خالد سالم يكتب: لماذا لا تُعينون الرئيس على النهوض بالمجتمع؟

بيان
في كل مرة يخاطب فيها الرئيس شعبه، أجد نفسي أتساءل: لماذا يظل المجتمع في حالة انتظار دائم لتوجيهاته؟ لماذا نلقي بكامل المسؤولية على عاتقه، وكأن الوطن مسؤولية فرد واحد وليس أمة بأكملها؟ أليس الأجدر بنا أن نكون شركاء في البناء، لا مجرد متفرجين أو منتقدين؟

الرئيس ليس ساحرًا يملك عصا سحرية تغيّر الأوضاع بمجرد تحريكها، لكنه قائد يتحمل مسؤولية عظيمة، في ظل تحديات محلية ودولية معقدة. ومع ذلك، فإن القيادة الحقيقية لا تُبنى فقط على التوجيهات العليا، بل على استجابة المجتمع، وإبداع أبنائه، وتكاتف مؤسساته.

أين دوركم؟

نسمع كثيرًا عن الشكاوى، عن الغلاء، عن التحديات الاقتصادية، عن قضايا التعليم والصحة، لكن أين الحلول؟ أين المبادرات المجتمعية؟ أين دور رجال الأعمال والمثقفين والشباب والعمال؟ أين مقترحاتكم التي تدفع عجلة التنمية؟

المجتمعات الناجحة لا تنتظر من القيادة أن تفكر وتقرر وحدها، بل تكون جزءًا من صنع القرار. هناك دول نهضت لأنها جعلت من المواطن شريكًا في الإصلاح، وليس مجرد متلقٍ للقرارات.

المسؤولية مشتركة

إذا كنا نريد مصر قوية، فعلينا أن نغير طريقة تفكيرنا. لا يكفي أن نلقي اللوم على الحكومة أو ننتظر من الرئيس أن يحل كل مشكلاتنا، بل يجب أن نبدأ بأنفسنا:

رجال الأعمال: استثمروا في الصناعة والزراعة، وفروا فرص العمل، ساهموا في المشروعات التنموية.

المثقفون والمفكرون: قدموا رؤى جديدة، ساعدوا في تطوير التعليم والثقافة، وكونوا جزءًا من الحلول لا مجرد ناقدين.

الشباب: لا تنتظروا الوظائف الحكومية، ابتكروا، أطلقوا مشروعاتكم الخاصة، فكروا خارج الصندوق.

الإعلاميون: بدلاً من التركيز على السلبيات فقط، سلطوا الضوء على قصص النجاح، وانشروا الوعي والمسؤولية.

مصر لن تنهض بجهود الرئيس وحده، بل بجهود كل مصري غيور على وطنه. فلنكن جميعًا جزءًا من الحل، لا عبئًا على الدولة. المستقبل ملك لمن يعمل له، وليس لمن ينتظره.

اقرأ أيضا للكاتب:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى