حماس: تأخير إطلاق سراح الأسرى تحذير لإسرائيل
![دونالد ترامب و بنيامين نتنياهو](https://bayan-gate.com/wp-content/uploads/2025/02/32-2-780x374.jpg)
كتب: أشرف التهامي
قالت القاهرة إن محادثات صفقة الرهائن معلقة، في انتظار إشارة أمريكية بشأن الخطوات التالية؛ فيما ترى إسرائيل أن تحرك حركة حماس هو بمثابة ضغط نفسي لكسب النفوذ في المفاوضات، وليس انهيار الاتفاق؛ وتقول حماس إن التحذير يمنح الوسطاء الوقت للتحرك.
حماس – وقف إطلاق سراح الرهائن “حتى إشعار آخر”
وقالت حركة حماس الاثنين إن قرارها وقف إطلاق سراح الرهائن “حتى إشعار آخر” يعتبر بمثابة تحذير لإسرائيل ومحاولة للضغط عليها للالتزام الكامل بشروط اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث العسكري باسم حماس أبو عبيدة في بيان إن “التأخير في إطلاق سراح الأسرى رسالة تحذير لإسرائيل ووسيلة للضغط عليها للالتزام الصارم بالاتفاق”.
وأضافت حماس أنها أعلنت عن التأخير عمداً قبل خمسة أيام لإعطاء الوسطاء الوقت الكافي لدفع إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام استمرار التبادل في الموعد المحدد.
إسرائيل- إعلان حماس “مثير للقلق”
ووصف مسؤول إسرائيلي إعلان حماس بأنه “مثير للقلق” لكنه أشار إلى أنه لا يزال هناك وقت لحل الأزمة قبل يوم السبت. ويعتقد المفاوضون الإسرائيليون أن خطوة حماس هي تكتيك ضغط وليس انهياراً للصفقة.
وقال المسؤول: “الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، لديهم مصلحة في ضمان استمرار الإفراجات المقبلة”.
فيما إعلن مصدر سياسي إسرائيلى، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى مشاورات مع كبار المسؤولين الأمنيين عقب الإعلان، وقرر تقديم موعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني، المقرر له اليوم الثلاثاء، إلى الساعة 11 صباحا بدلا من المساء.
وحتى قبل إعلان حماس، حذرت إسرائيل اليوم الاثنين من أن “الاتهامات الكاذبة” التي أطلقتها الحركة قد تؤدي إلى التصعيد وتعريض استمرار الاتفاق للخطر.
ورفض المسؤولون الإسرائيليون ادعاءات حماس بشكل قاطع، زاعمين: “تم التحقيق فيها وتبين أنها لا أساس لها من الصحة”.
![عناصر حماس في غزة](https://bayan-gate.com/wp-content/uploads/2025/02/30-1.jpg)
وترى تل أبيب أن تصرفات حماس تأتي في إطار الجهود الرامية إلى تعظيم نفوذها في المفاوضات وممارسة الضغوط النفسية، وليس رفضاً صريحاً للاتفاق.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن تأخير حماس يهدف في المقام الأول إلى تأمين زيادة تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة وتعزيز موقفها قبل المزيد من المحادثات.
وقالت مصادر إسرائيلية إن القرار يعكس أيضاً صراعات داخلية على السلطة بين قادة حماس في غزة وأولئك في الخارج. واتهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بشكل صارخ وقال إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي “بالحفاظ على أعلى مستوى من الاستعداد لأي سيناريو محتمل في غزة والدفاع عن المجتمعات الإسرائيلية”، مؤكداً أن إسرائيل “لن تسمح بالعودة إلى واقع السابع من أكتوبر”.
وفي الوقت نفسه، قال مصدران أمنيان مصريان لرويترز إن الوسطاء يخشون انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بعد إعلان حماس. وقال مفاوضو حماس إن الضمانات الأميركية لوقف إطلاق النار لم تعد قائمة في ضوء خطة الرئيس دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وأرجأ الوسطاء المحادثات حتى تلقي إشارة واضحة إلى نية واشنطن مواصلة الاتفاق على مراحل.
وتؤكد حماس أن إسرائيل فشلت في الوفاء بالتزاماتها الرئيسية بموجب الاتفاق، بما في ذلك السماح للنازحين في غزة بالعودة إلى شمال غزة، ووقف الضربات العسكرية، وتسهيل تسليم المساعدات الإنسانية.
العودة المحتملة للقتال
واتهم المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمسؤولية عن التأخير. وقال لقناة العربي القطرية: “ندعو الوسطاء للضغط على إسرائيل لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل”. كما استشهد مسؤولون في حماس بتصريحات نتنياهو ووزراء إسرائيليين آخرين بشأن العودة المحتملة للقتال، فضلاً عن شروط إسرائيل للمرحلة الثانية من المفاوضات، والتي ورد أنها تشمل طرد قادة حماس وتفكيك جناحها العسكري.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الوسطاء الأميركيين والإقليميين يعملون الآن على إعادة حماس إلى الالتزام بالاتفاق. ويعتقدون أن حماس لا تسعى إلى انهيار الاتفاق بل إلى انتزاع تنازلات إضافية، وخاصة فيما يتصل بشحنات المساعدات.
وأبلغ فريق التفاوض الإسرائيلي الذي عاد في وقت مبكر من يوم الاثنين من قطر الوسطاء في الدوحة أن سلوك حماس يعرض الاتفاق للخطر.
وزعم المسؤولون الإسرائيليون أن إسرائيل أوفت بالتزاماتها، بما في ذلك الانسحاب من ممر نتساريم وفتح معبر رفح وإعادة تمركز قواتها كما هو مطلوب بموجب الاتفاق.
![مظاهرة في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن الرهائن.](https://bayan-gate.com/wp-content/uploads/2025/02/31-2.jpg)
وركزت المناقشات في الدوحة على جوانب مختلفة من تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي أصبحت الآن في خطر. كما تناولت المحادثات حالة الرهائن المفرج عنهم مؤخرًا – أوهاد بن عامي وإيلي شرابي وأور ليفي – الذين ظهرت عليهم علامات سوء التغذية الشديد، مما أثار مخاوف بشأن معاملة أولئك الذين ما زالوا في الأسر.
كما رفض المسؤولون الإسرائيليون اتهامات حماس بأن إسرائيل تمنع تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال مصدر إسرائيلي: “تم التحقيق في هذه الادعاءات ووجد أنها لا أساس لها من الصحة”، ووصف موقف حماس بأنه غير مسؤول وربما يضر بتنفيذ الاتفاق. وحذر المسؤولون من أن “الخطاب العدواني والادعاءات الكاذبة” لحماس تخلق لعبة إلقاء اللوم التي قد تعرقل الاتفاق وتزيد من حدة التوترات.
وضم الوفد الإسرائيلي إلى قطر مسؤولين أمنيين كبارًا، بما في ذلك :
نائب رئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي الشاباك.
منسق الرهائن جال هيرش .
ممثلين عن جهاز الأمن الداخلي الشاباك والموساد والمخابرات العسكرية.
“مناقشات جادة ومهمة”
ونفى مسؤول إسرائيلي التقارير التي تفيد بأن المهمة كانت مجرد إجراء شكلي، وأصر على أن “مناقشات جادة ومهمة” جرت.
وكان من المقرر أن تتضمن صفقة الرهائن، التي دخلت مرحلتها الأولى الآن، إطلاق سراح 33 رهينة. وحتى الآن، تم إطلاق سراح 16 رهينة، ومن المتوقع إطلاق سراح 17 آخرين في الأيام المقبلة.