ضباط البحرية الأمريكية يرفضون قانون الذقن الجديد

وكالات
أشعلت سياسة جديدة للعناية الشخصية في سلاح مشاة البحرية الأمريكية موجة من الغضب والجدل، خاصة بين الضباط السود، بعد أن فرضت إرشادات جديدة قيودًا صارمة على من يعانون من حالة جلدية تُعرف باسم “التهاب جريبات الشعر الكاذب”، أو ما يُعرف بنتوءات الحلاقة، وهي حالة شائعة بشكل خاص بين الرجال ذوي الشعر المجعد أو الخشن.
ترامب يصعّد سياساته الاقتصادية ويثير قلق الأسواق الأمريكية
وبدأت السياسة، التي أُعلنت في مارس الماضي ونشرتها شبكة “NBC”، تثير قلقًا واسعًا، حيث تنص على أن استمرار هذه الحالة الجلدية دون تحسن قد يؤدي إلى فصل الجندي من الخدمة العسكرية.
فرضت السياسة الجديدة في عهد العميد ديفيد ر. إيفرلي، القائد الحالي لسلاح مشاة البحرية، تغييرًا جذريًا في الإجراءات السابقة التي تم اعتمادها منذ عام 2022.
حينها، كانت التعليمات تمنح العسكريين الذين يعانون من هذه الحالة الجلدية إعفاءات طبية دائمة أو مؤقتة من الحلاقة، في حال أثبتت التقارير الطبية عدم فعالية العلاجات الموضعية.
أما الآن، فقد باتت الإعفاءات مهددة بالإلغاء، حيث يُطلب من أفراد الخدمة الخضوع لتقييم طبي خلال 90 يومًا، وإذا لم يتحسن وضعهم بعد عام من العلاج، فإن الأمر يعود إلى تقدير القائد الذي قد يقرر إنهاء خدمتهم نهائيًا.
وقد وصف عدد من الأطباء والمراقبين هذه السياسة بأنها غير إنسانية ومتحيزة، وقال الطبيب كريس أديجون، المختص في أمراض الجلدية والمقيم في ولاية كارولينا الشمالية، إن هذا القرار “موجه بشكل واضح ومتعمد ضد فئة معينة”.
ويُنظر إلى التعديل الأخير باعتباره انتكاسة في مجال المساواة داخل الجيش، حيث يشعر كثير من العسكريين السود بأنهم مستهدفون بإجراءات تؤثر بشكل غير متناسب عليهم.
يشكل الضباط السود ما يقرب من 18% من أفراد سلاح مشاة البحرية الفاعلين، وفقًا للتقديرات، رغم عدم احتفاظ القيادة العسكرية ببيانات ديموغرافية دقيقة حول التوزيع العرقي.
وتبرر القيادة العسكرية هذه الإجراءات بأنها تهدف إلى تعزيز “القدرة القتالية والاستعداد الحربي الكامل”، مشيرة إلى أن اللحى قد تعيق إحكام أقنعة الغاز، وهو ما قد يهدد سلامة الجنود في المعارك، إلا أن دراسات أخرى تناقض هذا الطرح، فقد بيّنت إحدى التجارب أن حتى الطيارين الذين تجاوز طول لحاهم قدمًا تمكنوا من الحفاظ على إحكام أقنعتهم في ظروف محاكاة لخفض ضغط المقصورة.
وعلى جانب آخر، كشفت أبحاث منشورة في مجلة الطب العسكري عن وجود علاقة بين الإعفاء من الحلاقة وتأخر الترقيات، مما يزيد من الشعور بالتمييز الوظيفي لدى الضباط المتأثرين.
كما أثارت هذه التعديلات مخاوف من فقدان العديد من الكفاءات لمجرد أسباب تتعلق بالمظهر الشخصي، وهو ما قد يؤثر على الروح المعنوية والانضباط داخل وحدات الجيش.
وتأتي هذه التعديلات في وقت حرج، إذ أمر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث في مارس الماضي بإجراء مراجعة شاملة لمعايير اللياقة والنظافة في جميع فروع الجيش، وهو ما يعني أن التغييرات قد تكون أوسع نطاقًا في المستقبل القريب.