لتنفيذ هذه الخطة.
من جهتها، عندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت عما إذا كان ترامب ينوي إرسال القوات الأميركية إلى غزة لإزالة السكان الفلسطينيين بالقوة، جاءت ردودها مراوغة، حيث اكتفت بالقول إن الرئيس “لم يلتزم بإرسال القوات الأميركية إلى المنطقة”.
انتقادات من داخل الكونغرس
بدوره، وصف عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس الاقتراح بأنه “متهور وغير معقول”، محذرًا من أنه قد يؤدي إلى تعطيل المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال: “علينا أن ندرس دوافع ترامب، فكما هو الحال دائمًا، عندما يقترح بندًا سياسيًا، يكون هناك ارتباط بالمحسوبية وخدمة المصالح الشخصية”.
وفي إشارة إلى ترامب وصهره جاريد كوشنر، أضاف: “إنهما يريدان تحويل هذا إلى مشروع منتجعات”.
أبرز حركات العزل في تاريخ الولايات المتحدة:
- عزل أندرو جونسون (1868) – تم عزله من قبل مجلس النواب لانتهاكه قانون “مدة المنصب”، لكنه نجا من الإدانة في مجلس الشيوخ بفارق صوت واحد.
- عزل ريتشارد نيكسون (1974) – واجه نيكسون إجراءات العزل بسبب فضيحة “ووترغيت”، لكنه استقال قبل أن يتمكن مجلس النواب من التصويت على عزله.
- عزل بيل كلينتون (1998-1999) – تم عزله من قبل مجلس النواب بتهمتي الحنث باليمين وعرقلة العدالة، لكنه بُرئ في مجلس الشيوخ.
- عزل دونالد ترامب (2019 و2021) – أصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتم عزله مرتين:
- العزل الأول (2019): وُجهت إليه تهم إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس بسبب ضغطه على أوكرانيا للتحقيق مع جو بايدن، منافسه السياسي آنذاك. أقر مجلس النواب عزله، لكنه بُرئ في مجلس الشيوخ.
- العزل الثاني (2021): تم عزله بتهمة التحريض على التمرد، وذلك على خلفية اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021. مرة أخرى، صوت مجلس النواب لصالح عزله، لكنه لم يحصل على العدد الكافي من الأصوات في مجلس الشيوخ للإدانة.
حركات العزل غالبًا ما تعكس انقسامات سياسية عميقة، وأحيانًا تكون مدفوعة بسياسات حزبية أو بدوافع دستورية جادة. في حالة ترامب، كانت حركات العزل جزءًا من جدل أوسع حول تأثيره على الديمقراطية الأمريكية، وقد استمرت النقاشات حول دوره في السياسة حتى بعد مغادرته المنصب.