نظارة ذكية تقلل أخطاء الدواء بنسبة 99%

كتب: ياسين عبد العزيز:
كشفت دراسة علمية حديثة عن تطوير جهاز ذكي يمكن أن يقلل بشكل كبير من نسبة الأخطاء الطبية المتعلقة بإعطاء أدوية خاطئة أو جرعات غير دقيقة للمرضى، خاصة في بيئات الطوارئ وغرف العمليات التي تعمل تحت ضغط شديد.
“ألكان أوتو” تُعلن عن إطلاق سيارات ArcFox الكهربائية الذكية قريبًا في مصر
وأكدت الباحثة والطبيبة كيللي مايكلسن، من جامعة واشنطن، أن الابتكار الجديد عبارة عن نظارة مزودة بكاميرا مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، قادرة على مسح البيئة المحيطة وتحليل بيانات الحقن والقوارير الطبية المستخدمة للتأكد من صحة الأدوية التي يتلقاها المريض.
ويواجه الأطباء، خصوصاً في أقسام التخدير والطوارئ، تحديات متكررة عند إعداد الأدوية في أوقات حرجة، ما يؤدي أحياناً إلى إعطاء المريض دواءً خاطئاً أو بجرعة غير مناسبة.
وتشير تقارير طبية إلى أن خطأ دوائياً واحداً يحدث لكل عشرين مريضاً على الأقل، فيما تؤثر مثل هذه الأخطاء على نحو 1.3 مليون شخص سنوياً في الولايات المتحدة، وتتسبب في وفاة واحدة كل يوم، بحسب منظمة الصحة العالمية.
اعتمدت مايكلسن وفريقها على فيديوهات حقيقية مسجلة لأطباء داخل غرف العمليات خلال تحضير الأدوية، واستغرق الأمر سنوات من العمل للحصول على الموافقات القانونية لتدريب نظام الذكاء الاصطناعي على هذه البيانات، قبل أن يبدأ الفريق في تطوير النموذج الفعلي للنظارة.
وتم اختبار النموذج الأولي داخل بيئة معملية تحاكي ظروف العمليات الطبية، وأظهرت النتائج قدرة النظارة على اكتشاف أخطاء تبديل القوارير بدقة وصلت إلى 99.6%.
ويعود سبب نجاح النظام إلى قدرته الفورية على قراءة الملصقات الموضوعة على قوارير الدواء وتحليل محتواها بدقة، ثم تحذير الطبيب في حال وجود أي تناقض.
ويشكل هذا الابتكار حلاً عملياً لأحد أخطر التحديات التي تواجه العاملين في المجال الطبي، خاصة أن التشابه في شكل القوارير أو تسارع خطوات إنقاذ حياة المريض قد يؤدي إلى وقوع خطأ طبي قاتل.
بدأت عدة مستشفيات حول العالم بالفعل باستخدام أنظمة حماية بديلة مثل الباركودات الملونة وأنظمة التحقق المزدوج، إلا أن دمج الذكاء الاصطناعي في النظارات الواقية يمثل نقلة تقنية جديدة قد تسهم في تقليل تلك الأخطاء إلى الحد الأدنى، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة وسرعة في اتخاذ القرار.
لا يزال الابتكار قيد التجريب، وينتظر حالياً موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاعتماده رسمياً، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أنه قد يكون متاحاً قريباً داخل غرف العمليات كمساعد تقني موثوق، يساعد الأطباء على التركيز الكامل في المهمة الأساسية دون القلق من أخطاء غير مقصودة.