نيويورك تايمز: حصار غزة الكامل يفاقم معاناة السكان

وكالات

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين أدى إلى أوضاع إنسانية توصف بالكارثية، خاصة مع توقف دخول الغذاء والدواء والوقود بشكل تام، مما تسبب في تدهور كبير في كافة مناحي الحياة داخل القطاع المكتظ بالسكان.

لوموند تطالب إسرائيل بوقف استخدام سلاح الجوع في غزة

ورصدت الصحيفة، نقلاً عن مصادر طبية داخل غزة، شهادات مباشرة عن معاناة المرضى الذين أصبحوا عاجزين عن تلقي العلاج، بينما تتزايد أعداد الوفيات الناتجة عن نقص الأدوية الأساسية، خصوصًا لمرضى القلب والكلى والسرطان.

وأفادت الصحيفة أن النظام الصحي في غزة بات يواجه انهيارًا فعليًا، مع عجز المستشفيات عن توفير أبسط أشكال الرعاية الطبية، حيث لم يعد بإمكان الأطباء تلبية النداءات اليومية التي تصلهم من العائلات، في ظل عدم توفر أي أدوية أو معدات طبية، إضافة إلى التوقف شبه الكامل لمحطات الطاقة ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.

وأشار منير البُورش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، إلى أنه أصبح عاجزًا عن تقديم أي إجابة للمرضى الذين يلجأون إليه بحثًا عن علاج، موضحًا أن عددًا كبيرًا منهم فارق الحياة بسبب هذا الانهيار المتسارع في الخدمات الصحية.

وأوضحت نيويورك تايمز أن الحصار الإسرائيلي، الذي تبرره تل أبيب باعتباره وسيلة للضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى، أصبح أداة تُستخدم ضد السكان المدنيين، في ظل اتهامات من منظمات إغاثة ومسؤولين دوليين بأن إسرائيل تستخدم المساعدات كسلاح سياسي، في خرق واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني.

ودعا توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، الحكومة الإسرائيلية إلى رفع الحصار، واصفًا ما يجري بأنه “عقاب جماعي” لسكان لا يملكون وسيلة للدفاع عن أنفسهم، وأضاف: “لا يوجد ما يكفي من الكلمات للاعتذار لهؤلاء المدنيين، الذين تُركوا لمصيرهم وسط الدمار”.

وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن 91% من سكان غزة يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي، في وقت تواصل فيه منظمات متخصصة مراجعة الوضع لتحديد ما إذا كان القطاع دخل فعليًا في مرحلة المجاعة.

وتشير التقديرات إلى أن معظم السكان يعيشون في ظروف تصنف تحت بند “الطوارئ” أو “الكارثة”، مع ارتفاع معدلات الإصابة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.

ونقلت الصحيفة عن فرق طبية عاملة في غزة تأكيدها على أن الأوضاع المعيشية الكارثية أثرت سلبًا على قدرات المرضى على التعافي، إذ لا يتلقى المصابون بالحروق أو الجروح الشديدة الغذاء اللازم لمساعدة أجسادهم على التعافي.

وتداولت وسائل إعلام محلية مقاطع مصورة تُظهر أطفالًا يعانون من النحافة المفرطة والضعف العام، في مشاهد وصفتها الصحيفة بأنها تُجسد المأساة الصامتة داخل غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى