كلب يعثر على جريمة مدفونة بالصدفة والشرطة تكشف التفاصيل

وكالات

في بعض الأحيان، تكون الصدفة وحدها كفيلة بكشف الجرائم التي قد تظل غامضة لسنوات. هذه الحوادث غير المتوقعة تفتح أبواب التحقيقات، وتقود الشرطة إلى كشف أسرار مدفونة لم يكن أحد ليكتشفها، إحدى هذه الحوادث وقعت في إسبانيا، حيث ساهم كلب في كشف جريمة قتل لم يكن أحد يعلم بحدوثها، ما قاد السلطات إلى اعتقال الجاني بعد أشهر من ارتكابه الجريمة.

بطاقة بريدية قديمة تكشف لغز جريمة قتل بعد أكثر من عقدين

في أحد أيام عام 2021، خرجت امرأة كعادتها في نزهة صباحية برفقة كلبها في إحدى الحدائق العامة، لم يكن هناك شيء غير عادي حتى بدأ الكلب بالتصرف بشكل غريب، إذ توقف عند بقعة معينة وبدأ في الحفر بقوة وبطريقة غير مألوفة.

استرعى هذا السلوك انتباه صاحبته، التي اقتربت لتتفقد الأمر، لتفاجأ بظهور قطع ملابس ممزقة مدفونة في التربة، شعرت المرأة بالقلق واتصلت بالشرطة على الفور، التي وصلت إلى الموقع بسرعة وبدأت الحفر بحثًا عن أي دليل قد يكشف سبب وجود تلك الملابس المدفونة.

بمرور الوقت، اكتشف فريق البحث جثة مدفونة على عمق غير كبير، وبفحصها تبين أنها تعود لرجل كان قد أُبلغ عن اختفائه منذ ستة أشهر، لم تكن هناك أدلة واضحة على الفور بشأن سبب الوفاة، لكن الشرطة بدأت على الفور بتحليل الأدلة في المكان، كما استعانت بسجلات المفقودين لمعرفة هوية الضحية.

بعد أيام من التحقيق، تمكن المحققون من تحديد أن الضحية كان على خلاف سابق مع أحد معارفه، وهو ما أثار الشكوك حول احتمال وجود صلة بينهما فيما يخص الجريمة.

بعد تتبع تحركات المشتبه به وإعادة استجواب أقاربه وأصدقائه، تمكنت الشرطة من جمع الأدلة التي تثبت تورطه في الجريمة، تبين أنه قتل الضحية بسبب خلاف مالي، ثم قام بدفن الجثة في الحديقة ظنًا أن أحدًا لن يعثر عليها، لم يتوقع القاتل أن غريزة كلب عابر ستكون السبب في كشف جريمته بعد أشهر من وقوعها.

بفضل هذا الاكتشاف غير المتوقع، ألقت الشرطة القبض على القاتل ووجهت إليه تهمة القتل العمد وإخفاء الجثة، خلال الاستجواب، حاول في البداية إنكار الجريمة، لكنه انهار تحت ضغط الأدلة واعترف بارتكابها، ظنًا منه أنه سيفلت من العقاب طالما لم يُعثر على الجثة، لكن الصدفة التي قاد إليها الكلب جعلت العدالة تأخذ مجراها.

هذه الحادثة ليست الأولى التي يتم فيها كشف جريمة بسبب حيوان، إذ سجلت العديد من الحالات التي ساهمت فيها كلاب أو قطط في العثور على أدلة جنائية، إما عبر التنقيب عن جثث، أو الإشارة إلى أماكن مشبوهة، وهو ما يجعل الحيوانات أحيانًا أداة غير متوقعة في كشف الجرائم التي يعجز المحققون عن فك ألغازها.

القضية لاقت اهتمامًا واسعًا في إسبانيا، حيث سلطت الضوء على الطرق غير التقليدية التي يمكن أن تقود إلى كشف الجرائم، كما أثارت تساؤلات حول عدد الجرائم الأخرى التي لم تُكتشف بعد، وما إذا كانت هناك أدلة قد تظل مخفية إلى أن تأتي صدفة أخرى تقود الشرطة إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى