شيخ الأزهر يدعو إلى تحمل المسؤولية في تربية الأبناء ومواجهة المنصات الإلكترونية الضارة

كتب- محمد نور
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أن الآباء والأمهات اليوم منشغلون بأمور غير جوهرية، بينما يواجه أبناؤهم خطرًا حقيقيًا بسبب التطور التقني في وسائل الاتصال الحديثة، وشدد على أن المسؤولية الأساسية تقع على الأسرة في تربية الأبناء، وأن على كل أب وأم أن يدركا خطورة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال والشباب عبر الإنترنت.
اقرأ أيضا.. شيخ الأزهر: العالم بحاجة إلى الدين لتحقيق العدالة والسلام
أوضح الإمام الأكبر، خلال لقائه في الحلقة الـ18 من برنامج “الإمام الطيب” مع الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ على قناة “ON”، أن الأطفال والفتيات أصبحوا محاطين بجيوش من المغريات التي تفسد الأخلاق والقيم، وأشار إلى أن الأمر لا يقتصر على الأبناء فقط، بل يشمل الأمهات أيضًا، مما يستدعي إعادة إحياء دور الرقابة الأسرية والتدخل المبكر في تشكيل وعي الطفل بما يتماشى مع العادات والتقاليد المجتمعية.
أكد شيخ الأزهر أن المسؤولية لا تقتصر على الأسرة وحدها، بل تمتد إلى الجهات المختصة، داعيًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فعلية لحجب المنصات والمواقع التي تقتحم خصوصية الأسر وتصل إلى غرف النوم دون أي رقابة، وأشار إلى أن هذه المنصات تعمل على غرس مفاهيم بعيدة عن القيم المجتمعية، مما يستلزم تدخلًا حكوميًا لحماية النشء من التأثيرات السلبية للمحتوى غير الأخلاقي أو المضلل.
أضاف الإمام الأكبر أن التربية لا تعني فقط تقديم الطعام والشراب والمسكن للأبناء، بل تشمل غرس القيم والمبادئ السليمة التي تحصنهم من الانحراف، وشدد على أن إهمال الأسرة في مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأبناء يشكل تهديدًا حقيقيًا للمجتمع، حيث يؤدي ذلك إلى انتشار السلوكيات غير السوية التي تتنافى مع التعاليم الدينية والتقاليد الاجتماعية.
دعا شيخ الأزهر الآباء إلى استعادة دورهم التربوي الفاعل، مشيرًا إلى أن الوعي والإدراك هما السبيل الوحيد لحماية الأبناء من المخاطر التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة، وأكد أن الحل لا يكمن فقط في الحجب والمنع، بل يجب أن يكون هناك بدائل آمنة ومحتوى تعليمي وثقافي يتناسب مع احتياجات الأطفال والشباب.
تطرق الإمام الأكبر إلى أن التربية الصالحة هي مسؤولية متكاملة بين الأسرة والمجتمع والدولة، وأن تقاعس أي طرف يؤدي إلى اختلال في المنظومة الأخلاقية، وشدد على أن العبرة ليست فقط في تقييد المحتوى الضار، بل في توجيه الأبناء نحو القيم الصحيحة وتعليمهم كيفية التمييز بين ما هو نافع وما هو ضار، حتى يكونوا قادرين على اتخاذ قرارات سليمة بأنفسهم.
ختم شيخ الأزهر حديثه بالتأكيد على أن دور الأسرة في الرقابة لا يجب أن يكون قمعيًا أو متسلطًا، بل قائمًا على الحوار والتفاهم، بحيث يشعر الأبناء بأنهم جزء من أسرة تحميهم وترشدهم بدلًا من أن تفرض عليهم قيودًا دون إقناعهم بسببها، وأكد أن التربية القائمة على التوعية والقدوة الحسنة هي السبيل الأمثل لمواجهة التحديات التي يفرضها العصر الرقمي.