كتب – سيد كريم

شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 تراجعًا ملحوظًا تزامنًا مع انخفاض أسعار المعدن النفيس على المستوى العالمي، وذلك في ظل تعافي الدولار الأمريكي الذي أثّر بشكل مباشر على تحركات السوق المحلية.

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء

وسجل عيار 24 في مصر 5280 جنيهًا للجرام، بينما بلغ عيار 21 سعر 4620 جنيهًا، وعيار 18 نحو 3960 جنيهًا، كما استقر سعر جنيه الذهب عند 36960 جنيهًا.

هذا التراجع جاء بعد أن هبطت أونصة الذهب العالمية بنسبة 1.1% إلى 3292 دولارًا للأونصة، مقارنة بفتح التداول عند 3346 دولارًا، وفقًا لتحليل موقع جولد بيليون.

شهد الذهب تحركات متقلبة في الأيام الماضية بعد موجة ارتفاع قوية خلال الأسبوع السابق، حيث انتظر المستثمرون مزيدًا من المحفزات لتحديد اتجاه المعدن في السوق، وسط تقارير عن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي، والتي كانت مقررة في يونيو.

بدلاً من ذلك، تم تأجيل الموعد النهائي إلى التاسع من يوليو للسماح بمحادثات بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، وهو ما أعطى بعض الاستقرار للأسواق وشجع على تفضيل الأصول ذات المخاطر مثل الأسهم، التي شهدت ارتفاعًا في العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأمريكية.

ورغم الخسائر التي سجلها الذهب خلال هذا الأسبوع، لا يزال المعدن النفيس يحظى بدعم نسبي بفضل المخاوف المستمرة حول تأثير الرسوم الجمركية طويلة الأمد على الاقتصاد العالمي، وتأثيرها على معدلات التضخم والنمو.

كما يؤثر اتساع عجز الموازنة الأمريكية على أسعار الذهب، خاصة بعد أن أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون ضريبي من المتوقع أن يزيد الدين الفيدرالي بمقدار 3.8 تريليون دولار خلال العشر سنوات القادمة، مما يرفع المخاوف حول استدامة المالية الأمريكية، ويضع ضغوطًا على الدولار الذي يعتبر منافسًا رئيسيًا للذهب.

في الوقت نفسه، خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية، مما أدى إلى موجة بيع واسعة لسندات الخزانة الأمريكية، وارتفاع في عوائد السندات.

ومع ذلك، شهدت عوائد السندات انخفاضًا من ذروتها في تعاملات الثلاثاء، واستقر الدولار مما أثر سلبًا على أسعار الذهب.

وحذر نيل كاشكاري رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس من أن الرسوم الجمركية يمكن أن تسبب ركودًا تضخميًا، أو تباطؤًا في النمو مع ارتفاع التضخم، بينما أشار إلى أن البنك المركزي الأمريكي من غير المرجح أن يخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، ما يزيد من حالة الترقب لدى المستثمرين.

يركز المستثمرون هذا الأسبوع على خطابات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي والمؤشرات الاقتصادية القادمة، مثل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، والتي ستكون مؤشرات مهمة لتحديد مسار أسعار الفائدة ومستقبل الذهب في الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة.