القمة العربية.. ردود الأفعال: ترحيب عربى واسع ورفض أميركي وإسرائيلي

كتب: أشرف التهامي
قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي خطة مصر لإعادة الإعمار في القمة العربية الطارئة “التي تحفظ حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه” حسب تأكيده.
وشدد الرئيس السيسي أنه “لن يكون هناك سلام حقيقي دون إقامة الدولة الفلسطينية”.
واعتمدت القمة العربية الطارئة التي عقدت أمس الثلاثاء في القاهرة خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك بديلا لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإجلاء سكان غزة، وهي الخطة التي عارضتها الدول العربية على نطاق واسع.
كلمة الرئيس السيسي
وأكد الرئيس السيسي فى كلمته على أن المنطقة تواجه تحديات كبرى تهدد الأمن والاستقرار، والحرب في غزة أجبرت أهل غزة على الاختيار بين الدمار والتشريد، ومصر تعمل على وقف القتال منذ اليوم الأول للحرب، بالتعاون مع قطر”.
وفي معرض حديثه عن خطة مصر لإعادة إعمار غزة، قال: “لقد تعاوننا مع أشقائنا الفلسطينيين على إنشاء لجنة من الفلسطينيين المستقلين لإدارة قطاع غزة، ونعمل على تدريب فرق أمنية فلسطينية تتولى مسؤولية الأمن في غزة في المرحلة المقبلة، وندعو إلى تبني خطتنا التي تحفظ حق الشعب الفلسطيني في إعادة بناء وطنه والبقاء على أرضه، ونحث على دعم الصندوق الذي سننشئه لتنفيذ هذه الخطة”.
وحذر الرئيس السيسي أيضا من “الانتهاكات في الضفة الغربية” ومن “عواقب استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى وتقويض الوضع الراهن فيه”.
وأكد مجددا أنه “لن يكون هناك سلام حقيقي دون إقامة دولة فلسطينية”، مضيفا: “لا يمكن فرض السلام بالقوة، واتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل نموذج لتحويل حالة الحرب إلى سلام وازدهار”.
وفي تصريح موجه إلى الرئيس الأمريكي، أضاف الرئيس السيسي: “الرئيس ترامب لديه القدرة على وضع حد للتوترات والأعمال العدائية في منطقتنا”.
بيان حماس
وقالت حماس في بيان لها إنها “ترحب بانعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة لبحث المخاطر التي تهدد قضيتنا الفلسطينية في ظل الحرب الدائرة، وتقدر الموقف العربي الرافض لمحاولات اقتلاع شعبنا أو محو القضية الفلسطينية، وتؤكد أن النكبة الفلسطينية لن تتكرر”.
وأضاف البيان أن حماس “ترحب أيضا بخطة إعادة إعمار غزة، وتدعو إلى توفير مقومات نجاحها، وتقدر جهود مصر في عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار، وتدعم إنشاء لجنة دعم مجتمعية لمراقبة المساعدات وإعادة الإعمار”.
الأمين العام للجامعة العربية
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: “إن قمة اليوم حدث مهم في تاريخ القضية الفلسطينية وتهدف إلى منع وقوع كارثة أخرى على الشعب الفلسطيني، ونحن نرفض تهجير الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن نقبل المشاريع الأميركية غير القانونية في المنطقة”.
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القمة تبنت المشروع المصري لإعادة إعمار غزة، كما دعت مجلس الأمن إلى نشر قوات حفظ سلام في الضفة الغربية وقطاع غزة لضمان الاستقرار.
تأييد عربي واسع
أشاد رئيس البرلمان العربي، محمد بن أحمد اليماحي، بنتائج القمة العربية الطارئة التي استضافتها مصر، مؤكدًا دعم البرلمان العربي الكامل لمخرجاتها.
وأكد اليماحي أن القمة شددت على الموقف العربي الثابت الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية تحت أي ذريعة، معتبرة ذلك جريمة تطهير عرقي وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
كما أوضح أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
وفي بيان صادر عنه، أعرب اليماحي عن دعم البرلمان العربي المطلق للخطة التي قدمتها مصر للقمة، والتي حظيت بإجماع القادة العرب، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة وضمان بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه دون تهجير.
موقف السعودية
من جانبها، أكدت المملكة العربية السعودية تأييدها الكامل لقرارات القمة العربية الطارئة، مجددة موقفها الثابت في رفض تهجير الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة.
وفي هذا السياق، أوضح وزير الإعلام السعودي، سلمان بن يوسف الدوسري، في بيان صدر عقب جلسة مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن المجلس أكد دعمه التام لقرارات القمة التي تسعى إلى إنهاء التداعيات الإنسانية الكارثية للحرب، وضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
دعم أردني
وفي القمة، أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله، الذي ورد ذكر بلاده في اقتراح ترامب كمستقبل محتمل لسكان غزة النازحين، “نحن ندعم الخطة المصرية ، ونرفض أي خطة لتهجير الفلسطينيين ونؤيد مبادرة إعادة إعمار غزة”.
وأضاف الملك عبد الله: “يجب أن نضع رؤية واضحة وقابلة للتنفيذ لإدارة غزة وربطها بالضفة الغربية. إن حل الدولتين هو المسار الوحيد الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. نحن نرفض قرار إسرائيل بمنع المساعدات الإنسانية عن غزة”.
تفاصيل الخطة
وقد نشرت وكالات أنباء عربية وغربية مختلفة تفاصيل خطة إعادة الإعمار المصرية قبل القمة. وذكرت وكالة رويترز يوم الاثنين أن حماس لن تكون جزءا من حكم غزة وفقا لنقاط رئيسية في الخطة.
وستكون لجنة خاصة تشرف على الإدارة المدنية في غزة مسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية وإعادة بناء القطاع لفترة غير محددة.
53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة.
وفقا لنفس التقرير، تنص الخطة على أنه “لن يكون هناك تمويل دولي كبير لإعادة إعمار غزة إذا ظلت حماس القوة السياسية والمسلحة المهيمنة التي تسيطر على الحكم المحلي”.
وذكرت وكالة رويترز أيضا أن السيطرة الأمنية على غزة ستتولىها “قوة استقرار دولية” تتألف في الأساس من دول عربية، والتي ستنشئ أيضا قوة شرطة محلية جديدة.
كما تنص الخطة المصرية على أن الهيئات الحكومية والأمنية سيتم تنظيمها وإشرافها وتوجيهها من قبل لجنة توجيهية تضم دولا عربية رئيسية وأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى.
وذكرت قناة العربي القطرية الثلاثاء أنها حصلت على نسخة من خطة إعادة الإعمار المصرية. ووفقا للتقرير، فإن الخطة المصرية تتصور إعادة إعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار وتشكيل لجنة إدارية مدتها ستة أشهر للإشراف على القطاع قبل أن تستأنف السلطة الفلسطينية السيطرة عليه.
وأشار التقرير القطري أيضا إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد ينظر في نشر قوات حفظ سلام دولية في غزة. وستتألف اللجنة التي تدير غزة من شخصيات مستقلة وستعمل تحت مظلة السلطة الفلسطينية، مع إنشاء سبع مناطق محددة في غزة لتوفير السكن المؤقت لـ 1.5 مليون فلسطيني.
لجنة مستقلة من التكنوقراط
كما ذكرت قناة الحدث فى تقرير لها أن لجنة مستقلة من التكنوقراط ستدير غزة لمدة ستة أشهر، دون وجود ممثلين عن الفصائل الفلسطينية.
وذكر التقرير أن مصر والأردن ستشرفان على تدريب قوات الشرطة الفلسطينية استعدادا لنشرها في غزة.
وأضافت القناة القطرية أنه بموجب الاقتراح المصري، “يمكن معالجة قضية الفصائل المسلحة من خلال عملية سياسية”.
ووفقا لتقارير حول الخطة المصرية، “سيتم إرساء وقف إطلاق نار مؤقت، يتم خلاله تنفيذ تدابير بناء الثقة، تليها مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين”.
وتتطلب خطة إعادة إعمار غزة، كما نشرتها الحدث، 38 مليار دولار، حيث سيتم تخصيص معظم الأموال لإعادة بناء المساكن. وسيتم توفير مساكن مؤقتة في عدة مدن خلال عملية إعادة الإعمار، والتي ستتم على مرحلتين :
الأولى تستمر عامين .
الثانية عامين ونصف.
رفض وإدانة
وأفادت قناة القاهرة الإخبارية المصرية اليوم أن “الخطة المصرية تقوم على الحفاظ على حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني وحل الدولتين”.
وأكد التقرير أن “غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وأي محاولة لحرمان الشعب الفلسطيني من الأمل في إقامة الدولة أو الاستيلاء على أراضيه لن تؤدي إلا إلى المزيد من الصراعات وعدم الاستقرار”.
وترفض الخطة تهجير الفلسطينيين وتدين المعاناة التي تسببها الحرب.
وذكرت القناة المصرية أن الخطة تؤكد على ضرورة أن يتعامل المجتمع الدولي مع الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها الحرب، وتدعو إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، وتحث على تقديم الدعم الدولي لمصر وقطر والولايات المتحدة في التوسط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
رفض أميركي وإسرائيلي
بعد اعتماد جامعة الدول العربية لخطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، قوبلت المبادرة برفض من واشنطن، التي تبنت نفس المبررات التي طرحتها إسرائيل. وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، براين هيوز، بأن “المقترح الحالي لا يعكس الواقع القائم، حيث أصبحت غزة غير صالحة للسكن”، مشيرًا إلى أن واشنطن تدعم إعادة إعمار القطاع دون وجود حركة حماس.
من جانبها، رفضت إسرائيل بيان القمة العربية الطارئة بشأن غزة، معتبرة أنه لم يراعِ التطورات التي أعقبت السابع من أكتوبر.
واستمرت إسرائيل في الترويج لرواياتها، إذ زعمت وزارة خارجيتها أن “البيان استند إلى السلطة الفلسطينية ووكالة الأونروا، وهما جهتان طالما دعمتا الإرهاب ولم تقدما حلولًا حقيقية للقضية الفلسطينية”.
وأضافت الوزارة في بيانها: “لا يمكن لحركة حماس أن تبقى في السلطة إذا كان الهدف هو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.
كما جددت إسرائيل دعمها لمقترح الرئيس الأميركي بشأن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، منتقدة الرفض العربي للخطة دون منحها فرصة للنقاش.