فتح قبر المسيح لأول مرة منذ قرون: اكتشاف يُعيد رسم ملامح التاريخ المقدس | صور

مصادر – بيان

في لحظة تاريخية غير مسبوقة، نجح علماء آثار في فتح قبر يسوع المسيح الكائن داخل كنيسة القيامة بمدينة القدس للمرة الأولى منذ مئات السنين، كاشفين عن تفاصيل مذهلة أعادت تسليط الضوء على واحد من أكثر المواقع قدسية في العالم المسيحي، ومثيرة بذلك تساؤلات جديدة حول الحقائق التاريخية المتعلقة بصلب ودفن المسيح.

قبر المسيح   

رغم الجهود المضنية للعلماء والباحثين، لا تزال الدقة الجغرافية لمكان دفن المسيح محل غموض نسبي، إلا أن التاريخ والكتاب المقدس يتفقان على أن كنيسة القيامة تحتضن الموقع الذي دُفن فيه المسيح، على مقربة من المكان الذى قيل إنه تم صلبه قيه، ووفقًا لما ورد في الأناجيل.

وتعود بداية ارتباط الموقع بالمسيحية إلى العام 326 ميلاديًا، عندما أمر الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير ببناء كنيسة على الموقع الذي اعتقدت والدته هيلانة أنه يحتوي على قبر المسيح، وساعدها الأسقف أوسابيوس في تحديد الموقع، ما جعل كنيسة القيامة نقطة انطلاق للحج المسيحي عبر القرون.

العلماء يحققون اكتشافًا ثوريًا بفتح قبر المسيح لأول مرة منذ مئات السنين
العلماء يحققون اكتشافًا ثوريًا بفتح قبر المسيح لأول مرة منذ مئات السنين

قرون من الترميم والصراع الطائفي

ومرت الكنيسة بعدة مراحل من الترميم والهيمنة، أبرزها خلال حقبة الحملات الصليبية، التي تركت تأثيرًا واضحًا على المعمار والرمزية الروحية للمكان.

وفي عام 1545، انهار برج الجرس الخاص بالكنيسة، ما دفع الرهبان الفرنسيسكان لتكثيف جهودهم في إعادة ترميمها، ومن ثم في عام 1555 تم وضع لوح رخامي على القبر لحمايته من تآكل الزمن ومن الزوار المتحمسين.

اللوح ظل في مكانه دون أن يُرفع لأكثر من أربعة قرون، حتى جاءت اللحظة الحاسمة في عام 2016، حين أُعلن عن بدء مشروع ترميم واسع النطاق.

مدينة القدس حيث يوجد قبر المسيح
مدينة القدس حيث يوجد قبر المسيح

الصراع على السيادة 

تميزت أعمال الترميم بتعقيد إداري كبير بسبب تقاسم الوصاية على الكنيسة بين ثلاث طوائف رئيسية: الكاثوليك، الأرمن الأرثوذكس، واليونان الأرثوذكس.

وقد تجسدت إحدى أبرز صور هذا التنازع في وجود ما أطلق عليه: “السلم غير القابل للتحريك”، وهو سلم خشبي من أرز لبنان ظل في مكانه لأكثر من 250 عامًا، رمزًا للصراعات الداخلية وعدم الاتفاق بين الطوائف.

لكن تحت ضغوط التدهور البنيوي واحتمال الانهيار، توحدت الجهود أخيرًا في سبيل إنقاذ الكنيسة من السقوط.

2016: اللحظة المفصلية  

قاد باحثون من جامعة أثينا مشروع ترميم معماري وعلمي دقيق في العام 2016، حيث أُزيل اللوح الرخامي الذي كان يغطي القبر، ليتم الكشف عن حجرة لم تُشاهد منذ قرون.

كانت هذه لحظة محورية في علم الآثار الديني، حيث أُتيح للعلماء لأول مرة منذ مئات السنين أن يفحصوا الحجرة الأصلية المصنوعة من الحجر الجيري.

لم يكن الهدف فقط الترميم المعماري، بل فتح صفحة جديدة من التحقيق العلمي في مدى تطابق الواقع مع الروايات الدينية والتاريخية حول دفن المسيح.

القدس تحتضن التاريخ والروح معًا

ما تم اكتشافه في قبر المسيح هو أكثر من مجرد موقع أثري؛ إنه صلة حية بين الماضي المقدس والإيمان الحاضر.

المشروع الذي جمع بين أحدث الوسائل التقنية وأعمق أشكال التقديس الروحي، يمثل لحظة نادرة تلتقي فيها العقيدة بالعلم، ويؤكد أن القدس ستظل دائمًا قلبًا نابضًا للروحانية والتاريخ الإنساني.

إيمان يتجدد وأسئلة تُطرح من جديد

رغم أن الاكتشاف لم يحسم كل الأسئلة التاريخية، إلا أنه أعاد إحياء الحوار بين الدين والعلم، وأكد أن البحث عن الحقيقة لا ينتهي، بل يتجدد مع كل طبقة تُزال، وكل حجر يُحرَّك، فالكنيسة التي شهدت صراعات وعصورًا متبدلة، لا تزال حتى اليوم محورًا لفهم أعمق لتاريخ الإنسانية وموروثها الروحي الأصيل.

العلماء يحققون اكتشافًا ثوريًا بفتح قبر المسيح لأول مرة منذ مئات السنين
العلماء يحققون اكتشافًا ثوريًا بفتح قبر المسيح لأول مرة منذ مئات السنين

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى