هولندا تستدعي السفير الإسرائيلي بشأن تصعيد القتال في غزة

وكالات
استدعت الحكومة الهولندية السفير الإسرائيلي المعتمد لدى لاهاي لتقديم توضيحات رسمية تتعلق بالوضع الميداني والإنساني في قطاع غزة، وذلك في خطوة دبلوماسية نادرة تعكس تصاعد الغضب الأوروبي تجاه ما يجري على الأرض من تصعيد عسكري غير مسبوق، وفق ما نقلته قناة “سكاي نيوز”.
ماكرون يهاجم التصعيد الإسرائيلي ويؤكد التزام فرنسا بدعم إعادة إعمار غزة
جاءت هذه الخطوة بعد دخول قطاع غزة يومه الثاني والعشرين في سياق العمليات العسكرية المكثفة التي تنفذها إسرائيل، والتي وصفتها جهات حقوقية بأنها تمثل نمطًا ممنهجًا من الهجمات العنيفة ضد السكان المدنيين، وسط عجز أممي متواصل عن وقف دورة القتل المستمرة.
يأتي الاستدعاء في وقت تتسع فيه دائرة الانتقادات الموجهة للحكومة الإسرائيلية، سواء من منظمات حقوقية أو من حكومات غربية، مع تسجيل أرقام مرتفعة من الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، حيث تواجه آلاف العائلات خطر المجاعة، وتعيش في خيام غير مؤهلة، محرومة من أبسط وسائل الحياة، وتحت وقع القصف المستمر.
التحرك الهولندي جاء بعد سلسلة من التقارير الميدانية التي تحدثت عن تجاوزات خطيرة وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، ما دفع وزارة الخارجية في لاهاي إلى طلب توضيحات مباشرة من السفير الإسرائيلي.
لم تكشف الحكومة الهولندية عن تفاصيل الجلسة التي جمعت مسؤولي الخارجية مع السفير، لكنها أكدت أنها طرحت أسئلة محددة تتعلق بطبيعة العمليات العسكرية الإسرائيلية، ومدى التزامها بالتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
يحدث ذلك في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، باستخدام الطائرات والمدفعية، ما أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء، معظمهم من المدنيين، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تواجه صعوبات كبيرة في انتشال الضحايا من تحت الأنقاض بسبب الاستهداف المتكرر للمناطق السكنية.
من جهة أخرى، أصدرت وكالات تابعة للأمم المتحدة بيانًا مشتركًا دعت فيه قادة العالم إلى التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من السكان الفلسطينيين، محذرة من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من مليوني شخص محاصرين في ظروف قاسية، دون كهرباء أو مياه نظيفة أو غذاء كاف.
وأكد البيان أن قطاع غزة يشهد انهيارًا شاملاً للبنية التحتية الصحية، مع توقف معظم المستشفيات عن العمل بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية، فضلًا عن استهداف العديد من المراكز الصحية بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتل عاملين في المجال الطبي وإصابة آخرين.
في هذا السياق، تتصاعد الدعوات داخل البرلمان الهولندي إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك مراجعة العلاقات الدبلوماسية والمساعدات الثنائية، إذا لم يتم اتخاذ خطوات واضحة للحد من العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، كما يضغط عدد من الأحزاب الهولندية من أجل فرض رقابة دولية عاجلة على العمليات الجارية في القطاع.
التحرك الهولندي ليس الأول من نوعه خلال الأسابيع الأخيرة، إذ سبقه استدعاء مماثل من قبل حكومات في كل من إسبانيا وبلجيكا وأيرلندا، إلا أن هذه التحركات لم تنجح بعد في فرض تغيير ملموس على سلوك الحكومة الإسرائيلية، التي تواصل عملياتها تحت ذرائع أمنية، رافضة فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات أو السماح بوقف إطلاق نار إنساني.