شريف عبد القادر يكتب: “حكى لي التُرَبّي أبو ناصر”

بيان
(1)
سقوط الأشجار عقب سوء الأحوال الجوية يستدعي من السادة المحافظين وضع آلية لزراعة الأشجار بالطرقات تحت إشراف المتخصصين في المحافظات.
لأن ما يحدث منذ عقود هو قيام بعض المواطنين بزراعة الأشجار بطريقة عشوائية دون مراعاة عدم وجود أرصفة، كما يقوم البعض بغرسها في نهر الطريق، مما يؤدي إلى ميلها في اتجاه العقارات أو الطريق، دون إدراك ضرورة وضع قاعدة حديدية تحيط بالشجرة لضمان نموها عموديًا دون اعوجاج، وذلك لتجنب إلحاق الضرر بسكان العقارات القريبة منها، وكذلك المارة أو السيارات المرتفعة مثل الأتوبيسات.
نأمل من الجهات المختصة مراجعة وضع الأشجار وإزالة تلك الموجودة في أماكن غير مناسبة أو المائلة بشكل قد يشكل خطرًا.
(1)
قبل تشغيل الخط الثاني لمترو الأنفاق، نُشرت لي رسالة في باب بريد الأهرام طالبتُ فيها بإطلاق اسم اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر، على إحدى محطات الخط الثاني، وأيضًا إطلاق اسم الملك فاروق، حيث تلاحظ إطلاق أسماء السادات وجمال عبد الناصر وحسني مبارك على محطات بالخط الأول، بالإضافة إلى سعد زغلول وأحمد عرابي، في حين تم تجاهل محمد نجيب، الذي لولاه لما كُتب لثورة 23 يوليو 1952 النجاح.
كان محمد نجيب شخصية عسكرية كبيرة ووطنية معروفة، واعتقد الجميع أن رفاقه يقتربون من رتبته وسنه، ولم يكن أعلى رتبة بينهم، حيث كان أعلاهم برتبة مقدم أو بكباشي بمسميات تلك الفترة. ولو فشلت الثورة، لكان عقابه شديدًا، بينما كان من الممكن اعتبار رفاقه مغررًا بهم لصغر سنهم ورتبهم، مما قد يخفف من عقوبتهم.
وعندما طالبهم محمد نجيب بعد نجاح الثورة بالعودة إلى ثكناتهم العسكرية وتسليم الدولة للسياسيين، غدروا به وفرضوا عليه الإقامة الجبرية، رغم أنه قَبِل بذلك بعد أن رفض عرض أحد مساعديه بإلقاء القبض عليهم أثناء اجتماعهم جميعًا.
وقد سعدتُ بالاستجابة لطلبي بإطلاق اسم محمد نجيب على إحدى محطات مترو أنفاق الخط الثاني.
أما الملك فاروق، فلم يحظَ – للأسف – بمثل هذا التكريم، رغم وطنيته. فكثيرون لا يعلمون أنه رفض اصطدام قوات الحرس الملكي والقوات البحرية الموالية له مع قوات حركة 23 يوليو، وكانت عبارته الشهيرة: “إنني لا أريد أن يتقاتل المصريون فيما بينهم وتُسفك دماؤهم.” ولذلك، كان أعضاء الضباط الأحرار يتفاخرون بأن الثورة نجحت دون سفك نقطة دم واحدة، وكأن الملك فاروق لم يكن وراء ذلك، رغم أمنيته في أن يحافظوا على مصر من بعده.
ولم يسلم الملك فاروق من الإشاعات الكاذبة التي نسجها خيال مريض، حيث قيل عنه إنه كان زير نساء، وإن سفينة كانت تأتيه محملة بجميلات من أوروبا ليختار منهن من يضاجعهن، وإنه كان سكيرًا مقامرًا. ولكن الحقائق، التي أوردها كتّاب محايدون، بالإضافة إلى ما شاهدناه وقرأناه في الصحف والمجلات القديمة، تكشف عكس ذلك. فقد شوهد جالسًا بخشوع أثناء استماعه لمشاهير القُرّاء وهم يتلون القرآن الكريم، ولم يكن سكيرًا أو مقامرًا أو زير نساء، بل كان ملتزمًا وله أعمال إنسانية كثيرة.
ومن أعماله الخيرية، استصلاح أراضٍ زراعية وتوزيعها على الفلاحين الفقراء، حيث كان يخصص لكل فلاح فقير خمس فدادين ومنزلًا وبقرة وحمارًا، وذلك قبل حركة 1952 بسنوات. ورغم ذلك، سُرقت الفكرة ونُفذت بعد الثورة بشكل عشوائي، مما أدى إلى تفتيت الأراضي الزراعية التي انتُزعت ممن أُطلق عليهم لقب “الإقطاعيين”.
فنتمنى تكريم الملك فاروق بإطلاق اسمه على إحدى محطات المترو الجديدة، أسوةً بتكريم سعد زغلول، الذي أُطلق اسمه على إحدى محطات الخط الأول، رغم اعترافه في مذكراته بأنه كان مدمن قمار وسكيرًا في مصر ومالطا وجزيرة سيشل أثناء نفيه إليهما. وبسبب القمار، استدان واضطر إلى بيع عزبتِه بناحية قرطسا بمحافظة البحيرة مقابل اثني عشر ألف جنيه، كما باع ضيعة أخرى بدسونس ومطوبس سنة 1918 بمبلغ 16 ألف جنيه، وبدّد الكثير من أملاكه بسبب القمار.