طارق صلاح الدين يكشف بالأدلة افتراءات محمد الغزالى الواردة فى كتابه ” قذائف الحق”

بيان
اتعجب كيف كتب محمد الغزالى فى كتابه بعنوان قذائف الحق هذه المجموعة البغيضة من الأكاذيب والافتراءات؟
ولكن العجب يزول سريعا عندما نجد اعتراف الغزالى بنفسه فى صفحة ١٦٨ من الكتاب بأنه ينتمى الى جماعة الإخوان المسلمين، هذه الجماعة الضالة الكاذبة التى يتنفس اعضائها الكذب.

وعلى امتداد السطور التالية أقوم بتفنيد هذه الأكاذيب التى لم يقدم الغزالى دليلا واحدا على كلمة منها.
فى صفحة ١٦٩ من كتاب “قذائف الحق” والذى كان يجب تسميته “بقذائف الباطل” يسطر محمد الغزالى مجموعة لا بأس بها من الأباطيل دفعة واحدة فيذكر أن عبدالناصر:
– انضم إلى الهند فى خصومتها المرة ضد باكستان المسلمة.
– انضم إلى الحبشة في عدوانها الصارخ على اريتريا.
– انضم إلى تنجانيقا واغضى عن المذبحة الشنعاء التى اوقعتها بشعب زنجبار المسلم ورحب احر ترحيب بنيريرى الذى يتظاهر بالاشتراكية وهو قسيس كاثوليكى.
– انضم إلى القبارصة اليونان في نزاعهم مع القبارصة المسلمين وجعل الأزهر يستقبل مكاريوس عدو الكيان الإسلامى للأتراك.
– كان أسدا هصورا فى قتال اليمن وحملا وديعا في قتال اليهود.
– ولقد ساند حزب البعث العربى الحاقد على الإسلام ورفض مساندة أى تجمع إسلامى واخترع حكاية القومية العربية لتكون بديلا عن العقيدة الإسلامية.
إلى هنا انتهت كلمات محمد الغزالى التى لم يقدم سند أو مرجع أو كتاب أو أرقام أو أدلة عليها وكأننا يجب علينا وفرضا ولزاما أن نقر بكل ماجاء فيها وهذه هى طبيعة الإخوان المجرمين فى سردياتهم التى يفترضون فيها القبول بما يكذبون دون دليل واحد على مايقولون.
وفى إطار منهجى الذى يعتمد على الدليل القاطع والبرهان أفند أكاذيب محمد الغزالى.
الأكذوبة الأولى:
بالنسبة إلى الإدعاء بإنضمام عبدالناصر إلى الهند فى خصومتها المرة ضد باكستان المسلمة فإن هذا الإدعاء باطل بدليل تاريخ العلاقات بين مصر وباكستان وقيام عبدالناصر بطرح مشكلة إقليم كشمير خلال محادثاته مع رئيس الوزراء الهندى لال بهادور شاسترى عام ١٩٦١ وتضمن البيان الختامى للقاء الإشارة إلى مشكلة كشمير وحق الشعب الكشميرى فى تقرير مصيره.
وفى عام ١٩٦٥ استقبل الرئيس عبدالناصر البطل الكشميرى شيخ محمد عبدالله وأيدت مصر خلال اللقاء حق شعب كشمير في تقرير مصيره.
وعند اندلاع الحرب بين الهند وباكستان عام ١٩٦٥ لم تتدخل مصر فى القتال وناشدت الطرفين تسوية الأزمة سلميا وتم استدعاء وزير إعلام باكستان ليلقى كلمة أمام القمة العربية بالمغرب ١٩٦٦ والتى أيد بيانها الختامى موقف باكستان.
ولم تشهد الحرب تزويد عبدالناصر أبدا للهند بالسلاح أو الانحياز لها ضد باكستان.
الأكذوبة الثانية:
إنضمام عبدالناصر إلى القبارصة اليونان في نزاعهم مع القبارصة المسلمين.
وينفى هذه الاكذوبة نفيا قاطعا تأييد عبدالناصر لكفاح شعب قبرص لنيل حريته من الإحتلال البريطانى وقيام مصر بتحويل بعض شحنات الأسلحة التشيكية إلى قبرص مما أدى إلى اذعان بريطانيا فى أواخر عام ١٩٥٦ لمطالب القبارصة وإعلان استقلال قبرص عام ١٩٦٠ بمقتضى دستور وضعته بريطانيا واليونان وتركيا بموافقة قادة القبارصة والأتراك واليونانيين.
وكانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال قبرص عن بريطانيا.
وخلال الحرب بين القبارصة اليونانيين والأتراك عام ١٩٦٣ لم يتدخل عبدالناصر إطلاقا في هذا الصراع ولم يتم الحديث عن شحنة أسلحة واحدة أرسلها عبدالناصر إلى القبارصة اليونانيين.
الأكذوبة الثالثة:
انضمام عبدالناصر إلى تنجانيقا وغض البصر عن مذبحة شعب زنجبار المسلم على يد نيريرى.
ولنسف هذه الاكذوبة التى تدل على جهل تاريخى يتمتع به محمد الغزالى حيث أن تنجانيقا لم تتدخل على الإطلاق فى ثورة زنجبار التى اندلعت ضد سلطانها جمشيد بن عبدالله وتزعمها امانى عبيد كرومى زعيم حزب الافروشيرازى مع سكرتير الحزب لبمبا الاوغندى والشرطى السابق جون اوكيلو الذى قاد جيش الثوار.
وبعد انتهاء أحداث الثورة شكلت الحكومة جيش التحرير الشعبى ونزعت سلاح ميليشيات اوكيلو الذى ارتكب مذابح ضد العرب.
وبدأت الحكومة فى مفاوضات للإتحاد مع تنجانيقا لتشكيل دولة جديدة هى تنزانيا.
وبالتالى فإن جوليوس نيريرى لم يتدخل أصلا فى ثورة زنجبار ولم يرسل قوات أو أسلحة إلى هناك ولم تتم محادثات بين تنجانيقا وزنجبار إلا بعد أن انتهت الأحداث الدامية فى زنجبار ولم تتهم أى قوة دولية نيريرى بالانضمام إلى ثورة زنجبار.
والأمر الأخطر أن عبدالناصر لاعلاقة له من قريب أو بعيد بزنجبار ولم يؤيد نيريرى فى قتال المسلمين في زنجبار لأن نيريرى أصلا لم يتدخل فى زنجبار.
وكل مافعله عبدالناصر هو الإعتراف بدولة تنزانيا بعد إتحاد تنجانيقا وزنجبار.
الأكذوبة الرابعة:
انضمام عبدالناصرإلى الحبشة في صراعها مع ارتيريا.
هذه الكلمات كذب فاضح وقلب للحقيقة لان عبدالناصر قام بتأييد شعب اريتريا فى مقاومة اضطهاد الإمبراطور هيلاسلاسى وقهره لشعب اريتريا والاعتداء على حقوقه التى ضمنها لها دستوره واقرتها الأمم المتحدة ولذلك كان عبدالناصر يساعد الثوار المحليين الذين قاوموا الإتحاد مع إثيوبيا أمثال الزعيم ولدأب مريم لمكافحة إثيوبيا وإرسال رسائل عن طريق راديو القاهرة إلى الاريتريين واصبحت مصر الدعامة الرئيسية لشعب اريتريا.
وفى أعقاب الإضراب العام في اريتريا فى فبراير ١٩٥٨ اتخذت الحكومة الإثيوبية إجراءات قمعية ضد الاريتريين وتم إلغاء العلم الاريتري فى عام ١٩٥٩ وحلت اللغة الأمهرية رسميا محل اللغتين العربية والتجرينية اللتين يتكلمهما السكان.
ولمواجهة ذلك اتخذت مصر موقفا واضحا من القضية الاريترية وأصدرت عدة قرارات متعلقة بهذه القضية ومنها توجيه إذاعة من القاهرة إلى شعب اريتريا باللغة التيجرينية لغة البلاد التى الغاها هيلاسلاسى وفتح عبدالناصر أبواب الأزهر الشريف والتعليم العام والجامعة في مصر أمام الطلبة الاريتريين وقبول اللاجئين السياسيين الاريتريين وتقديم المساعدات المادية والسماح لهم بالعمل السياسى فى القاهرة.
وبالتأكيد فإن هذه الأدلة تنسف تماما أكاذيب محمد الغزالى المجرم فى كذبه وخصومته لعبدالناصر.
الأكذوبة الخامسة:
كان عبدالناصر أسدا هصورا فى قتال اليمن وحملا وديعا في قتال اليهود.
ولا أدرى هل الحمل الوديع يخوض حرب استنزاف شرسة لمدة ثلاث سنوات ضد إسرائيل؟
وقتل ألف جندى إسرائيلى؟
و٢٢٧ مدنى إسرائيلى؟
و٢٦٥٩ جريح إسرائيلى؟وتدمير ٣٠ طائرة إسرائيلية؟
ومدمرة وسفينتين انزال.
وسفينتين تجاريتين.
و زوارق هجومية؟
بالطبع فإن هذه الأرقام تثبت كذب وجهل محمد الغزالى.
الأكذوبة السادسة
مساندة عبدالناصر لحزب البعث العربى الحاقد على الإسلام.
واختراع القومية العربية لتكون بديل عن العقيدة الإسلامية.
القارىء للتاريخ يعلم تماما كذب محمد الغزالى حيث ان حزب البعث اتخذ موقفا عدائيا من ثورة يوليو منذ بدايتها واعلن فى فبراير ١٩٥٣ أن حركة الضباط الأحرار من صنع الإستعمار الغربى حسبما أورد مصطفى دندشلى في كتابه ” حزب البعث الاشتراكى”.
وعندما طالب السوريون بالوحدة مع مصر اشترط عبدالناصر حل جميع التنظيمات والأحزاب السياسية وعلى رأسها حزب البعث ووافق قادة البعث على ذلك معتقدين ان الحل سيكون شكليا ولكن الواقع كان عكس ذلك تماما.
واشتعلت الخلافات بين البعثيين وعبدالناصر بعد حصولهم على 2.6% فقط من انتخابات الإتحاد الوطنى للتنظيم الموحد.
وفى نهاية عام ١٩٥٩ استقال جميع الوزراء البعثيين في المجلس الإقليمي فشن عبدالناصر هجوما عنيفا عليهم ووصفهم بأنهم ” أقلية وصولية انتهازية”.
واعتبر عبدالناصر أن حزب البعث هو السبب الأول فى فشل الوحدة ولم يغفر لهم ذلك أبدا.
وانتهى الأمر بتشكيل اللجنة العسكرية بقيادة محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد .
واختلف البعثيين في سوريا والعراق فى كل شيء إلا كراهية عبدالناصر وعداوتهم له ويؤكد محمد حافظ إسماعيل فى كتابه ” أمن مصر القومى فى عصر التحديات” ان عبدالناصر لم يثق أبدا فى حافظ الأسد وبمجرد تعيينه وزيرا للدفاع سحب عبدالناصر الضباط المصريين من القواعد السورية وتم تجميد التعاون العسكرى مع دمشق.
وهكذا أثبت بالأدلة كذب محمد الغزالى و عدم مساندة عبدالناصر لحزب البعث العربى الحاقد على الإسلام.
والحقيقة أن اللجان الإليكترونية لجماعة الإخوان المسلمين أضافت إلى كتاب محمد الغزالى اكذوبتين لم يتم ذكرهما فى كتاب قذائف الحق وهما:
مساندة عبدالناصر للرفيق الشيوعى تيتو ضد المسلمين في يوغوسلافيا وسلمه المجاهدين اليوغوسلافيين المسلمين الذين جاهدوا في فلسطين ليعدمهم.
والثانية:
أن عبدالناصر رد الوفد النيجيرى الذى جاء يشكو إليه قتل زعيمهم المسلم الحاج أحمد اوبللو الذى أسلم على يديه مليون ومائتى ألف وثنى.
…….
وبالطبع فإن هذه الأكاذيب أيضا أمتلك أدلة نسفها.
بالنسبة لأكذوبة تيتو:
على عكس ماتم ذكره فإن علاقة عبدالناصر بتيتو كانت لها انعكاسات إيجابية على المسلمين في يوغوسلافيا وتجسدت فى النقاط التالية
صدر عام ١٩٦٨ قرار بمنح المسلمين في يوغوسلافيا صفة الجماعة الوطنية وأصبح مسمى مسلم تصنيفا ضمن التعداد الوطنى للسكان أسوة بالصرب والكروات مما ساعد مسلمى البوسنة في مابعد بالمطالبة بحقهم بجمهوريتهم التى يشكلون اغلبيتها بعد تفكك الإتحاد اليوغوسلافي.
وكذلك منح تيتو إقليم كوسوفو الذى تقطنه أغلبية من المسلمين الألبان صفة الحكم الذاتى.
وذكرت مقالة منشورة في موقع المجتمع الإسلامى الكرواتى حادثة توسط فيها عبدالناصر لعلماء مسلمين في يوغوسلافيا درسوا في الأزهر لدى تيتو ليخرجهم من السجن وقام بزيارة سراييفو وجامع الغازى خسرو بك ليطلع على أحوال المسلمين بنفسه.
ولم يرد ذكر على الإطلاق فى أى صحيفة أو مطبوعة أو موقع أخبارى للواقعة الكاذبة بأن عبدالناصر سلم مسلمين يوغوسلافيا المجاهدين في فلسطين ليعدمهم ولا ادرى مصدر لهذا الخبر الكاذب.
الواقعة الثانية:
والمتعلقة برد عبدالناصر للوفد النيجيرى الذى جاء يشكو إليه قتل زعيمهم المسلم الحاج أحمد اوبللو فإن هذه الواقعة أيضا لم تحدث أصلا ولم يقدم مجرموا الفيس بوك دليلا واحدا على حدوثها.
اما الحقيقة الناصعة فتتجسد في صداقة أحمدوبللو بالزعيم جمال عبد الناصر الذى كلف الأزهر الشريف بتشكيل لجنة من علماءه بتحقيق كتاب الخليفة محمد بللو جد الزعيم أحمد بللو بعنوان ” إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور” وحمل هذا الكتاب صورة تذكارية للرئيس جمال عبد الناصر والزعيم أحمد بللو.
وهكذا..
قمت بتفنيد جميع الأكاذيب سواءا الواردة في كتاب قذائف الحق لمحمد الغزالى أو التى اضافتها لجان الإخوان المجرمين الإليكترونية إلى كتاب الغزالى.