عبد الغني ناقش النشاط الرئاسى وإجراءات الإصلاح الاقتصادى والمرأة وجرائم الفضاء الرقمي

كتبت: هدى الفقى

في زمن تتعاظم فيه التحديات الرقمية وتتنامى فيه جرائم الفضاء الإلكتروني، لم يعد بالإمكان الاكتفاء بالمراقبة أو ردة الفعل، بل أصبحنا في حاجة ماسة إلى وقاية مجتمعية تبدأ من الخلية الأولى: الأسرة، هذا ما أكده الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني خلال مشاركته في جولة تحليلية لمانشيتات صحف الغد، ببرنامج “أخبار القاهرة” حلقة الثلاثاء من تقديم الإعلامية هبة فهمى.

وشدد الكاتب الصحفى على أن التوعية تبدأ من الأم، باعتبارها “المدرسة الأولى” التي يتلقى فيها الأبناء القيم والمبادئ قبل أن يخرجوا إلى المجتمع، مشيرا إلى أن المشكلات الناجمة عن الاستخدام غير المنضبط للتكنولوجيا في أوساط الأطفال والمراهقين تكشف عن خلل حقيقي في الأسرة.

التعامل مع الهواتف الذكية

وأكد عبد الغنى على أن التعامل مع الهواتف الذكية ومواقع التواصل يجب أن يكون بضوابط واضحة تبدأ من داخل المنزل. وقال: “حين نجد أبناءنا غارقين في الهواتف والمحتوى الرقمي طوال الوقت، فهذا معناه أننا لم ننجح في بناء الوعي الكافي، ولم نزرع فيهم قيم التحصين الذاتي”.

وفي حديثه عن المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية، الذي ناقش قضايا الجرائم الإلكترونية ضد المرأة، لفت عبد الغني إلى أهمية هذه الفعاليات التي يجب أن تتوسع لتشمل كافة شرائح المجتمع.

وأكد أن الجريمة الإلكترونية، خاصة تلك التي تستهدف النساء، مثل الابتزاز والتحرش اللفظي ونشر الصور الخاصة، أصبحت ظاهرة مقلقة تتطلب مواجهة حاسمة ليس فقط بالتوعية، بل أيضاً بتطوير التشريعات بما يتواكب مع التطورات الرقمية السريعة.

وأشار إلى أن نسبة كبيرة من ضحايا هذه الجرائم لا تتقدم ببلاغات خوفاً من الفضيحة أو الوصم الاجتماعي، مما يجعل التوعية والتمكين القانوني عنصرين أساسيين في المعالجة.

التشريعات والجهود الأمنية

وقال عبد الغنى: “نحتاج لتشريعات أكثر مرونة ومواكبة لهذا النوع من الجرائم، فالتكنولوجيا تتطور أسرع من القوانين”، قال عبد الغني، مضيفاً أن الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي باتت بيئة خصبة لهذه الجرائم، مما يفرض علينا رفع مستوى الوعي الرقمي لدى النساء والفتيات.

ولم يغفل عبد الغني الإشادة بالجهود الأمنية في مصر، حيث أكد أن وزارة الداخلية قطعت شوطاً كبيراً في التعامل مع الجرائم الإلكترونية، من خلال وحدات متخصصة قادرة على تعقب الجناة، سواء في قضايا الابتزاز أو التزوير أو الاحتيال الإلكتروني، لكنه عاد ليشدد على أن “الوعي يظل السلاح الأقوى”، خاصة حين يتعلق الأمر بالمرأة، التي يجب أن تتحصن بالمعرفة واليقظة.

واختتم عبد الغني بالدعوة إلى تحويل هذه المؤتمرات من مناسبات موسمية إلى استراتيجيات دائمة تتكامل فيها أدوار الأسرة والمدرسة والإعلام والقانون، لأن “ما لم نغرسه في الأطفال منذ نعومة أظافرهم، لن يفلح فيه أي قانون لاحق”.

النشاط الرئاسى

وفيما يخص النشاط الرئاسي الأخير ، قال عبد الغنى أنه تضمن اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي ووزير المالية، وعكس تركيزًا واضحًا على الأوضاع الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الاجتماع ناقش مستجدات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، ومتابعة مؤشرات الاقتصاد الكلي والسياسات النقدية لمواجهة التضخم، وضمان استقرار الأسواق.

“500 إجراء إصلاحي في عامين

وفى سياق قريب أوضح عبد الغني أن الدولة بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الإصلاح الاقتصادي بعد انتهاء المرحلة الأولى التي انطلقت في 2017 واستمرت حتى 2022، مؤكدًا أن مصر تحاول سد الثغرات الاقتصادية ومعالجة تداعيات الأزمات العالمية، وعلى رأسها جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وما يحدث في غزة والبحر الأحمر وتأثيره على قناة السويس.

وأضاف أن مؤشرات التعافي بدأت تظهر من خلال تحسن الاحتياطي النقدي – الذي اقترب من 60 مليار دولار – وتراجع أسعار عدد من السلع الأساسية، مع وجود استثمارات جديدة وتزايد فرص العمل، فضلًا عن تراجع تدريجي في معدلات التضخم، وهو ما أكدته مؤسسات اقتصادية دولية توقعت معدلات نمو أعلى مما وضعته الحكومة نفسها.

وأشار عبد الغني إلى أن الدولة تبذل جهودًا متوازية في رفع الأجور والمعاشات، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية بالموازنة الجديدة، إلى جانب العمل على تطوير التشريعات لحماية حقوق العاملين دون الإضرار بأصحاب الأعمال.

الدولة كانت مضطرة

وفي سياق متصل، علّق عبد الغني على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، مؤكدًا أن الدولة كانت مضطرة في فترات سابقة للتدخل بشكل أكبر في الاقتصاد، خاصة في ظل الضغوط الدولية عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، لكن الهدف الاستراتيجي يظل هو تمكين القطاع الخاص تدريجيًا بما لا يتعارض مع متطلبات الأمن القومي، مشددًا على أن مؤسسات مثل القوات المسلحة تؤدي دورًا تنمويًا وقت الحاجة، وتخضع في النهاية لسيادة الحكومة والدولة.

وقال الكاتب الصحفي، إن التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة الوزراء، أشار إلى تنفيذ الحكومة نحو 500 إجراء إصلاحي خلال العامين الماضيين، بهدف تشجيع القطاع الخاص على العودة بقوة للمساهمة في الاقتصاد الوطني.

وأوضح عبد الغني أن هذه الإصلاحات شملت تعزيز دور القطاع الخاص في الناتج المحلي، وتوفير فرص العمل، وتشجيع الاستثمار، ورفع معدلات التصدير، وهي أهداف تتسق مع ما تنص عليه وثيقة سياسة ملكية الدولة، التي تهدف إلى إعادة التوازن بين القطاعين العام والخاص، بما يسمح للقطاع الخاص بلعب دور محوري في التنمية.

الجبل الأسود

وفي تعليق على زيارة وزير خارجية الجبل الأسود للقاهرة، أوضح عبد الغني أن العلاقات بين البلدين ما زالت محدودة، ولا توجد سفارات متبادلة حتى الآن، مشيرًا إلى أن الجبل الأسود هي واحدة من جمهوريات يوغوسلافيا السابقة، وأن مصر تاريخيًا كانت لها علاقات قوية مع يوغوسلافيا، لا سيما في إطار حركة عدم الانحياز.

وأشار إلى أن التقارب مع الجبل الأسود يأتي في إطار سياسة مصر الدبلوماسية بالانفتاح على جميع دول العالم، شرقًا وغربًا، من خلال السعي لفرص استثمارية جديدة وتفعيل آليات للتشاور السياسي مع الدول الناشئة، مؤكدًا أن القاهرة تتحرك بذكاء لتوازن علاقاتها بين القوى العالمية الكبرى.

ترخيص المحال العامة

وفي شأن داخلي آخر، أشار عبد الغني إلى أن ملف ترخيص المحال العامة يمثل موردًا اقتصاديًا معطّلًا، موضحًا أن التعقيد في الإجراءات وغياب الحوكمة يؤديان إلى عزوف الكثير من أصحاب المحال عن الترخيص، ما يفوّت على الدولة فرصًا كبيرة للتحصيل الضريبي وتنظيم السوق.

وضرب عبد الغنى مثلًا بمنطقة هضبة الأهرام، التي تعاني من انتشار محال غير مرخصة، مطالبًا بتبسيط الإجراءات عبر دمج الجهات المختصة المختلفة في منظومة موحّدة.

التعليم

كما تطرق إلى ملف التعليم، موضحًا أن وزارة التربية والتعليم أعلنت عن خطة للعام الدراسي الجديد تبدأ في سبتمبر المقبل وتنتهي في يونيو، مشيرًا إلى أهمية تصريحات الوزير بشأن نسب الحضور المرتفعة وتخفيض كثافة الفصول، إضافة إلى خطة لإلغاء الفترات المسائية تدريجيًا في المدارس الابتدائية، لما لها من آثار سلبية على الأطفال.

أمن غذائى مستدام

وفي نهاية حديثه، شدد عبد الغني على أن الدولة تبذل جهودًا واضحة لضمان أمن غذائي مستدام، من خلال زيادة المساحات المزروعة بالقمح، وتحسين البنية التحتية للصوامع، مشيرًا إلى مشروعات كبرى مثل “توشكى” و”مستقبل مصر” التي أضافت نصف مليون فدان للرقعة الزراعية، مؤكدًا أن “رغيف العيش” ما زال أولوية في السياسة الاجتماعية للدولة.

جدير بالذكر أن فريق عمل حلقة “أخبار القاهرة” ليوم الثلاثاء من كل أسبوع يرأس تحريرها عزيز السيد، ويقوم بإعدادها رانيا فهمى، ويخرجها أشرف ألهم.

شاهد الحلقة كاملة:

طالع المزيد:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى