مصر تؤكد التزامها بدعم سكان غزة ومواصلة إدخال المساعدات رغم التحديات

كتب- علي سيد
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر ستظل ملتزمة بتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان قطاع غزة، مشددًا على أهمية استمرار التعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر لدعم الجهود الإنسانية في المنطقة.
جاء ذلك خلال استقباله كيت فوربس، رئيسة الاتحاد الدولي، بحضور وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي، والسفير محمد منير، نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإنسانية الدولية.
في بداية اللقاء، أعرب رئيس الوزراء عن تقديره للتعاون القائم بين مصر والاتحاد الدولي، الذي يضم أكثر من 190 جمعية وطنية حول العالم ويعتمد على شبكة من 16 مليون متطوع لتقديم المساعدات الإنسانية.
وأكد حرص الحكومة المصرية على استمرار هذا التعاون لمواجهة الأزمات الإنسانية، خصوصًا في ظل الوضع المتأزم في غزة والحاجة الملحة لتوفير الدعم لسكان القطاع.
أشار رئيس الوزراء إلى أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بخطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، التي اعتمدتها القمة العربية الأخيرة التي استضافتها القاهرة.
وأوضح أن هذه الخطة تعتمد على تدخلات عاجلة لدعم المتضررين، وتشمل عدة مراحل لضمان إعادة بناء القطاع وتحسين الظروف المعيشية لسكانه في أقرب وقت ممكن.
تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن العراقيل التي تضعها السلطات الإسرائيلية أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، موضحًا أن سكان غزة يعانون نقصًا حادًا في الاحتياجات الأساسية، خاصة خلال شهر رمضان.
ورغم القيود المفروضة على المعابر المؤدية إلى غزة، تمكنت مصر من إدخال أكثر من 7 آلاف شاحنة مساعدات منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي وحتى 2 مارس 2025، مشيرًا إلى أن 70% من هذه المساعدات جاءت من مصر منذ اندلاع الأزمة في أكتوبر 2023.
عبر رئيس الوزراء عن تطلعه إلى مشاركة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر في تنفيذ خطة إعادة الإعمار، مؤكدًا أن مرحلة التعافي المبكر ستستمر لمدة ستة أشهر، وستركز على تقديم المساعدات العاجلة وتحسين البنية التحتية الأساسية في غزة.
كما أشار إلى الجهود المصرية في دعم اللاجئين السودانيين وتوفير احتياجاتهم الإنسانية، حيث أنشأ الهلال الأحمر المصري خمس نقاط خدمة إنسانية على طول الحدود مع السودان، لضمان تقديم الدعم الضروري للوافدين إلى مصر.
تطرق اللقاء أيضًا إلى الأوضاع في سوريا، حيث أكد رئيس الوزراء موقف مصر الثابت في دعم سيادة سوريا ووحدتها واستقرارها، مشيرًا إلى أهمية توفير الدعم الإنساني للشعب السوري في ظل التحديات التي تواجهها البلاد.
من جانبها، أشادت كيت فوربس بدور مصر المحوري في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدة أن مصر لعبت الدور الأبرز في تسهيل نقل المساعدات الإنسانية رغم العقبات القائمة.
وأوضحت أنها ناقشت هذه الجهود خلال اجتماعاتها مع وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطي، ووزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي، حيث أكدت على أهمية استمرار التعاون بين الاتحاد الدولي والحكومة المصرية في هذا الملف.
أعربت فوربس عن تطلع الاتحاد الدولي إلى تعزيز التعاون مع مصر على المستوى الإقليمي، مؤكدة أن الاتحاد يسعى لتوسيع أنشطته الإنسانية انطلاقًا من مصر، نظرًا للدور الفاعل الذي تلعبه في دعم المجتمعات المتضررة من الأزمات في المنطقة.
كما أشادت بالجهود المصرية في مساعدة السودانيين الفارين من الصراع في بلادهم، وتقديم الدعم اللازم لهم لضمان حياة كريمة.
خلال اللقاء، أعربت الدكتورة مايا مرسي عن تقديرها لجهود الحكومة المصرية في تسهيل إدخال المساعدات إلى غزة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء وجه بإزالة أي تحديات قد تعرقل هذه الجهود، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية.
وأكدت تطلع وزارة التضامن إلى توسيع التعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، خصوصًا فيما يتعلق بالشق الإنساني لخطة إعادة إعمار غزة، لضمان توفير الدعم اللازم لسكان القطاع وتحسين أوضاعهم المعيشية في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.