بحر سارجاسو.. البحر الغامض بلا سواحل وعلاقته بمثلث برمودا

وكالات
يتميز بحر سارجاسو بخصائص فريدة تجعله استثناءً جغرافيًا في العالم البحري، حيث يعد البحر الوحيد الذي لا تحيط به اليابسة، إذ يقع في شمال المحيط الأطلسي وتحيط به التيارات المحيطية بدلًا من السواحل، هذه الظاهرة تجعله محاطًا بدوامة من التيارات القوية، مثل تيار الخليج وتيار جزر الكناري، ما يمنحه طابعًا مميزًا وغير مألوف بين بحار العالم.
اقرأ أيضا.. وفد مجلس النواب الأمريكى يزور معبر رفح لمتابعة نقل المساعدات لغزة
يأخذ البحر اسمه من طحالب السارجاسوم التي تغطي مساحات واسعة من سطحه، حيث توفر هذه الطحالب بيئة غنية بالتنوع البيولوجي، إذ تعد مأوى مؤقتًا للعديد من الكائنات البحرية، مثل السلاحف والأسماك، التي تعتمد عليها في مراحلها الأولى للنمو والتكيف مع البيئة البحرية.
رغم ذلك، يعاني هذا النظام البيئي من نقص المغذيات الأساسية، مما يجعله يُوصف أحيانًا بأنه “صحراء بحرية”، رغم غناه بالكائنات المتكيفة مع هذه الظروف.
بين الأساطير والاكتشافات العلمية
على مدار القرون الماضية، أثار بحر سارجاسو العديد من الأساطير والمخاوف، وكان المستكشف كريستوفر كولومبوس من أوائل من وثّقوا الطحالب العائمة في هذه المنطقة خلال رحلاته الاستكشافية.
قديماً، كان البحارة يخشون أن تعلق سفنهم في هذه الطحالب، مما عزز الروايات عن أن البحر “مقبرة السفن”، إلا أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن المشكلة الحقيقية تكمن في مناطق الهدوء الاستوائي التي تجعل الإبحار في بعض أجزاء البحر صعبًا بسبب ضعف الرياح.
إضافة إلى ذلك، ارتبط بحر سارجاسو بمثلث برمودا، المنطقة المجاورة التي شهدت اختفاءات غامضة للسفن والطائرات على مر العقود.
ورغم عدم وجود دليل علمي يربط بين الظاهرتين، إلا أن موقع البحر قرب مثلث برمودا ساهم في تعزيز الغموض والأساطير التي تحيط بهما.
مثل العديد من المناطق البحرية الأخرى، يواجه بحر سارجاسو تحديات بيئية خطيرة، أبرزها التلوث البحري، نظرًا لموقعه والتيارات المحيطة به، تحول البحر إلى مصيدة طبيعية للنفايات البلاستيكية، حيث تتجمع فيه كميات هائلة من المخلفات، مكونة بقعة القمامة في شمال الأطلسي، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للكائنات البحرية، التي قد تبتلع قطع البلاستيك عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى تأثيرات مدمرة على الحياة البحرية.
إلى جانب التلوث، يؤثر تغير المناخ بشكل متزايد على البحر، حيث تشير الدراسات إلى ارتفاع غير مسبوق في درجة حرارة وحمضية مياهه، هذه التغيرات قد تؤدي إلى اضطراب في التوازن البيئي، مما يهدد الكائنات التي تعتمد على هذا النظام البيئي الفريد، كما أن التغيرات المناخية في بحر سارجاسو قد يكون لها انعكاسات عالمية، نظرًا لدور التيارات المحيطة به في تنظيم مناخ الأرض.