محمد أنور يكتب: الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه (١ من ٥)

بيان
بدأت الساعات الأولى في الرسالة النبوية المطهرة، وبدأ التغيير الهائل وكان هناك ثلاثة يلحظون هذا التغيير الهائل الذي أخذ يرسم سماه على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهؤلاء الثلاثة هم خديجة رضي الله عنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى بن أبي طالب رضي الله عنه، وزيد خادمه.
سأل على بن أبى طالب رضي الله عنه وهو إبن عشر سنين النبي صلى الله عليه وسلم ـ ماذا أراك تصنع؟
أجابه الرسول صلى الله عليه وسلم ـ إنى أصلى لله رب العالمين.
وسأل على: ومن يكون رب العالمين ؟
علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهداه، وقال له أنه إله واحد لا شريك له.. له الخلق وبيده الأمر.. يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
لم يتردد الغلام الطاهر، فأسلم، وكان أول المسلمين، في حين كانت خديجة رضي الله عنها أول المسلمات، ومنذ ذلك اليوم وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم، لا يفارقه، يصلى معه، ويسمع له، ويراه وهو يتهيأ لتلقي الوحى.
ولد الإمام علي رضي الله عنه في الإيمان والعبادة والهدى، وأصبح صبيا يحمل تبعات الرجال فوق كاهله، لقد أشرب قلبه جمال القرآن، وعظمة وجلال أسرار القرآن، وشهد نزول القرآن آية آية؛ حتى صار جدير بأن يقول وهو صادق.
يقول الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه: سلونى، وسلونى، وسلونى عن كتاب الله ما شئتم، فوالله ما من آية من آياته إلا وأنا أعلم أنزلت في ليل، أم في نهار.
قطع حياته وقضى أيامه على الأرض في كفاح موصول، ونضال لم يعرف الراحة يوما، أعطى القرآن عزائمه، وعلمه، وعمله، فكان منه في رياض مونقة وأعلام بينة، هو الذي علم الناس فيما بعد، أنه ليس الطريق لمن سبق، بل لمن صدق، أنه الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، يخطب في أول جمعة له بالكوفة، وهو أمير المؤمنين ويقول:( أوصيكم عباد الله بتقوى الله؛ فإن تقوى الله خيرا ما تواصى به عباده، وأقرب الأعمال لرضوانه، وأفضلها في عواقب الأمور عنده، وبتقوى الله أمرتم، وللاحسان خلقتكم، فاحذروا من الله ما حذركم نفسه، واعملوا من غير رياء ولا سمعة، واعملوا لله، فإن من عمل عملا مخلصا لله تولاه الله، واعطاه الله فضل نيته، أنه الإمام يستحق لأنه يستحق.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى