واشنطن بوست: خطة مصر لإعمار غزة تحظى بدعم دولي واسع وتعد الحل الأكثر واقعية

وكالات

أشادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بالخطة التي طرحتها مصر لإعادة إعمار قطاع غزة خلال القمة العربية الأخيرة، مؤكدة أنها تحظى بدعم عربي وإسلامي وأوروبي، مما يجعلها المسار الأكثر منطقية لإعادة الاستقرار إلى القطاع بعد الحرب.

اقرأ أيضا.. وصول دفعة جديدة من المصابين في غزة للعلاج بالمستشفيات المصرية

أكد التقرير أن هذه الخطة توفر خارطة طريق واضحة لإعادة إعمار غزة من خلال مراحل زمنية محددة وتقديرات مالية مدروسة، كما أنها تستند إلى حلول قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وهو ما يستوجب اهتمامًا جادًا من الولايات المتحدة وإسرائيل.

واعتبرت الصحيفة أن هذه المبادرة تمثل الخيار العملي الوحيد المتاح، خاصة بعد أن لاقت تأييدًا واسعًا من الدول الإسلامية والأوروبية، مما يعزز فرص نجاحها.

تطرقت الصحيفة إلى رفض العديد من الدول العربية والمجتمع الدولي لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يدعو إلى تهجير الفلسطينيين وتحويل غزة إلى منطقة سياحية فاخرة، وهو المخطط الذي أثار انتقادات واسعة.

وذكرت أن ترامب روج لفكرته من خلال مقطع فيديو تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي، يُظهر غزة المستقبلية كمكان مليء بالنخيل والمنتجعات الفاخرة، مع تمثال ذهبي له، وهو ما اعتبرته الصحيفة مقترحًا غير واقعي ومرفوضًا دوليًا.

أوضحت الصحيفة أن القادة العرب، استجابة لهذه الطروحات، قدموا بديلًا جادًا عبر الخطة المصرية، التي تم اعتمادها خلال القمة العربية، وهي خطة متكاملة تتضمن إعادة إعمار غزة على مدى عدة سنوات، مع بقاء الفلسطينيين في وطنهم، وتحمل الدول القادرة والمجتمع الدولي جزءًا كبيرًا من تكاليف إعادة البناء.

كما حظيت الخطة بدعم من دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، بالإضافة إلى الصين و57 دولة إسلامية منضوية تحت منظمة التعاون الإسلامي.

تتضمن الخطة المصرية ثلاث مراحل رئيسية، تبدأ الأولى التي تستمر ستة أشهر، بإزالة الركام والذخائر غير المتفجرة، وتوفير 200 ألف منزل مؤقت، إلى جانب ترميم 60 ألف مبنى متضرر، بتكلفة تقدر بثلاثة مليارات دولار.

أما المرحلة الثانية، التي قد تمتد حتى ثلاث سنوات، فتركز على بناء 400 ألف وحدة سكنية دائمة، واستعادة الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والاتصالات، إلى جانب إعادة بناء ميناء غزة ومطارها المغلق منذ سنوات، بتكلفة تقدر بـ 20 مليار دولار.

المرحلة الثالثة، التي تمتد لعامين ونصف، تشمل بناء جميع المساكن الدائمة، وإنشاء مناطق صناعية وموانئ تجارية جديدة، بتكلفة إجمالية تصل إلى 30 مليار دولار، مما يجعل إجمالي تكلفة الخطة حوالي 53 مليار دولار.

كما تتضمن الخطة إنشاء صندوق استثماري لإدارة تمويل إعادة الإعمار، وإدارة غزة خلال المرحلة الأولى من قبل لجنة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط تقدم تقاريرها إلى السلطة الفلسطينية، كما تشمل الخطة نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، إلى جانب تدريب الشرطة الفلسطينية بواسطة مصر والأردن لضمان استقرار الأوضاع الأمنية.

انتقدت الصحيفة رفض إسرائيل وإدارة ترامب للخطة العربية، ووصفت هذا الموقف بأنه مؤسف، خاصة أن المبادرة تقدم حلولًا عملية قابلة للتنفيذ.

وشدد التقرير على أن رفض مثل هذه المقترحات يساهم في تعقيد الأزمة، بينما يوفر الدعم الدولي الكبير للخطة المصرية فرصة حقيقية لتحقيق إعادة إعمار مستدامة في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى