تصاعد الجدل حول مقترح ترامب بشأن غزة وتأثيراته على الشرق الأوسط
![ترامب](https://bayan-gate.com/wp-content/uploads/2025/02/2025-01-21T013943Z_1603869478_RC20ECAO8W1K_RTRMADP_3_USA-TRUMP-INAUGURATION-780x470.jpg)
وكالات
أثار المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن غزة موجة واسعة من الانتقادات، حيث وصفه مركز “شاتام هاوس” بأنه تسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها، سواء كان مجرد تكتيك تفاوضي أو خطة جدية.
اقرأ أيضا.. خطة ترامب حول غزة تكشف تفاصيل جديدة عن دور أكاديمي أمريكي في طرحها
وأوضح المركز أن هذا الطرح يعطل أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة ويغير معادلة الصراع بشكل جذري.
ووفقاً للمركز، فإن اقتراح ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة يضع نهاية فعلية لحل الدولتين، كما يمهد الطريق لممارسات يعتبرها الفلسطينيون والمجتمع الدولي بمثابة تطهير عرقي.
ورأى محللون أن هذه الخطوة تعكس تحولاً عميقاً في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، حيث لم يعد هناك التزام واضح بالسعي إلى تسوية عادلة للصراع.
وأضاف التقرير أن الأوامر قد صدرت للجيش الإسرائيلي للتحضير لفتح المجال أمام الفلسطينيين لمغادرة القطاع، في خطوة أثارت مخاوف من عمليات تهجير واسعة النطاق.
وتزامن ذلك مع تصريحات ترامب التي أكد فيها أن واشنطن ستكون مسؤولة عن إزالة القنابل غير المنفجرة وإعادة بناء غزة، مشيراً إلى خطط لتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
ورغم محاولات البيت الأبيض للتخفيف من حدة التصريحات لاحقاً، بإعلانه أن الولايات المتحدة لا تعتزم إرسال قوات أو الالتزام بإعادة الإعمار، إلا أن ترامب عاد ليؤكد أن القطاع سيتم تسليمه لبلاده من قبل إسرائيل.
واعتُبر ذلك مؤشراً على عدم نية تل أبيب الانسحاب من غزة، مما يمنح حركة حماس ذريعة لعدم تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى واستئناف القتال.
ووفقاً لمحللي “شاتام هاوس”، فإن المقترح الأمريكي أعاد إلى الأذهان وعد بلفور، حيث أظهر تجاهلاً واضحاً لهوية الفلسطينيين وحقوقهم.
واعتبر التقرير أن الكشف عن هذه الخطة بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتحمل مسؤولية تدمير البنية التحتية في غزة، يعكس انحيازاً أمريكياً واضحاً للسياسات الإسرائيلية المتشددة.
وأكد المركز أن هذا التحرك الأمريكي لم يكن مجرد خطأ دبلوماسي، بل ضربة قاسية لعملية السلام التي كانت تعاني أصلاً من الجمود، كما أنه أضعف موقف الولايات المتحدة كوسيط نزيه في الشرق الأوسط، وفتح الباب أمام تحولات استراتيجية قد تؤدي إلى تصعيد إضافي في المنطقة.
وتزامن إعلان ترامب عن خطته مع مساعٍ إسرائيلية لتعزيز سيطرة اليمين المتطرف، حيث بدا أن المقترح يخدم الأجندة السياسية لنتنياهو، الذي يسعى إلى البقاء في السلطة عبر تقديم نفسه كضامن لمصالح إسرائيل أمام واشنطن، ومن خلال التخلي عن دورها كضامن لوقف إطلاق النار، أتاح ترامب لنتنياهو فرصة إسقاط الاتفاقيات المؤقتة واستمرار العمليات العسكرية.
ويبدو أن الخطة لا تستهدف فقط غزة، بل قد تشكل جزءاً من صفقة أوسع تشمل الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وهو ما كان مستبعداً في السابق، غير أن التطورات الأخيرة تجعل هذا السيناريو أقرب إلى الواقع، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.