” قل شكوتك “.. شبه زواج

كتبت: أسماء خليل
ترددتُ كثيرا قبل إرسال مشكلتي إليكم ؛ لأنني لا أجد لها حلًّا، فتلك المشكلة باتت تؤرقني، فأنا أشعر أنني أعيش نصف حياة، بَين بَين، ولا يوجد شيء بالمنتصف ليريح أعصابي التي سأمت التغيير المفاجئ، ربما رفيقي مريض نفسيًّا؟!.. وربما هو حكيم؟!.. أنا لا أعلم- في تلك المرحلة من حياتي- سوى الحَيرة والقلق.
أعتقد أن ما سبق هو مقدمة مناسبة لشكوى أرسلتها السيدة “س.ط”.. عبر البريد الإلكتروني، راجيةً من الله تعالى أن تجد من يشاركها همومها؛ لتصل إلى بر الأمان بحل مناسب لما تشكو منه.
المشكلة
أنا ” س.ط ” زوجة في الثامنة والعشرين من سِنِي عمري، أجد أن أول ما يتبادر إلى ذهني؛ هو أني حاصلة على شهادة جامعية، وقد تم الاتفاق فيما بيني وبين زوجي على عدم العمل، وأن أقوم بأعظم مهمة وهي رعاية بيتي وأولادي.
زوجي ثلاثيني العمر يعمل كمهندس ناجح، نحيا في بحبوحة من العيش بأحد أحياء القاهرة، وقد رزقنا الله – سبحانه و تعالى – بولدين مازالا في طريقهما لالتماس الحياة.
كان ظهور زوجي كشريك في حياتي شيئا أسعدني جدا؛ فقد كان ذا هيئة وخلق رائعين وذلك بشهادة المقربين وغيرهم .. تمت خطبتنا وزواجنا في جو من السعادة الأسرية بين كلا الطرفين.
تبدأ مشكلتي الحقيقية سيدتي منذ بداية زواجي؛ حيث شعرت بحق أنني متزوجة نصف زواج ؛ فزوجي قرابة الأسبوعين من الشهر يكن لطيفًا معي و مع أطفالنا ويلبي كل ما أريد.. وأنا ذات طبعٍ هادئ، حيث أنني أحب الحياة ففي حين تواجد أي مشكلة بيننا كنت أعالجها في لحظتها.
ولكن حين تهب العاصفة القوية، التي تختلف عن المشكلات العادية، فليس باستطاعتي الوقوف أمامها بسبب شدتها ؛ حيث أنه في نهاية هذين الأسبوعين مع أي خلاف بسيط جدا؛ يقلب الحياة رأسا على عقب ولا أحد يقدر أن يجعله يهدأ أبدا؛ ثم يخاصمني خصامًا تامًّا فيما يقرب ما يتبقى من الشهر.
يصمت الرجل ولا يتحدث بأي كلمة ولا يأكل بالمنزل ويغلق على نفسه حجرة الأطفال ولا يبيت معي.. يعيش حياته وكأنه لا يوجد من حوله بالكون، يذهب لعمله في الموعد المحدد ويجلس على المقهى ليلا مع أصدقائه، ويزور والديه وأخوته، وكأنني لا شيء أنا وأولادي.
أحاول في تلك الأثناء الصلح معه ومحايلته والتودد إليه؛ ولكنه يأبى.. فأظل أبكي حتى الذبول، وبمجرد انتهاء هذين الأسبوعين تقريبا ومع أتفه موقف يعود للضحك معنا والكلام وكأن شيئًا لم يكن .
حاولت كثيرا بطرق مختلفة وتناقشت معه أثناء فترة رواجه معي؛ أن لماذا كل هذا التغيير والخصام وهل يوجد ما أخطأ به في حقه وأنا لا أعلم ؟!.
فيرد قائلا : لا شيء، دعينا نعيش حياتنا بلا مشاكل ولا تتناقشي كثيرا، ولا يريد أبدا أن يخبرني ما هي حقيقة اللغز الذي أعيش به.. لقد مللت وتعبت من تلك الحياة الزوجية معه بذلك الشكل.
إن الهزال – في تلك الفترة التي يخاصمني بها – كاد أن يتمكن من جسدي ونفسيتي فيدمرهما.. لا أعلم ماذا أفعل سيدتي ؟!.
الحـــــــــــــل
عزيزتي ” س.ط ” كان الله بالعون..
أحب أن أخبركِ عزيزتي- في البداية- عن معتقد خاطيء؛ حيث يشاع وسط النساء أن الرجال “يخافون من الالتزام” بعلاقة عاطفية ثابتة لمدة طويلة لأنهم يحبون الحرية والاستقلالية في الحياة؛ إلا أن نتائج دراسة أجريت عام 2015 ، ونُشرت نتائجها مؤخرا أكدت أن الرجال يفضلون العلاقات المستقرة مع امرأة واحدة، بنسب تتجاوز ما هو عليه الحال لدى النساء.. وذلك نقلا عن موقع صحيفة “دي فيلت”.
وعليه فليس من المؤكد أن زوجكِ ينفر من الحياة الزوجية، وأيضا أنا لا أعتقد أنه يعاني من اضطراب نفسي خطير؛ إذ أنه في أيام الخصام يمارس حياته بشكل عادي من ذهاب للعمل وتزاور للأقارب، واستمرار كل رويتنه اليومي، ولكن ما السبب إذن ؟!.
إن تلك الحالة التي يمر بها زوجكِ عزيزتي، ترجع إلى احتمالية عوامل كثيرة منها مزاجية بعض الرجال ؛ فهناك رجال” موديون ” بشكل كبير، أي أنهم متقلبوا المزاج دون مبرر إذ أن تقلب المزاج يعود به بعض الأطباء النفسيين إلى نوع من أنواع الاكتئاب.
وربما لأسباب أخرى مثل الهروب من مسؤوليات الزواج، أو بسبب مشاكل ذاتية يمر بها كالشك والغيرة والأنانية وحب الذات وعدم الشعور بالاكتفتاء او الشعور بالاهمال وعدم التقدير …إلخ ،،
عليكِ عزيزتي بمحاولة مناقشته بشكل جاد والإلحاح عليه كي تعرفي سبب ذلك الخصام الطويل المنتظم، لابد أن يخبركِ إذ أنه ربما تكون لديكِ أخطاء وهو لا يريد أن يجرحكِ، وفي حال رفضه ذلك جربي أن تخاصميه أنتِ الأخرى ريثما يعود ضاحكا؛ فربما يتداوى بنفس الداء إذا شعر بما يفعله بغيره من جرح نفسي.
ولابد عليكِ أن تتزيني طوال مدة الخصام وكوني في أفضل حال وتدللي بإظهار جمالكِ وأنوثتكِ فسوف تظل العلاقة الطيبة هي المفتاح السحري لقلب الزوج ..وفي حال عدم الاستجابة أيضا، عليكِ في هذه المرة عرض المشكلة على والديه ليتحاورا معه وربما كان بيدهم الحل،،
ولكن عزيزتي إذا رجعتي بعد تلك الرحلة بيدٍ فارغة ؛ فعليكِ أن تتكيفي مع تلك الحياة وتقنعي نفسكِ أن زوجكِ يسافر للعمل نصف الشهر- ولكن فقط البلدة التي يسافر إليها على بعد أمتار من حجرتكِ – والنصف الآخر يقضيه معكم في ود ومحبة ولطف.
وعليكِ باستغلال فترة العودة بالتودد إليه وجعله يحبكِ أكثر، كي يشعر بما ينقصه وقت الخصام. ولابد أن تعلمي أيضا أن هناك نوعا من الرجال يلوذون للخصام وذلك لأنهم يستمتعون أكثر بلذة الصلح بعد فترة الخصام، وهذه حيلة نفسية يقوم بها البعض.
لا أنصحكِ أبدا عزيزتي بالبكاء والانتحاب حتى الهزال؛ فهذا دمار لصحتكِ وكل أسرتكِ في احتياج إليكِ..وكما أن زوجكِ يقسم وقته معكِ إلى نصفين؛ كذلك الحياة تسير في طريقها ما بين اللونين الأبيض والأسود، ولكن عليكِ أنتِ تلوينها بألوان السعادة، فالسعادة مصطلح معنوي وبيد المرء تفسيره كيف يشاء. فعليكِ بالاكتفاء بالموجود لتشعري بالرضا بترك الشوق للمفقود.
منحكِ الله السعادة وراحة البال.
…………………………………………………………………………………………………..
راسلوني عبر الواتس آب 01153870926 و “قل شكوتك” وأنت مطمئن لعلى بعد الله أستطيع أن أخففها عنك.