من هم أطراف اجتماع مدريد المناصرة للحقوق الفلسطينية؟.. مجموعة مدريد واللجنة العربية الإسلامية المشتركة

مصادر – بيان

في تطور دبلوماسي لافت، اجتمعت أمس الأحد اللجنة العربية الإسلامية الوزارية المشتركة مع مجموعة مدريد وعدد من ممثلي الدول الأوروبية في العاصمة الإسبانية، في لقاء يُعد استثنائيًا من حيث التوقيت والمضمون، ويعكس تصاعد الضغوط الدولية الرامية إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وفتح مسار سياسي عادل يعيد الاعتبار لحل الدولتين.

ما هي اللجنة العربية الإسلامية المشتركة؟

اللجنة العربية الإسلامية المشتركة هي هيئة وزارية تم تكليفها من القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية، التي انعقدت لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وتعثر الجهود الدولية في إيجاد تسوية سياسية.
تتشكل هذه اللجنة من مجموعة الاتصال التابعة لجامعة الدول العربية إلى جانب منظمة التعاون الإسلامي، وتُكلَّف بتمثيل الموقف العربي والإسلامي في المحافل الدولية، ونقل رسائل سياسية ضاغطة على العواصم الغربية، لدفعها نحو مواقف أكثر جدية بشأن وقف الحرب والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ما هي مجموعة مدريد؟

مجموعة مدريد هي تحالف سياسي ناشئ يضم مجموعة من الدول الأوروبية والعربية الفاعلة، التي تتبنى مواقف متقدمة بشأن القضية الفلسطينية، وعلى رأسها إسبانيا، التي تقود هذا التحرك بديناميكية واضحة.
وتتكون المجموعة من:

  • الدول الأوروبية التي اعترفت مؤخرًا بفلسطين: إسبانيا، النرويج، أيرلندا، وسلوفينيا.

  • دول عربية وإسلامية ضمن لجنة الاتصال العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وتهدف المجموعة إلى الترويج لحل الدولتين كطريق وحيد لوقف الصراع، ومواجهة الانسداد السياسي المستمر، كما تسعى إلى وقف إطلاق النار في غزة، وفرض ضغوط مباشرة على إسرائيل عبر أدوات دبلوماسية واقتصادية.

محاور الاجتماع ونتائجه

ركز الاجتماع على سلسلة من الإجراءات والمطالب لوقف المجازر في غزة، والضغط على الحكومة الإسرائيلية، تمثلت في ثلاث خطوات رئيسية:

  1. فرض عقوبات على إسرائيل عبر الاتحاد الأوروبي أو بشكل منفرد من قبل كل دولة.

  2. وقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، لاسيما في ظل المجازر التي يرتكبها جيشها بحق المدنيين في قطاع غزة.

  3. محاسبة الشخصيات السياسية الإسرائيلية التي تعرقل الوصول إلى حل سياسي، خاصة من يرفض حل الدولتين.

كما دعا المجتمعون إلى:

  • إدخال المساعدات الإنسانية فورًا وبشكل حيادي إلى غزة، دون إشراف الجيش الإسرائيلي.

  • الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين من قِبل المزيد من الدول، باعتباره السبيل الوحيد نحو سلام دائم في الشرق الأوسط.

إسبانيا تقود الزخم الأوروبي

في موقف حاسم، أكد وزير الخارجية الإسباني أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” في غزة، معلنًا استمرار المبادرات الدبلوماسية لوقف الحرب.

ولم يكن هذا مجرد موقف خطابي؛ فقد وافق البرلمان الإسباني مؤخرًا على مشروع قانون يحظر تصدير الأسلحة إلى الدول التي تحقق معها المحكمة الجنائية الدولية بتهم الإبادة الجماعية، وهو ما يُعتبر خطوة مباشرة لمنع صفقات الأسلحة مع إسرائيل.

“مدريد+”: نحو تحالف دولي أوسع

من المتوقع أن تتوسع مجموعة مدريد لتضم دولًا أخرى تحت اسم “مدريد+”، تضم بلدانًا نشطة في دعم حل الدولتين، وتعمل على بلورة موقف دولي جماعي أكثر فاعلية لوقف العدوان وإطلاق عملية سلام حقيقية.

سياق اللقاء

يأتي هذا التحرك في ظل تعثر الجهود الأمريكية، وتصاعد الشكوك بشأن ما يسمى بـ”مؤسسة إغاثة غزة” المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، حيث بدأت السلطات السويسرية التحقيق في أنشطتها المشبوهة.

وأخيرا فأن لقاء مدريد بين اللجنة العربية الإسلامية ومجموعة مدريد الأوروبية يمثل تحولًا جديًا في الخطاب السياسي والدبلوماسي الدولي تجاه العدوان الإسرائيلي، وينذر بمرحلة جديدة من الضغوط متعددة الأطراف لفرض وقف إطلاق النار، وكبح جماح الاحتلال، والتأسيس لاعتراف دولي أوسع بدولة فلسطين.

ولكن يبقى السؤال: هل تلتقط القوى الكبرى الإشارة، أم تستمر في سياسة العجز والصمت؟!.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى