كاتب صحفى: حملة “قطر جيت” كانت تهدف إلى إحداث شرخ بين القاهرة والدوحة

كتبت: هدى الفقى

قال رئيس تحرير صحيفة “الشروق”، عماد الدين حسين، إن الزيارة الرئاسية إلى الدوحة تحمل أهمية خاصة على مستويين: الأول هو استعادة العلاقات المصرية القطرية، والثاني هو تأكيد استمرار التنسيق الثنائي بشأن وساطة وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف حسين فى تصريحات صحفية أن توقيت الزيارة يبعث برسالة واضحة بعد تقارير إعلامية إسرائيلية حاولت التشكيك في دور قطر عبر ما عُرف إعلاميًا بـ”قطر جيت”، معتبرًا أن هذه الحملة كانت تهدف إلى إحداث شرخ بين القاهرة والدوحة.

وأكد أن الزيارة تُظهر تجاوز الخلافات وتعزز وحدة الموقف العربي في مواجهة التعنت الإسرائيلي والتنصل من الاتفاقات.
تبقى جهود الوساطة في ملف التهدئة بقطاع غزة محط أنظار الأطراف الإقليمية والدولية، حيث يشكل التنسيق بين مصر وقطر محورًا أساسيًا في مواجهة محاولات إسرائيلية لإحداث شرخ في المواقف العربية، بحسب مراقبين.

وفي ضوء اللقاء الأخير بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والذي تناول تطورات القضية الفلسطينية، برزت إشارات إلى رغبة مشتركة في تنسيق الجهود من أجل الدفع نحو وقف إطلاق النار، رغم ما يثار في الإعلام الإسرائيلي عن محاولات لتأليب طرف ضد آخر، وفى هذا الصدد أكد الكاتب الصحفى أن التنسيق المصري-القطري يمثل حجر الأساس في أي تسوية ممكنة، لافتًا إلى أن إسرائيل تجيد استغلال الانقسامات وتغذيتها إعلاميًا وسياسيًا، مشددا على أن وحدة الموقف العربي تُعد عنصرًا هامًا لصد محاولات تل أبيب لفرض رؤيتها على مستقبل القطاع.

وفيما يتعلق بالمباحثات الجارية مع حركة حماس في القاهرة، أشار حسين إلى أن الحركة تطرح شروطًا واضحة، أبرزها وقف العدوان وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، فيما تواصل إسرائيل التهديد بتوسيع عملياتها العسكرية كوسيلة للضغط.

وأضاف أن القاهرة تعمل على دفع الجانبين للقبول بهدنة مبدئية تُفضي إلى صفقة تبادل أسرى، يليها بحث الترتيبات الخاصة بمرحلة “ما بعد الحرب”، إلا أن الفجوة بين الموقفين لا تزال كبيرة، إذ ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل وتخشى أن يُنظر إلى ذلك على أنه هزيمة سياسية لحكومة بنيامين نتنياهو.

وأشار حسين إلى أن الهدف الإسرائيلي من مواصلة الضغط العسكري يتمثل في انتزاع مكاسب تفاوضية، لاسيما في ملف الأسرى، وسط رغبة نتنياهو في تحقيق إنجاز داخلي يعزز موقفه السياسي.

وقال إن واشنطن وعدت حماس في محادثات غير معلنة بأن أي صفقة مستقبلية ستتضمن وقف الحرب.

من جانب آخر، أوضح حسين أن هناك مستويين في أي اتفاق محتمل: الأول يتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهو ما يبدو ممكنًا على المدى القريب.

أما المستوى الثاني، والمتعلق بترتيبات اليوم التالي، فهو أكثر تعقيدًا، نظرًا لتباين الرؤى حول إدارة غزة وطبيعة الوجود الأمني الإسرائيلي.

ولفت إلى أن إسرائيل تسعى إلى صيغة مشابهة لنموذج الجنوب اللبناني، حيث تستمر في التمركز داخل مناطق استراتيجية دون إدارة مباشرة، ما يعقد أي محاولة لبناء سلطة فلسطينية موحدة تدير القطاع بشكل فعّال.

وحذر الكاتب الصحفى من أن ما تقوم به إسرائيل ميدانيًا، خاصة من حيث تقطيع أوصال القطاع من خلال محاور عسكرية جديدة كـ”محور موراج”، يهدف إلى فرض واقع جغرافي جديد يصعّب من مهمة أي إدارة فلسطينية مستقبلية.

واختتم حسين بالإشارة إلى أن الوقت ليس في صالح غزة، وأن الضغط يتزايد على جميع الأطراف الإقليمية والدولية للوصول إلى تسوية توقف نزيف الدم وتضع حدًا للكوارث الإنسانية في القطاع.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى