د. ناجح إبراهيم يكتب: شقيقتي الكبرى أم أشرف ترجُو دعواتكم

بيان
– شقيقتي الكبرى “أم أشرف ” هي الوريثة الشرعية الحقيقية لأمي رحمها الله، فهي في بلدتنا أحد رموز الصلاح والعبادة والذكر والصبر ، وهي مسؤولة مسجد السيدات في أكبر وأجمل وأعرق مسجد في بلدتنا “مسجد السائح ” الذي يتوسط مدينتنا.

لم تفارق المسجد طوال أكثر من أربعين عاماً كاملة سوى فترات إغلاق المساجد أثناء كورونا، والتي كانت أصعب الفترات علي نفسها، وكانت وقتها حزينة مغتاظة جداً لفتح مساجد الرجال وإغلاقها للنساء بلا منطق سديد سوى التحكم والهوى.
– وهي إحدى راعيات الأيتام في بلدنا منذ صغرها، بيتها مفتوح للجميع مثل بيت أمي الذي لم يغلق أبدا، وقد تجد فيه قرابة عشرين شخصاً يأكلون ويشربون.
– البيت المفتوح كان سنّة مصرية رائعة انقرضت اليوم أمام ضربات الغلاء الفاحشة.

كانت البيوت فيها الخير، بيوت منتجة، يحل الضيف في أي وقت فيجدها مستعدة بالخير مهما كان مرتب الزوج البسيط.
– تعرضت أم أشرف لأقسى اختبار تتعرض له زوجة شابة إذ فقدت زوجها في عز شبابه في حادث سيارة، وبدأت رحلة المعاناة سنوات طوال حتى أوصلت أولادها وبل وأحفادها إلي بر الأمان ، وزوجت بعض أحفادها .
– رغم مرضها وسنها إلا أنها لم تتخلف يوماً عن المسجد الذي هو عشقها الأول والأخير ، ولكن وآه من لكن فالباعة الجائلون يحيطون بالمسجد من كل ناحية ، وهم قوم انتهازيون لا يعرفون قانوناً ويحتلون كل بقعة في الشارع كله، ويضعون أقفاص الخضار وأجولة البطاطس في كل طريق، مما أدى لتعثرها عند دخولها للمسجد وأدي إلي كسر مضاعف في العضد مما أحتاج لتركيب شريحتين لعلاج الكسر في المستشفى.

وقد تابع حالتها من أول لحظة الابن الغالي ابن أخي د/محمد محمود نائب العظام بالمستشفى الجامعي بأسيوط فهي عمته الأثيرة المحبة والمحبوبة حتى تم إجراء الجراحة بسلام علي يد أ.د/ محمود عبد الجليل ومساعديه د/عبدالجواد ود/كيرلس فالشكر العظيم لهم ولطاقم التخدير د/آية عبدالحميد ود/سمير.

تحية لهذا الجيل الصامد الصابر وصاحبة البيت المفتوح للجميع بلا استثناء الحاجة/ أم أشرف ، ونرجو من القراء الدعاء لأمنا الثانية شقيقتي الكبرى/ أم أشرف بالعافية التامة.
– وقد استقبلت عند عودتها لمنزلها استقبالاً حافلاً من جيرانها وأحفادها وأولادها، تحية لكل من وقف إلي جوارها في محنتها، وجميع أولادها وأحفادها أثبتوا كعادتهم مواقف رجولية جميلة، أما الفدائية الكبرى معها فهي ابنتها /كوثر التي ورثت عنها الشهامة والعطاء، فالابنة هي سر أمها.

اقرأ أيضا للكاتب:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى