شريف عبد القادر يكتب: الجهل بالسياسة والتاريخ والدين

بيان
(1)
الدكتور سعد الدين الهلالي، في بداية ظهوره إعلاميًا، أتذكر له إجابات على أسئلة دينية كانت تحتاج إلى ردود واضحة، فكان يستخدم عبارة “استفت قلبك”، وكانت عبارة محيّرة.
والآن يتحدث عن الميراث، بأن “للذكر مثل الأنثى”، ويشير إلى أن ذلك يُطبق في مصر بخصوص المعاشات، رغم أنها إجراءات وقتية واجتماعية تطبقها الدولة، ولا تُعد ميراثًا أبديًا.
وأحيانًا يتحصل المستفيدون من المعاش على مبالغ تفوق ما خُصم من اشتراك المتوفى.
كما أن المعاش يُصرف للأرملة مخصومًا منه حوالي الربع، ويُقطع معاشها في حالة زواجها أو وفاتها. وإذا وُجد أولاد، يُصرف المعاش بالكامل ويُوزع بالتساوي على الجميع، وعندما ينهي الابن دراسته، تُقطع حصته من المعاش وتُضاف إلى المستفيدين.
أما البنت، فإذا أنهت دراستها ولم تعمل، تظل مستفيدة من المعاش، ويُقطع إذا التحقت بعمل أو تزوجت.
وكثيرون توفوا دون أن يستفيد ورثتهم، لو كانت الزوجة متوفاة، والأبناء يعملون، والبنات متزوجات.
وفي جميع الأحوال، يُصرف لذوي صاحب المعاش المتوفى قيمة ثلاثة أشهر كمصاريف جنازة، وثلاثة أشهر كمنحة وفاة. ولا يُصرف ذلك في حالة وفاة الأرملة المستفيدة.
وفي حالة استفادة البنت، فعندما تتزوج تحصل على منحة زواج.
نتمنى ألا يُسمح لأحد بالتحدث في الدين إلا من يحصل على تصريح من الأزهر، وفي حالة إثارة الجدل والبلبلة من أحد المصرح لهم، يُلغى تصريحه ويُحظر ظهوره إعلاميًا.
(2)
منذ سنوات، طالبتُ وغيري بوضع تمثالين يرمزان إلى المصريين الذين حفروا قناة السويس، وتوفي منهم عشرات الآلاف، على أن يُوضع تمثال عند المدخل الشمالي لقناة السويس وآخر عند المدخل الجنوبي.
وقد طالبت بذلك عندما ظهرت أبواق تنادي بإعادة وضع تمثال ديليسبس، لكونه صاحب الفكرة، وتناسوا استفادته ودولته لسنوات طويلة من المشروع الذي نفذه العمال المصريون بالسخرة، وتوفي خلاله عشرات الآلاف، ونسبة كبيرة منهم بعد سريان المياه في القناة.
نتمنى تنفيذ هذا المطلب، حتى يعلم المصابون بخللٍ عقلي، من الذي حفر قناة السويس.
(3)
شاه إيران، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، كان له مواقف مشرفة مع مصر، وخاصة أثناء حرب أكتوبر، ولذلك ترصّدَت له الصهيونية فيما بعد، باحتضان الخميني في فرنسا ودعمه دعمًا شاملًا للاستيلاء على حكم إيران.
وكان من ضمن هذا الدعم شرائط الكاسيت التي تحتوي على تسجيلات بصوته، يتم توزيعها داخل إيران بهدف إثارة الرأي العام ضده.
وعندما تمكّن الخميني من السيطرة على إيران بعد مغادرة الشاه، رفضت أمريكا وذيولها استقباله برغم مرضه، فاستقبله الرئيس السادات، رحمه الله. وعندما توفي إلى رحمة الله، أُقيمت له جنازة تليق به.
وبدأ بعد ذلك التخطيط لسيطرة أمريكا وذيولها على المنطقة، بإقناع العراق بأن إيران تنوي التوغل للسيطرة على العراق ودول الخليج، ودُفِع بالعراق لمحاربة إيران باعتباره حامي البوابة المؤدية للخليج العربي.
واستمرت الحرب بين العراق وإيران ثماني سنوات، استنزفت موارد الدولتين. وفي تلك الفترة، راحت أمريكا تخطط لإقامة قواعد عسكرية في دول الخليج، بحجة حرصها على أمنهم المهدد من إيران.
ومن خلال هذه القواعد، توغلت في حياتهم وخصوصياتهم، وأصبحت هي من تعدّ من يتولّى الحكم والمناصب المهمة، وربما كان لديها ما تضغط به عليهم عند الضرورة، كأن تزوّجهم من صهيونيات ادّعين إشهار إسلامهن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أموال هذه الدول أغلبها في بنوك أمريكية، ويمكن تجميدها في أي وقت.
ولذلك نجدهم مجبرين على ما تفرضه عليهم أمريكا، وخاصة إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الإجرامي، الذي بدأ بعد ذلك بالاعتداء على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، قبل ما يسمى “طوفان الأقصى” في غزة.
ثم يتّضح أن دعم إيران لحماس وحزب الله بجنوب لبنان، هو ضمن مخطط رسمته أمريكا وإسرائيل، وأن ما حدث من حزب الله وحماس جاء لتنفيذ السيناريو الإمريكي، حيث إن المخطط هو تقسيم الشرق الأوسط بين إسرائيل وتركيا وإيران.
ولو كانت إيران مهتمة فعلًا بالشأن الفلسطيني، لكان بإمكانها أن تأتي لمحاربة إسرائيل من البحر، أو أن تزود حزب الله بأسلحة قادرة على مواجهة إسرائيل، كصواريخ دفاع جوي، ومدفعية، وطائرات، لا مجرد صواريخ عبثية، لتقوم بعدها إسرائيل بالاعتداء جوًا، والتوغل برًا داخل الأراضي اللبنانية.
وكان من المضحك تحديد مواعيد ضرب الصواريخ الموجهة من إيران إلى إسرائيل، والعكس.
ولزيادة ارتباط دول الخليج بأمريكا، سُمح لإيران بالارتباط بما يسمى الحوثيين في جزء من اليمن، الذي سبق له أن توحد بعد أن كان شماليًا وجنوبيًا، ويتم تقوية الحوثيين، وربما تمهيدًا لتصبح اليمن “المملكة العربية الحوثية”.
إن ما يحدث في عالمنا العربي أمر محزن، بسبب الجهل التاريخي والسياسي.