الزلازل في مصر.. هل التكنولوجيا الحديثة طوق النجاة؟ خبير يجيب

كتب: إسلام فليفل
شعر سكان محافظات مصر مؤخرًا بهزات أرضية متتالية، أعادت إلى الأذهان ذكريات زلزال عام 1992 الأليمة.
مصر، بحكم موقعها الجغرافي بالقرب من حزام النشاط الزلزالي، ليست بمنأى عن هذه الظواهر، مما يطرح تساؤلات مهمة منها: هل نحن جاهزون لمواجهة سيناريوهات زلزالية أكثر حدة؟ وهل يمكن للتقنيات الحديثة أن تقدم لنا حلاً؟.
في هذا السياق، قال أسامة شبكة، خبير تكنولوجيا المعلومات لموقع “بيان”: إن التنبؤ الدقيق للغاية بالزلازل حلمًا بعيد المنال للعلماء، رغم التقدم في فهم آليات الزلازل.
وتابع: لا تزال القدرة على تحديد التوقيت والمكان والقوة بدقة كافية لإصدار تحذيرات فعالة محدودة في بعض الدول، ومن هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي.
وأشار شبكة، إلى أن الباحثون يعكفون على استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من البيانات الزلزالية، بما في ذلك بيانات المستشعرات والتغيرات الجيوفيزيائية.
مؤكدًا على أن الهدف هو اكتشاف أنماط وعلاقات خفية قد تُشير إلى إقتراب حدث زلزالي، على سبيل المثال، يمكن للشبكات العصبية معالجة إشارات الميكروزلازل (الهزات الصغيرة جدًا) لتحديد زيادة غير طبيعية في نشاطها قد تسبق زلزالًا كبيرًا، ومع ذلك، يوضح أسامة شبكة، أن التنبؤ الدقيق بالزلازل يواجه تحديات هائلة بسبب التعقيد الشديد للنظام الجيولوجي.
ويقول أسامة شبكة: رغم ذلك، يظل الذكاء الاصطناعي أداة واعدة لتحسين فهمنا للظاهرة وتقديم مؤشرات مبكرة، حتى لو لم تصل إلى حد التنبؤ الفوري، فإن استخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة الأزمات الزلزالية هو مجال ذو تطبيقات عملية مهمة جدًا ويمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا في تقليل الخسائر إذا تم الإعتماد عليها بشكل كبير، حيث تتضمن التطبيقات المحتملة:
• أنظمة الإنذار المبكر (Early Warning Systems): يمكن للمستشعرات المتطورة اكتشاف الموجات الأولية للزلزال وإصدار تحذيرات فورية عبر تطبيقات الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي. مما يمنح السكان بضع ثوانٍ ثمينة لاتخاذ إجراءات وقائية بسيطة.
• تقييم الأضرار بالدرونز والذكاء الاصطناعي: بعد الزلزال، يمكن للطائرات المسيرة (الدرونز) المزودة بكاميرات عالية الدقة وتقنيات المسح ثلاثي الأبعاد تقييم سريع وشامل للمناطق المتضررة. يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل الصور لتحديد المباني المنهارة والمناطق التي تحتاج إلى إغاثة عاجلة، مما يوجه فرق الإنقاذ بكفاءة.
• خرائط الأضرار التفاعلية والتحليلات الجغرافية المكانية (GIS): يمكن استخدام أنظمة المعلومات الجغرافية لإنشاء خرائط تفاعلية توضح الأضرار، وتوزيع السكان المتضررين، ومواقع مراكز الإيواء، مما يسهل تخطيط الاستجابة.
• تحسين الاتصالات في الطوارئ: يمكن استخدام شبكات اتصالات مرنة تعتمد على الأقمار الصناعية أو أنظمة شبكات الميش لضمان استمرارية الاتصال، مع مساعدة الذكاء الاصطناعي في إدارة حركة البيانات وتحديد الأولويات.
• المساعدة الافتراضية والروبوتات: تطوير روبوتات للبحث والإنقاذ قادرة على الدخول إلى الأماكن الخطرة، واستخدام مساعدين افتراضيين مدعومين بالذكاء الاصطناعي لتقديم معلومات وإرشادات للمتضررين.
واختتم شبكة، الحديث قائلًا: للاستفادة القصوى من هذه التقنيات، على مصر أن تتبنى استراتيجية شاملة تتضمن:
• الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتطوير شبكات اتصالات قوية.
• تعزيز البحث والتطوير في مجالات الزلازل والذكاء الاصطناعي.
• بناء القدرات البشرية وتدريب الكوادر المتخصصة.
• وضع خطط استجابة متكاملة وفعالة تدمج أحدث التقنيات.
• التوعية العامة بكيفية التصرف أثناء وبعد الزلازل.