الكاتب والمحلل السياسى اللبنانى ميخائيل عوض: ” ترامب قادم وإذا لم يُغتل فسيُطيح بالجميع “

كتب: على طه

قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني ميخائيل عوض: “نشهد توترًا غير مسبوق بين واشنطن وتل أبيب، خصوصًا مع إعلان ترامب قطع الاتصال بنتنياهو، في خطوة تُعبّر عن انقلاب واضح في العلاقة التقليدية بين الطرفين”.

عوض كاتب مشهور بمواقفه القومية والعروبية. يركز في كتاباته على القضايا الاستراتيجية، خاصة ما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط.

وأضاف عوض فى حواره لفضائية “لبنان أون Lebanon On” المذاع اليوم الجمعة إن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن صدمة من إدارة ترامب، خاصة بعد تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية دون تنسيق مع تل أبيب، ما شكّل مفاجأة صاعقة للإسرائيليين الذين علموا بالأمر من التلفاز فقط.

وفى التالى نقدم أهم ما جاء فى الحوار الكاشف للمواقف والأشخاص، للمفكر ميخائيل عوض:

 مشروع الشرق الأوسط الجديد

الدكتور عوض يرى أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي روّج له نتنياهو مدعومًا بأمريكا، بدأ بالانهيار.

المنطقة تتجه نحو تحولات جذرية، ليس فقط بفعل التوازنات الإقليمية، وإنما بسبب التحول العالمي الذي تقوده “الترامبية”، أي المشروع الذي يمثله دونالد ترامب.

عن “الترامبية” كمرحلة تاريخية

وصف المرحلة الحالية بـ”الزمن الترامبي”، حيث يمثل ترامب ظاهرة غير تقليدية جاءت من خارج السياق الأمريكي التقليدي.

مشروع ترامب هو إعادة هيكلة أمريكا كليًا، والانفصال عن النظام الذي حكمها طيلة 248 عامًا، بما يشمل التفكيك التدريجي لما يُعرف بـ”حكومة الشركات الخفية” ولوبي العولمة.

ترامب ضد إسرائيل؟

حسب عوض، ترامب لا يعادي إسرائيل ككيان، لكنه يعتبرها أداة من أدوات حكومة الشركات التي يسعى لتفكيكها.

نتنياهو فشل في قراءة ترامب، وظن أنه كغيره من الرؤساء (مثل بايدن)، يمكن التلاعب به، لكنه فوجئ بأنه يتعامل مع قائد حقيقي لا مجرد واجهة.

ميخائيل عوض
ميخائيل عوض

الفرق بين ترامب وبايدن في التعاطي مع نتنياهو

بايدن – برأي عوض – مجرد “كراكوز” أو واجهة، وكان ينفّذ سياسات تمليها حكومة الشركات التي ترى في إسرائيل ركيزة أساسية.

أما ترامب، فهو يرى نفسه قائدًا للمشروع القومي الأمريكي، ويعمل على تحرير أمريكا من أدوات الهيمنة القديمة، ومن ضمنها إسرائيل.

عن الحرب على غزة واليمن

نتنياهو دخل الحرب في غزة بأوامر أمريكية من العهد السابق، لكنه فوجئ أن ترامب لن يغطي هذه المغامرات.

في اليمن، استخدم ترامب الحوثيين كاختبار للبنتاغون: إذا عجزتم عن التعامل معهم، فأنتم أضعف من أن تهاجموا إيران.

ترك نتنياهو يتصرف في غزة، حتى يُظهر فشل إسرائيل العسكري والأخلاقي، حيث لا قدرة لديها سوى قصف الأطفال والنساء، وفشلت في مواجهة المقاومة ميدانيًا.

تحّول عسكري داخل أمريكا

كشف عوض أن البنتاغون بدأ يتلقى الضربات داخل أمريكا نفسها، وترامب بدأ بإضعافه عبر تخفيض رتب الجنرالات وتقليص البنية الهرمية العسكرية، تمهيدًا لإعادة هيكلته بما يتوافق مع “أمريكا أولاً”.

إسرائيل والكيانات الأخرى أدوات يجب التخلص منها:

إسرائيل، زيلينسكي، ماكرون، أردوغان، والإخوان المسلمون… كلها أدوات صُنعت لخدمة العولمة.

ترامب، بعد أن سيطر على الداخل الأمريكي، سيبدأ بـ”شطب” هذه الأدوات، لأنها أذرع لوبي العولمة الذي يريد القضاء عليه بالكامل.

 “غزة تسطّر أسطورة جديدة في تاريخ مقاومة الشعوب”

أكد الكاتب والمفكر ميخائيل عوض أن ما يجري في غزة اليوم يمثل أسطورة تاريخية في سجل المقاومة العالمية، حيث تواجه وحدها إسرائيل ومعها محور القوى الأنجلوساكسونية الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية. وأوضح أن المقاومة الفلسطينية واجهت الهجمة بتكتيك مدروس، حيث بدأت بصواريخ كثيفة أثقلت كاهل الجيش الإسرائيلي، وعندما تعذّر على هذا الجيش تحقيق تقدم عسكري ميداني فعلي، انسحب أمام صمود المقاومة ودفع بإسرائيل إلى قلب المعركة ميدانياً، مما كبّدها خسائر فادحة.

وأشار إلى أن إسرائيل تكبّدت خسائر شملت تدمير نحو 2800 آلية عسكرية، وأن الاعترافات الإسرائيلية ظهرت من أعلى المستويات، حيث أقرّ مسؤولون بنقص العدّة والعتاد، واضطر نتنياهو إلى قبول وقف إطلاق النار بحجّة “ترميم الجيش”. عوض شبّه هذا الأسلوب بما جرى في الجنوب اللبناني سابقاً، حيث فُرضت على إسرائيل معادلة المواجهة “وجهًا لوجه”، وهو ما سلبها عناصر قوتها التقليدية مثل الطيران والاغتيالات السرية.

عن زيارة محمود عباس إلى بيروت

وتطرّق عوض إلى الحديث عن زيارة قريبة مرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت، مشدداً على أن هذه الزيارة ليست لصالح الفصائل الفلسطينية، بل تأتي في سياق وظيفة أمنية يُكلَّف بها عباس. وقال إن زيارته تهدف إلى الضغط على الدولة اللبنانية لتصفية الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أن الأمر سبق أن حدث خلال زيارة مسؤولين فلسطينيين آخرين.

وشدّد على أن عباس لا يملك شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني، بل هو امتداد لأجهزة دايتون الأمنية، ويُنظر إليه من قبل غالبية الفلسطينيين على أنه “جاسوس يعمل لصالح نتنياهو”. واعتبر أن القيادة اللبنانية أثبتت حكمة وطنيّة ورفضت الانجرار إلى مشاريع تصفية الفصائل، مشيدًا بموقف رئيس الجمهورية وقائد الجيش اللبناني في هذا السياق.

ميخائيل عوض
ميخائيل عوض

عن بشار الأسد وماكرون

وعند سؤاله عن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى فرنسا ولقائه بالرئيس الفرنسي ماكرون، وصف عوض الزيارة بأنها “استعراضية وإعلامية” تهدف لملء الفراغ السياسي والإعلامي، مشيراً إلى أن الطرفين باتا في مهب الريح، وأن “رأسيهما على المقصلة”، ليس بفعل الداخل، بل بسبب تحوّلات عميقة في الولايات المتحدة بقيادة ترامب.

قال عوض إن الزيارة لم تُضف للأسد أو لماكرون أي إنجاز يُذكر، لا داخليًا ولا دوليًا، مشيراً إلى أن قطر هي من موّلت تلك الزيارة، وحتى اللقاءات الصحفية ووفود الدعم تمت برعاية وتمويل قطري. وأضاف أن ماكرون هو اليوم أبرز واجهة للوبي العولمة في أوروبا، وهو يعمل ضمن مخطط لمواجهة ترامب ومنع تمدده في الولايات المتحدة والمنطقة، الأمر الذي يجعل منه ومن حلفائه أهدافًا مباشرة في “المقصلة الترامبية القادمة”، بحسب تعبيره.

 سقوط النظام السوري

وأوضح عوض أن سقوط النظام السوري لم يكن نتيجة انتصار خارجي أو مؤامرة معينة، بل بفعل داخلي، نتيجة فقدان الجيش والشعب الثقة بالحكم وتفكك الأجهزة والمؤسسات. وقال إن دخول الجماعات المسلحة إلى دمشق تمّ دون مقاومة تُذكر، واصفًا ما جرى بأنه “استلام وتسليم” لا يمكن احتسابه لصالح أحد، لا تركيا ولا إسرائيل.

 “أدوات العولمة تتهاوى”

هاجم عوض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصفًا إياه بأنه “منتج مباشر للعولمة”، وأنه كان قد صرّح عام 2006 بأنه سيكون “وكيلًا للشرق الأوسط الجديد”، بما يتضمن تسليم المنطقة إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأكد أن هذه الأدوات الآن في طور السقوط، وأن المرحلة القادمة تشهد تحوّلًا لصالح التوجّه الترامبي الصاعد، والذي يهدف إلى “قصقصة” أجنحة لوبي العولمة في كل مكان.

  “ترامب قادم… وإذا لم يُغتل فسيُطيح بالجميع”

أنهى عوض مداخلته بالتأكيد على أن ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض، فإن أول ضحاياه سيكون نتنياهو نفسه، وأنه سيعتبره “زبالة” ويقصيه تمامًا. وحذّر من سيناريوهات تصفيات جسدية قد تسبق عودة ترامب بفعل التوترات المتصاعدة داخل الولايات المتحدة والعالم.

ترامب
ترامب

شاهد اللقاء كاملا:

طالع المزيد:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى