تل أبيب: واشنطن تعترف بأن محادثاتها مع حماس أتت بنتائج عكسية

كتب: أشرف التهامي

قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، يدرس العمل العسكري مع رفض حماس إطلاق سراح أكثر من رهينة حي، وإن الولايات المتحدة الآن تنظر إلى المفاوضات السابقة باعتبارها خطأ؛ مضيفة أن مبعوث أمريكا إلى المنطقة ستيف ويتكوف يحدد موعدًا نهائيًا سريًا، بينما يقترح الوسطاء اتفاقًا بشأن 11 رهينة حيًا و16 جثة وتمديد وقف إطلاق النار.
وزعم موقع “واينت نيوز  ynetnews” الإسرائيلى، فى تقرير له أن حركة حماس رفضت التراجع عن عرضها الأخير بالإفراج عن أسير واحد فقط، وهو المواطن الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، إلى جانب رفات أربعة أسرى آخرين يحملون جنسية مزدوجة، في حين أصدرت الولايات المتحدة مهلة غير محددة، محذرة من العواقب إذا لم توافق حركة حماس على صفقة أوسع.
وأضاف الموقع في هذه الأثناء، تنتظر إسرائيل رد حماس على اقتراح متجدد يدعو إلى إطلاق سراح 11 رهينة حياً و16 جثة، مقابل تمديد وقف إطلاق النار لمدة 40 يوماً خلال شهر رمضان وعيد الفصح.

اجتماع إسرائيلي طارئ لمناقشة المفاوضات المتعثرة

وعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعًا طارئًا مساء السبت لمناقشة المفاوضات المتعثرة، واستمع إلى إحاطة من الوفد العائد من الدوحة.

وشملت المناقشة أيضًا ردودًا عسكرية محتملة، تتراوح بين عمليات محددة وهجوم أوسع، في حال انهيار المحادثات تمامًا.
رفض المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف العرض الأخير الذي قدمته حماس، قائلاً إنه في حين تتظاهر حماس “بالمرونة” علناً، فإنها تواصل المطالبة بشروط تتطلب وقف إطلاق نار دائم، وهو ما تعتبره واشنطن “غير عملي”.
وحسب “واينت نيوز” كان ويتكوف قد قدّم لحماس يوم الأربعاء في قطر مقترحًا تقريبيًا يهدف إلى تمديد وقف إطلاق النار للسماح بمزيد من المفاوضات للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد.
وجاء في البيان:
“بموجب الإطار المقترح، ستفرج حماس عن رهائن أحياء مقابل أسرى فلسطينيين، وفقًا لصيغ التبادل السابقة. وسيتيح تمديد وقف إطلاق النار الأولي توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، بينما ستعمل الولايات المتحدة على التوصل إلى حل أوسع”.
كما وجّه ويتكوف تحذيرًا شديد اللهجة لحماس، فارضًا عليها مهلة نهائية دون الكشف عن الإطار الزمني الدقيق. وحذّر قائلًا:
“حماس تراهن على أن الوقت في صالحها، وهو ليس كذلك. حماس تدرك جيدًا الموعد النهائي، وعليها أن تعلم أننا سنرد وفقًا لذلك إذا انقضى هذا الموعد”.

يتماشى تحذيره مع تهديدات الرئيس دونالد ترامب المتكررة بالسماح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية الشاملة في حال فشل المفاوضات.
ومع ذلك، أفادت التقارير أن ويتكوف حثّ إسرائيل على تأجيل العمل العسكري طالما استمرت المحادثات، مشيرًا إلى أن الموعد النهائي على الأرجح مسألة أيام لا أسابيع.
يبدو أن المسؤولين الأمريكيين أصبحوا الآن أكثر انسجامًا مع موقف نتنياهو، مدركين أن المفاوضات المباشرة السابقة بين حماس ومبعوث ترامب الخاص لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، ربما أتت بنتائج عكسية عن غير قصد.

فجوات بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي

أفادت التقارير أن مسؤولين في واشنطن يعترفون بأن جهود بوهلر خلقت انطباعًا داخل حماس بوجود فجوات بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي – وهو افتراض سعت حركة حماس إلى استغلاله.
وقد أدى هذا الإدراك إلى تحول في نهج واشنطن، حيث اعترف المسؤولون بأنهم تصرفوا على نحو يتعارض مع مصالحهم الاستراتيجية، وانخرطوا في محادثات تجنبتها حتى إدارة بايدن.
ركزت مناقشات بوهلر مع حماس على تأمين إطلاق سراح عيدان ألكسندر وأربعة رهائن متوفين يحملون الجنسية الأمريكية. ويكرر أحدث اقتراح لحماس هذه الشروط إلى حد كبير، على الرغم من حقيقة أن الإطار لم يعد قيد الدراسة.

آدم بوهلر 
آدم بوهلر

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أُقيل بوهلر من منصبه، حيث أشار البيت الأبيض إلى وجود تضارب في المصالح يتعلق بتعاملاته التجارية – مع أن توقيت رحيله يوحي باستياء أوسع نطاقًا من جهوده.
مع وجود وفد حماس حاليًا في القاهرة، قدمت إسرائيل اقتراحًا متجددًا عبر وسطاء، يدعو إلى إطلاق سراح 11 رهينة أحياء و16 أسيرًا، إلى جانب تمديد وقف إطلاق النار لمدة 40 يومًا تقريبًا، يستمر حتى نهاية عيد الفصح.
بينما عُرضت رسميًا كمبادرة بقيادة وسيط، صاغ ويتكوف الاقتراح إلى حد كبير، وهو يشبه إلى حد كبير إطاره الأصلي:
إطلاق سراح أولي لنصف الرهائن الأحياء والجثث المتبقية.
تمديد وقف إطلاق النار.
إطلاق سراح النصف الثاني بشرط التوصل إلى اتفاق على هدنة دائمة.
يُرجّح أن يكون قرار العودة إلى هذا الإطار الأوسع ردًا على رفض حماس لصفقات أكثر محدودية. ومع ذلك، رفضت حماس سابقًا هذا الاقتراح، ودفعت لاحقًا باتجاه تبادل أقل بكثير – سعيًا للإفراج عن حوالي خمسة رهائن أحياء فقط – مما أثار الشكوك حول ما إذا كانت الحركة ستقبل الشروط المُجدّدة. وبحسب ما ورد، تنظر حماس إلى تمديد وقف إطلاق النار المقترح لمدة 40 يومًا على أنه مناورة إسرائيلية أمريكية مشتركة لكسب الوقت، وأصرت على ضمانات أمريكية واضحة لإنهاء الحرب في نهاية المطاف.

دمار واسع النطاق في بيت حانون شمال قطاع غزة 
دمار واسع النطاق في بيت حانون شمال قطاع غزة

في خضم هذا الجمود، يتزايد الإحباط بين عائلات الرهائن، الذين انتقدوا اقتراح الوسطاء ووصفوه بأنه “تكتيك لتقطيع السلام”، حيث يتم إطلاق سراح الرهائن في مجموعات صغيرة بدلاً من إطلاق سراحهم جميعًا دفعة واحدة. ويواصلون المطالبة بصفقة تضمن عودة جميع الرهائن في صفقة تبادل واحدة.

أعضاء اجتماع نتنياهو الأمني

وانتهى تقرير موقع “واينت نيوز” الإسرائيلى إلى القول إنه مع توقف المفاوضات، تتزايد المخاوف من أن يكون العمل العسكري هو الخيار الوحيد المتبقي. ومن المقرر أن تكون هذه القضية محورًا رئيسيًا في اجتماع نتنياهو الأمني، والذي سيضم الوزراء إسرائيل كاتس، وجدعون ساعر، وبتسلئيل سموتريتش، ورون ديرمر، وزعيم شاس أرييه درعي، إلى جانب كبار المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم مدير الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، واللواء (احتياط) نيتسان ألون، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الفريق هرتس هاليفي.
ومن المتوقع أن تستكشف المناقشات مختلف الاستجابات العسكرية، بدءاً من العودة التدريجية إلى القتال وتحديد العمليات وصولاً إلى المناورة البرية واسعة النطاق، في حال استمرت حماس في رفض الحلول التفاوضية.

…………………………………………………………..

المصدر الأصلى للخبر:
https://www.ynetnews.com/article/h1ogvi72kl

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى