بعد “كورونا” وزير الصحة البريطانى يحذّر من “الجائحة الصامتة”
كتب: أحمد عاطف آدم
في الوقت الذي يسابق فيه العلماء الزمن لإيجاد حل نهائي للقضاء علي وباء كورونا الفتاك، أطل وزير الصحة البريطاني “مات هانكوك” من نافذة تحذيرية جديدة مؤكدا علي التداعيات الخطيرة لتنامي ظاهرة الإفراط في استهلاك المضادات الحيوية بداعِ وبدون، مما ترتب عليه ظهور جراثيم مقاومة لتلك المضادات تفتك سنويا بما يقدر ب ٧٠٠ ألف شخص حول العالم منها ٥٠٠٠ في بريطانيا وحدها حسبما نشر موقع صحيفة ديلي ميل، البريطانية.
وقال هانكوك فى تصريحاته للصحيفة إن الطب الحديث قد يُمحي أثره من الوجود ويصبح عديم الفائدة تماما إذا لم يتم التعامل بشكل عاجل مع “الجائحة الصامتة” – في إشارة إلي الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.
ويخشي العلماء من أن تصل حصيلة الوفيات بحلول عام ٢٠٥٠ إلي ١٠ مليون شخص، بسبب أمراض جرثومية مقاومة كالأشريكية القولونية – (نوع من البكتيريا توجد عادة في السبيل المعدي المعوي) – إذا لم يتم التنبه بشكل سريع لقدرة تلك الكائنات الدقيقة علي التحور الجيني وإنتاج سلالات فتاكة تتعايش داخل أجسادنا لتنتصر علي جهاز مناعتنا في النهاية، كنتيجة متوقعة لاستخدام تلك الأدوية الهامة بعشوائية سواء من المرضي أو حتي من بعض العاملون بالقطاع الطبي أنفسهم.
ومن المعروف أن تطوير المضادات الحيوية هو أمر بالغ التعقيد نظرا للفترات الزمنية الطويلة التي تحتاجها التجارب المعملية والسريرية لإقرار عقاقير جديدة فعالة، والدليل علي ذلك هو إنتاج نوعين جديدين فقط في آخر ثلاثة عقود.