تفاقم الأزمة الصحية في أوكرانيا.. أكثر من 100 ألف عملية بتر خلال عام 2024

وكالات

تواجه أوكرانيا أزمة صحية غير مسبوقة نتيجة استمرار الحرب، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نظام الرعاية الصحية في البلاد يتعرض لضغوط هائلة بسبب الصراع الدائر منذ ثلاث سنوات.

اقرأ أيضا.. ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا.. معاناة مستمرة ونقص حاد في الخدمات الأساسية

وأكدت المنظمة أنها وثقت أكثر من 2254 هجومًا على منشآت الرعاية الصحية منذ بدء الحرب، مما أثر بشكل مباشر على قدرة النظام الصحي على تقديم الخدمات الأساسية.

ووفقًا لتقديرات وزارة الصحة الأوكرانية، تم إجراء ما يقرب من 100 ألف عملية بتر بحلول منتصف عام 2024، وهو رقم صادم يعكس حجم الإصابات الناجمة عن النزاع.

وعلى الرغم من الجهود المستمرة لدعم النظام الصحي، لا تزال الهجمات تتوالى، حيث سجلت منظمة الصحة العالمية 42 هجومًا على المرافق الطبية خلال عام 2025، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين.

وقد تسببت هذه الهجمات في تدمير أو تعطيل عدد من المستشفيات والعيادات، بما في ذلك أكبر عيادة أطفال في مدينة أوديسا، مما أدى إلى تقييد الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية.

معاناة العاملين في المجال الطبي

تتفاقم الضغوط على الأطباء والعاملين في قطاع الصحة، الذين يعملون في ظروف قاسية لتقديم الرعاية للمرضى والمصابين، تقول الدكتورة أولها زافيالوفا، طبيبة الطوارئ والجراحة في منطقة دنيبرو، إن العمل في ظل الحرب أصبح مرهقًا إلى درجة تفوق الاحتمال، حيث يعود الأطباء إلى منازلهم بعد نوبات طويلة من العمل متمنين انتهاء الحرب.

وتضيف أن الطواقم الطبية لم يعد لديها رفاهية الشعور بالإرهاق، لأن مسؤوليتهم تجاه المرضى تحتم عليهم الاستمرار رغم الظروف الصعبة.

تدهور الصحة العامة

الحرب تركت تأثيرًا عميقًا على صحة السكان، حيث كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن 68% من الأوكرانيين أبلغوا عن تدهور في صحتهم مقارنة بفترة ما قبل الحرب.

وأبرزت الدراسة أن مشاكل الصحة العقلية أصبحت من أكثر المشكلات انتشارًا، حيث يعاني 46% من السكان من آثار نفسية مرتبطة بالحرب، في حين يعاني 41% من اضطرابات عقلية أخرى، و39% من أمراض عصبية مختلفة.

وبحسب التقرير، فإن الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسكري تسببت في 84% من إجمالي الوفيات المسجلة في أوكرانيا.

وتشكل هذه الأمراض تحديًا كبيرًا بسبب قلة توفر الأدوية وارتفاع تكاليف العلاج، مما يجعل المرضى في حالة حرجة مع استمرار تعطل الخدمات الطبية.

أزمة في خدمات إعادة التأهيل

ارتفاع عدد عمليات البتر الناتجة عن إصابات الحرب خلق تحديات جديدة في مجال إعادة التأهيل، ويواجه المصابون صعوبات كبيرة في الحصول على الأطراف الصناعية والعلاج التأهيلي اللازم، بسبب النقص الحاد في المتخصصين في هذا المجال.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن خدمات إعادة التأهيل طويلة الأمد ستكون ضرورية لمساعدة المصابين على استعادة حياتهم الطبيعية، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية.

جهود منظمة الصحة العالمية في دعم النظام الصحي

تعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة الأوكرانية على تعزيز قدرة النظام الصحي لمواجهة التحديات المستمرة. وتركز الجهود على توسيع نطاق الرعاية الصحية الأولية وتحسين خدمات الصحة العقلية وتوفير العلاجات الضرورية للأمراض المزمنة.

كما تسعى المنظمة إلى تحديث نظام الرعاية الصحية في أوكرانيا من خلال تحسين حزم التعويضات وتوفير أدوات تقييم موحدة لضمان تخصيص الموارد بكفاءة أكبر.

ومن الإنجازات التي تحققت في هذا المجال، تطوير نموذج وطني للصحة العقلية ووضع خطة عمل تمتد بين عامي 2024 و2026، تشمل 24 برنامجًا إقليميًا لتحسين الخدمات الطبية.

كما أجرت منظمة الصحة العالمية برامج تدريب مكثفة لفرق إعادة التأهيل، مما ساعد على تحسين جودة الخدمات المقدمة في 11 منطقة مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى