انفراد: مسؤول الدائرة السياسية فى جبهة المقاومة السورية “أولى البأس” فى حديث خاص لـ “بيان”: ندعو أهلنا في سوريا إلى التوحد ونبذ الطائفية والتفرقة المذهبية

أجرى الحوار: أشرف التهامى
على سبيل التقديم
تُعرف جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا، والتي كانت تُسمى سابقًا جبهة تحرير الجنوب، بأنها تنظيم مسلح أنشأه الحزب السوري القومي الاجتماعي كرد فعل على سقوط نظام الأسد والتدخل الإسرائيلي في الأراضي السورية.
وفي تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، نُقل عن الجماعة التي تطلق على نفسها اسم “أولي البأس” أنها تمثل “المقاومة الجديدة في سوريا”، وتتخذ موقفًا معاديًا لإسرائيل والولايات المتحدة، وتصف واشنطن بأنها جزء من “محور الشر”. وأكدت الجماعة في تصريحاتها للمجلة أنها لا ترتبط بأي محور إقليمي، وأنها تعارض جميع أشكال “الاحتلالات” الموجودة في سوريا، بما في ذلك الاحتلالين الإسرائيلي والتركي.
ورغم نفيها لأي ارتباط خارجي، فإن رموز الجماعة وشعاراتها أثارت مقارنات مع جماعات أخرى موالية لإيران، مثل حزب الله اللبناني، وكتائب حزب الله العراقي، وميليشيات زينبيون وفاطميون، ما يثير تساؤلات حول طبيعة ارتباطها الفعلي بالمحور الإيراني.
وفي مقابلة مع يورونيوز، أفاد مصدر مطّلع على تطورات الجنوب السوري – فضل عدم كشف هويته – أن ميليشيا “أولي البأس” لا تملك هيكلًا تنظيميًا واضحًا حتى الآن، وتبدو أقرب إلى حالة إعلامية أو خطابية منها إلى كيان فعلي على الأرض.
لكن سرعة التحولات في الساحة السورية قد تسهم قريبًا في كشف التوازنات الجديدة، وتحديد حجم هذه الجماعة ضمن المشهد العسكري والسياسي المتشابك.
وبحثا عن إزالة الغموض الذى يحيط بمصير وأدوار جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا – أولي البأس، في منطقة الجنوب السوري التي تشهد تداخلًا معقدًا بين دوافع فردية وجماعية للمواجهة مع إسرائيل، سعينا لإجراء هذا الحوار مع محمود موالدى مسؤول الدائرة السياسية فى جبهة المقاومة الإسلامية السورية “أولى البأس” الذى خص “موقع بيان” بالحديث الآتى:
الحديث
قال موالدى:
بالبداية تحية طيبة إلى موقعكم المميز الراصد للخبر و المتحري عنه بمهنية و احتراف.
كما نتوجه إلى شعبنا العربي المصري بصادق التحية و التقدير وهو شعب أصيل يحمل معالم القومية العربية الأصيلة و هو صاحب نهضتها فلايمكن أن نذكر تاريخ القومية العربية و نهوضها دون المرور بذكر الشعب العربي المصري و ميثاق الجمهورية العربية المتحدة كونه الحلم العربي الذي تحقق على الرغم من قصر عمر الوحدة إلا أنها خلدت بصفحات العز في تاريخنا العربي.
#………………………………………………………..
جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا أولي البأس هي حركة إيمانية ثورية قومية ذات بُعد قومي، عربي، غير تابعة لأي تنظيم قائم في سوريا، ولا ترتبط بأي تنظيم إقليمي أو دولي.
هي تنظيم كامل متكامل مستقل بقراره صاحب مشروع بناء دولة، له ادبياته الإيمانية و الوطنية و القومية، نتموضع ضمن محور يناهض المشروع الأمريكي و التوسع الصهيوني لكن لا علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع أي فصيل من فصائل أو حركات المقاومة في المنطقة.
#………………………………………………………..
في 9 يناير الماضى ، اشهرت لأول مرة تحت اسم “جبهة تحرير الجنوب”، قبل أن تعيد تسمية نفسها في 11 يناير باسمها وصورتها الحالية، مع العلم أن مفهوم الجبهة و أدبياتها و الكثير من قادتها متواجدون في الساحة السياسية ضمن تسميات مختلفة قبل سقوط الدولة السورية.
#………………………………………………………..
تختلف الأسباب أو الدواعي عن الأهداف، فالأهداف هي شيء نسعى لتحقيقه لكن الأسباب تجعلنا نتبنى فكرة أو طريقة لمعالجتها.
والأسباب الطبيعية لوجود جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا أولي البأس هي فقدان المشروع الوطني الناهض، و غياب القرار المستقر، و توسع الاحتلالات المتعددة في وطننا سوريا، كما أن و وجود سلطة الوصاية و تشريع الاحتلال جعل تفعيل الجبهة لكل مقوماتها ضرورة حية لدى الأغلبية الصامتة في سوريا.
لكن الأهداف التي تسعى لتحقيقها الجبهة هي أهداف عظيمة بعظمة سوريا و عريقة بعراقة التاريخ السوري الضارب بعمق التاريخ، وتتجسد بقيام الجمهورية الثالثة في سورية، قيام دولة قادرة وقوية و مستقلة، كما نسعى لتحرير التراب السوري من رجس الإرهاب و الاحتلال وهم آفة تفتك بالشعب السوري و تقوض نهوض الوطن.
#………………………………………………………..
الرسالة التي من الواجب التوجه بها إلى شعبنا العربي السوري المظلوم، نقول فيها: إن المعاناة التي عاشتها سابقا ويعيشها اليوم و ستبقى موجودة طالما بقي الاحتلال جاثم على التراب الوطني، و بقيت الهيمنة المستعمرين على القرار السوري، وندعو أهلنا في عموم سوريا إلى التوحد ونبذ العناوين الطائفية و التفرقة المذهبية فما يجمعنا هو الوطن الواحد و الموحد الجامع لسمات الحق و العدالة و الإنسانية.
كما نضع شعبنا العربي في سوريا في صورة واجبه المقدس هو نبذ الوصاية وأخذ الموقف في مناهضة الاحتلال و نقول بإن الموقف السلاح وهو متوفر عند أصحاب الكرامة و عشاق الوطن.
والرسالة إلى شعبنا العربي الكبير الذي قد غرق في حملات التضليل الدائم نحو انتمائه العروبي الأصيل أن يكون العون الحقيقي للشعب العربي في سوريا في محنته من خلال التماس الحقيقة الكاملة وعدم إعطاء شرعية لمن لا شرعية له و أن يقاوموا بالكلمة و الصورة استنادا للشعب السوري.
أما بالنسبة للمجتمع الدولي، الغائب دائما في مخاطر الشعوب المستضعفة و الحاضر دائما في محاضر تحقيق غايات الدول العظمى، نتسأل اليوم عن إنسانية المجتمع الدولي أمام كل هذا الدم المسفوك في غزة ولبنان و الساحل السوري وريف حمص و حماة ودمشق، اين هو من التوسع الصهيوني و الوحشية الأمريكية؟!!!!.. وندعو المجتمع الدولي أن يمارس دوره الفاعل في تحصين الإنسانية وأن يغادر الشعارات البراقة وأن يعتمد على تفعيل الأدوات المتوفرة لديه لكبح جماح الإرهاب المتعدد.
كما نوجه رسالة إلى أسياد سلطة أمر الواقع و شرعنة الاحتلال، فى وجود الأصل ما الفائدة بالتوجيه الرسائل للوكيل، هم ليسوا أصحاب قرار و توجيهاتهم تأتي من خلال مشغلهم التركي الذي يعمل على التقسيم بشكل متناغم مع كافة القوى الاحتلالية الموجودة ضمن الجغرافيا السورية، ويستحوذ على مكتسبات حيوية للمشروع الأردوغاني وهو العثمنة الجديدة، واعتقد بان هذه الأدوات الموجودة الآن في السلطة هي ذات عمر محدود و تنفيذ محدد للمشروع وحين ينتهي دورها سيتم الاستبدال بما يتناسب و التحولات المقبلة
يبقى الطموح هو ببناء الدولة المستقلة و تحرير الأرض و الإنسان السوري ورفع المظلومية المتعددة عن شعبنا العربي السوري، وأن يستفيد الشعب السوري من ثروته التي حرم منها من خلال السرقة الموصوفة من قبل الاحتلال الأمريكي أو أدواتها المتعددة.
كما نطمح أن تستعيد سوريا وهي الإقليم الشمالي في الجمهورية العربية المتحدة دورها القومي في ضخ روح الحياة لهذه الأمة و استعادة دورها الرسالي و الحضاري بين الأمم.
#………………………………………………………..
لا شك بأن ماحصل في سوريا سينعكس بشكل كبير ودقيق على مجمل دول المنطقة عموما و المنظومة العربية خصوصا، فسورية اليوم تعيش الفوضى المضبوطة بالرتم الأمريكي لخلق مناخ تقسيم منبعث من احتياجات الداخل من خلال ممارسات العصابة الحاكمة و المجموعات التكفيرية الرديفة لها، فكما شاهدنا الإبادة الجماعية لمكونات سورية معتبرة هو بحد ذاته تنفيذ لمشروع التقسيم، كما أن السير نحو اضمحلال ملامح الهوية الوطنية على حساب الرديكالية التكفيرية و اللجوء لحماية خارجية مع الاستفادة من التوسع الصهيوني لقضم الجغرافيا السورية واستباحة المقدرات السورية، لكن القادم لنا لسببين:
السبب الأول هو ما تعلمناه من التاريخ فمن يفهم التاريخ يمتلك الجغرافيا وأن كل غازي مصيره الزوال ويبقى أبناء الارض.
و السبب الثاني انقلاب مزاح الشارع السوري الذي اتضح معه عبر الأشهر السابقة مهيئة المؤامرة و بعد و عمق المشروع
لكن الرهان هو على الإيمان بالله و على الإيمان بعزم وبأس مجاهدينا و ثبات الشعب الحاضن للمقاومة في سوريا.
#………………………………………………………..
إن شاء الله سيكون لنا لقاء مصور قريبا نعرض فيه ورقتنا الوطنية الشاملة نحو الاستقلال الحقيقي و الثورة السورية الحقيقية
لبناء الدولة و صناعة الجمهورية الثالثة.
طالع المزيد: