“إلغاء الهبوط” يشعل أزمة كروية: بين الإنقاذ والتفريط بالعدالة

كتب: هشام علام
في خطوة غير مسبوقة، فجّرت رابطة الأندية المصرية موجة واسعة من الجدل بقرارها إلغاء الهبوط من الدوري الممتاز هذا الموسم، قرار انقسم حوله الشارع الرياضي، ما بين من يراه إنقاذًا للأندية العريقة، ومن يعتبره طعنة في قلب العدالة الرياضية.
الجدل لا يتعلق فقط بقرار إداري، بل يمتد ليكشف عن أزمة أعمق تتعلق بفلسفة التنافس، ومفهوم العدالة، ومستقبل كرة القدم المصرية.
طولان: البطولة في مهب الريح
المدير الفني القدير حلمي طولان لم يُخفِ استياءه، واعتبر القرار بمثابة “مجاملة مرفوضة” لأندية لم تنجح في كسب معركتها داخل المستطيل الأخضر.
وقال بلهجة حاسمة:”عندما يُعاد تشكيل القوانين في منتصف الطريق، فإننا لا نصنع بطولة بل نُجهز على ما تبقى منها. إذا غابت المنافسة النزيهة، فلن يجد اللاعبون دافعًا للعطاء، وستتحول البطولة إلى حلبة للترضيات السياسية والجماهيرية.”
رمضان السيد: حين تفقد كرة القدم قيمتها
من جانبه، عبّر نجم الأهلي الأسبق رمضان السيد عن مخاوفه من انعكاسات القرار على مستقبل اللعبة، قائلًا:”إذا لم يعد الأداء هو الفيصل، فما الدافع الحقيقي وراء كل مباراة؟!وحذّر من أن الدوري سيخسر قيمته أمام الجماهير والمستثمرين، مضيفًا:”كرة القدم لعبة منافسة لا مساومة. وأي تهاون في العدالة سيدفع ثمنه الجميع.”
عبدالسميع: حماية “الكرة الشعبية” ضرورة وطنية
في الجهة المقابلة، دافع المدرب محمد عبدالسميع عن القرار، معتبرًا إياه “تدخّلًا حكيمًا في وقت استثنائي”، مشيرًا إلى أن الفرق الجماهيرية مثل الإسماعيلي والمصري تمثل عمقًا تاريخيًا وجماهيريًا يصعب تعويضه.
وقال:”لسنا ضد العدالة، لكن ماذا عن العدالة في ظل ضغط المباريات، والأزمات المالية، والتخبط الإداري؟ هذه الأندية تحتاج إلى فرصة لتلتقط أنفاسها، لا إلى حكم بالإعدام الكروي.”
أحمد بلال: دعوة لإصلاح جذري قبل أي عقاب
أما المهاجم الدولي السابق أحمد بلال، فطالب بالتعامل مع الأزمة بمنطق إصلاحي لا عقابي، قائلاً:”أنا مع إلغاء الهبوط، لكن بشرط أن يكون بداية لإعادة ترتيب المشهد الكروي بالكامل.”
وأشار بلال إلى أن ما يشهده الموسم من أخطاء تحكيمية، وتكدس في الجدول، وتأجيلات عشوائية، يجعل من المستحيل إصدار أحكام نهائية، مطالبًا بوضع قانون رياضي موحّد ينظّم العلاقة بين جميع أطراف اللعبة.
في الميزان: عدالة مشروطة أم استثناء مبرر؟
يبقى السؤال: هل يمكن أن نُصلح ما فسد دون أن نخسر روح المنافسة؟ وهل يكون إنقاذ الأندية الجماهيرية سببًا في هدم أسس العدالة الرياضية؟
ما بين صوت العقل وصوت الجماهير، يقف الدوري المصري على مفترق طرق، قد يُحدد مستقبل اللعبة لعقود قادمة.