د. ناجح إبراهيم يكتب: أهلا رمضان

بيان
– شهر رمضان بين إحدى عشر شهراً الأخرى أشبه بيوسف عليه السلام بين أحد عشر كوكباً هم إخوته من الأسباط, فلا تقتلوه ولا تبخسوه فضله ولا تلقوه في الجب ولا تبيعوه بثمن بخس, لهو ومسلسلات ستعاد مرات أو جلسات علي المقاهي أو محرمات في كل الشهور وهي أعظم جرماً فيه, بل”أكرموا مثواه” وتفرغوا له , وأحسنوا لقياه , عسي أن ينفعنا في الدنيا , أو نتخذه شفيعاً لنا يوم القيامة , فيشفع فينا الصيام والقرآن معاً.
– فشهر رمضان قصير ” أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ” وقدومه كالعبور لا يقبل الفتور ولا التكاسل والغفلة , فضلاً عن العصيان والكبائر , وكلما تكاسلت فيه فعش بقلبك ومشاعرك مع قوله تعالي: ” أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ “.
– كل الكون يتغير في شهر رمضان الأرض والسماء وعالم الإنسان والشيطان , فالجنة تفتح أبوابها , والنار تغلق أبوابها , والشياطين تصفد وتقيد , والتجار يفرحون وتنعش تجارتهم , والفقراء يسعدون ويطمعون ويرزقون , والرحمات تتنزل والمساجد ترتفع منها الصلوات والتكبيرات , والقرآن يتلي , والأطفال تبتهج وتلعب , والكساد الاقتصادي يزول , والزينات تملاً الشوارع وتنادي الملائكة في السماء : يا باغي الخير أقبل , ويا باغي الشر أقصر.
– البدايات التي لا ترضي الله نهاياتها لا ترضي أصحابها , فاجعل بداية الشهر بداية لاستقامتك علي طريق الله ” فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ” فهذه الآية وأخواتها شيبت الرسول “صلي الله عليه وسلم” وهو من هو في الانقياد والاستسلام لربه.
– ما أن هلت نسمات رمضان حتى رأيت السباق العظيم في التكافل الاجتماعي، آلاف الكراتين من الجيش ومن الشرطة ومن مؤسسات رجال الأعمال ، فلم أجد أحداً من رجال الأعمال المصريين إلا وله مؤسسته الخيرية التي تعمل طوال العام وتنشط أكثر في شهر رمضان.
مؤسسة مصر الخير رائدة الخير في مصر قدمت الكثير والكثير ، والأورمان فخر مصر فعلت الكثير وبيت الزكاة التابع لشيخ الأزهر يعد مفخرة للعطاء الإنساني، وبنك الطعام أحد أهرام مصر في العمل الاجتماعي يبهرنا بعطائه، وجمعية رسالة وغيرها.
سباق عظيم لصناعة الخير والمعروف ، تحية لهم جميعاً، فهذه هي مصر التي لا يجوع فيها فقير أو يتيم أو معوق، تحية لأهل مصر رواد التكافل الاجتماعي.