تاريخ المطابخ وتأكيد الهوية الوطنية المصرية فى عدد جديد من “أيام مصرية”

كتبت: هدى الفقى

صدر العدد الجديد من مجلة أيام مصرية برئاسة تحرير المؤرخ أحمد كمالي، حيث تميز بمشاركة نخبة من كبار الكتاب والشخصيات في مصر، الذين تناولوا موضوع الطعام والمأكولات عبر العصور. وعلى الرغم من أن الموضوع يبدو ترفيهيًا، فإن جميع المشاركين كتبوا مقالاتهم بجدية تليق بأسمائهم اللامعة.

من بين الموضوعات البارزة فى العدد، كتب الأمير عباس حلمي، حفيد محمد علي باشا الكبير، عن مائدة الأسرة الحاكمة، مستعرضًا اهتمام والدته، الأميرة نسل شاه، ووالده، الأمير محمد عبد المنعم، بتفاصيل الطعام. كما تحدث عن الطاهي الذي كان يرافقهم في بعض رحلاتهم، وعبّر عن حبه الخاص للملوخية.

مفاجأة العدد كانت مقال الباحث إبراهيم طايع حول مطابخ المقابر وعلاقتها بنظام الوقف المصري، والذي يعد إضافة فريدة. كما قدم الدكتور إبراهيم فوزي، وزير الصناعة الأسبق، مقالًا عن مطبخ المدينة الجامعية عام 1957، موضحًا أنه كان يضاهي أفخم مطاعم الفنادق الراقية في مصر آنذاك.

ومن الموضوعات المميزة أيضًا، مقال المستشار المالي طارق كامل عن تخريط الملوخية، حيث يروي قصة طريفة عن الملك فاروق أثناء زيارته لقصر القبة. فوجئ الملك أثناء تجوله داخل المطبخ بالطهاة يخرطون الملوخية، فلفتت حركة التخريط انتباهه، وقرر المشاركة بنفسه في التجربة، فاحتفظ الطهاة بمخرطته كتذكار نظرًا لكونها أول مرة يقوم فيها ملك بهذه المهمة.

كما انضم إلى العدد كُتّاب من خارج مصر ليساهموا في إثراء محتواه، فكتبت دينا أبوزيد من الولايات المتحدة، وعلاء ثابت من ألمانيا، والباحث عبد الله البستكي من الإمارات، حيث أضافت مقالاتهم تنوعًا غنيًا في تناول الطعام وثقافته في بلادهم.

تضمنت المجلة أيضًا مقالات متخصصة، مثل مقال خبير التكنولوجيا أحمد سعيد طنطاوي حول إعلانات المطاعم عبر الإنترنت، ومقال طبي للدكتور إسلام أبوعرب حول النصائح والإرشادات الصحية العلاجية. كما تناول المستشار عادل عبد الباقي، الرئيس السابق لنادي السيارات ونادي الجزيرة، تاريخ المطبخ داخل هذه الأندية، مشيرًا إلى أن نادي السيارات يعد من أفضل الأماكن لتناول الطعام في مصر.

وجهت المجلة شكرًا خاصًا لعدد من الشخصيات التي ساهمت في إصدار العدد، من بينهم الباحث نور التميمي، والمفكر السياسي أسامة كامل، والصحفي عمرو الصيفي، وأحمد العسال، والرياضي عمر إسماعيل، إضافةً إلى المفكر الاقتصادي د. فهد جاهين.

افتتح العدد بكلمة وفاء للمؤرخ أحمد كمالي، الذي نعى ثلاثة من الزملاء الراحلين الذين كان لهم دور بارز في المجلة، وهم الفنان الكبير حلمي التوني، المستشار الفني للمجلة، والأستاذ عمرو إبراهيم، مدير التحرير، والسيدة مها كمال جمعة، مديرة قسم الترجمة.

من بين المقالات المتميزة، أعيد نشر مقال للأستاذ عمرو إبراهيم بعنوان الشركسية عند أمك، الذي يروي فيه قصة رمضانية طريفة حول مآدب الملك فاروق. كان الملك يقيم موائد إفطار فاخرة يدعو إليها شخصيات مختلفة يوميًا، وفي أحد الأيام التُقطت صورة لموظف حضر المأدبة بجوار الملك. تفاجأ الموظف بنشر صورته في الصحف، فاحتفى بها بوضعها في صالون منزله. وعندما جاء البقال والجزار والخضري لتحصيل ديونه، أُصيبوا بالدهشة لرؤية صورة جارهما الفقير مع الملك، فقرروا التخفيف عنه في سداد ديونه، لدرجة أن الجزار قال له: “هاتها وقت ما تقدر، أو حتى لا تدفعها إطلاقًا”. وهكذا تغيرت معاملة الجميع له، ما جعله يعيش أجواء القصر الملكي حتى في بيته.

عدد مميز، صدر بدعم إعلامي من موقع “بيان”، ونتمنى للجميع التوفيق.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى