احتمالات الفشل وتداعياته.. انطلاق المحادثات النووية بين إيران وأميركا

مصادر – أشرف التهامى

انطلقت اليوم السبت في العاصمة العُمانية مسقط جولة جديدة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، تهدف إلى استكشاف فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد قد يجنّب المنطقة خطر التصعيد العسكري.

ورغم الترحيب المتبادل بين طهران وواشنطن باستئناف الحوار بعد سنوات من الجمود، لا تزال الخلافات قائمة، لا سيما حول طبيعة المفاوضات، حيث لم يُحسم بعد ما إذا كانت ستُجرى بشكل مباشر كما تطالب الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، أو بصورة غير مباشرة كما تفضّل طهران.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر احتمال عقد لقاء مباشر بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

ويقود ويتكوف الوفد الأميركي، الذي يضم عضو مجلس الأمن القومي إريك تراغر، إضافة إلى خبراء في الشأن النووي ومسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية، بحسب موقع “أكسيوس”. أما الوفد الإيراني فيرأسه عباس عراقجي، الذي يتمتع بكامل الصلاحيات للتفاوض وفقًا لما أكده علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني.

خطوط حمراء ورسائل رئاسية

وفي تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال، أوضح ويتكوف أن الخط الأحمر الأميركي الوحيد يتمثل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، مؤكدًا أن المطلب الرئيسي لبلاده هو تفكيك البرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك، أشار إلى استعداد واشنطن للانخراط في حلول بديلة وتسويات، مشددًا على أن اللقاء الأول سيركز على بناء الثقة وتوضيح أهمية الاتفاق، دون الدخول في التفاصيل التقنية من البداية.

ونقل “أكسيوس” عن مصدر أميركي أن ويتكوف سيحمل رسائل مباشرة من ترامب إلى الإيرانيين، في محاولة لإظهار الجدية الأميركية في إيجاد حل دبلوماسي. ووفق التوقعات، ستبدأ المحادثات بشكل غير مباشر، وقد تتحول إلى لقاء مباشر إذا سارت الجلسة الأولى بإيجابية.

من جانبه، قال ترامب للصحفيين يوم الجمعة: “أريد لإيران أن تكون دولة عظيمة وسعيدة، لكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووي“.

  الاتفاق ممكن بشروط

من الجانب الإيراني، صرّح نائب وزير الخارجية مجيد تخت روانجي بأن التوصل إلى اتفاق جديد ممكن، لكن شريطة أن تتوقف واشنطن عن سياسة التهديد، قائلًا: “نرفض أي شكل من أشكال الإكراه أو الاستقواء”.

وأكّد علي شمخاني أن إيران تسعى إلى اتفاق حقيقي وعادل، مشيرًا إلى وجود “مقترحات قابلة للتنفيذ”، وأن الطريق سيكون مفتوحًا إذا ما دخلت واشنطن المفاوضات بنوايا صادقة.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر إيراني أن مدة المحادثات ستعتمد على جدية واشنطن، مشددًا على أن المفاوضات ستقتصر فقط على الملف النووي، مع رفض إيران التام للتفاوض حول برامجها الدفاعية والصاروخية.

النجاح يُهدّئ.. والفشل يُشعل

تُجمع تحليلات وكالة “رويترز” على أن التوصل إلى اتفاق بين الجانبين قد يسهم في تهدئة التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط منذ 2023، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، والغارات على لبنان وسوريا، والضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن.

لكن فشل المفاوضات، من جهة أخرى، قد يُفضي إلى تصعيد خطير يهدد بتحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، خصوصًا في منطقة تُعد من أهم مصادر الطاقة عالميًا. وكانت طهران قد حذّرت مسبقًا من أن أي هجوم أميركي–إسرائيلي مشترك سيجعل القواعد الأميركية في المنطقة أهدافًا مشروعة.

عقدة التخصيب والرقابة

لا تزال إيران ترفض تفكيك برنامجها النووي، مؤكدة أنه مخصص للأغراض السلمية، بينما ترى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول غربية أن معدلات التخصيب المرتفعة تدحض ذلك.

وفي الوقت الذي تتمسك فيه واشنطن بضرورة تفكيك البرنامج كضمانة لمنع إنتاج سلاح نووي، يرى محللون أن فرص التوصل إلى اتفاق ستبقى محدودة ما لم تقبل واشنطن بتسوية وسط، تشمل التخلص من مخزون اليورانيوم عالي التخصيب، وتقييد عدد أجهزة الطرد المركزي، وتعزيز الرقابة الدولية على المنشآت الإيرانية.

يُذكر أن ترامب كان قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 خلال رئاسة باراك أوباما، وأعاد فرض العقوبات على إيران، معتمدًا سياسة “الضغط الأقصى”، بما في ذلك التهديد باستخدام القوة العسكرية.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى