رجب الشرنوبي يكتب: رغم الحزن.. قائد من طراز فريد

يثبت الرئيس السيسي يوماً بعد يوم أنه ليس فقط قائد يتحلي بنوع نادر من الشجاعة.. قبل بكل جسارة تحمُل مسئولية الوطن في ظروف شديدة الصعوبة بالغة التعقيد.. لا بل يثبت كل يوم أنه رجل من طراز فريد.

بدأ الرئيس يومه متوجهاً إلي منطقة القناة لإضافة مشهد جديد من مشاهد الإنجاز التي تعودت مصر عليها في السنوات الأخيرة.. أثناء الرحلة علم وكما تحدث واستمعنا له جميعاً خلال الافتتاح وهو ينعي للأمة وفاة المشير محمد حسين طنطاوي، تحدث الرئيس لدقائق معدودة لكنها كانت كافية لتصحيح بعض الانطباعات الخاطئة وتحمل في مضمونها الكثير من المعاني.

كلنا يعلم مدي الارتباط المهني والإنساني الذي يربط بين الرئيس السيسي والمشير طنطاوي.. كان بإمكان الرئيس أن يلغي برنامج العمل والعودة إلى القاهرة.. لكنه وعلي غير ما يمكن أن يتوقع الكثيرين فضل أن تكون الأولوية لمصر قبل كل شيء.. أكمل الرئيس مهمته الوطنية كما تم التخطيط لها.. ثم كان على رأس المشيعين لابن مصر البار في القاهرة وفي مهمة وطنية أيضاً وفي أقل من ساعتين.

من تابع بدقة كلمات الرئيس السيسي وهو يبرأ المشير الراحل من دماء شهداء محمد محمود وماسبيرو.. من كان لديه قدرة علي القراءة في ملامح وجه الرئيس أثناء هذه الدقائق البسيطة، يستطيع بكل سهولة أن يتعرف على كمية الحزن التي يرقد داخل صدر الرئيس، كما يكتشف قدر الاحترام الذي يكنه للرجل الذي هو الآن بين يدي الله.

لم ينتهي اليوم عند ذلك فقط، فبعد سويعات قليلة تابعنا جميعاً الرئيس السيسي وهو يطل علينا ليلقي كلمة مصر وعبر الكونفرانس أمام قادة العالم المجتمعين في نيويورك.. أثناء فعاليات انعقاد الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة.. كلمة شاملة تطرقت إلى شرح وجهه النظر المصرية حول كل ماهو مثار إقليمياً ودولياً في الوقت الراهن.. من الحديث حول كورونا وتغير المناخ إلي الخوض في قضايا حقوق الإنسان والتنمية المستدامة والإرهاب، ومروراً بقضية الشرق الأوسط الأولي والتدخل الأقليمي في الشأن العربي.. الكثير من الموضوعات الشائكة تمكّن الرجل أيضاً من توصيل وجهه النظر المصرية فيها بلغة سهلة وبسيطة ومعبرة.

قراءة بسيطة في متابعة الجزء المعلن فقط من نشاط الرئيس أمس.. تثبت وجود عدة جوانب لم تعد خفية في شخص الرئيس السيسي.. أول هذه القراءت تمتعه بقدرة عالية علي التحكم في مشاعرة والفصل بينها بما يتوافق مع ضخامة مهام ومتطلبات تحمله للمسئولية.. جانب آخر بارز بشكل ملحوظ في شخصية الرئيس يتمثل بتمتعه بدرجة عالية من الثبات الانفعالي الذي تتطلبه كثير من مواقف القيادة وتحمل المسئولية.. ثالث هذه القراءت عبرت عنها أمانة الرجل وهو يبريء المشير الراحل الذي هو بين أيادي الله عز وجل من دماء الشهداء أمام ماسبيرو ومحمد محمود.. لايمكن بالطبع إغفال إصرار الرئيس علي متابعة أداء مهامة القومية بالرغم من هذا الحدث الجلل وهذه المشاعر المختلطة.. يثبت الرئيس السيسي كلما دعت الضرورة أن الانتماء الأبقي والوفاء والدائم رغم كل الحزن هو الانتماء لمصر.

نشاط الرئيس وعمق رؤيته للأمور وإنجازاته المتوالية بالتأكيد تكشف عن كثير من الجوانب الإيجابية في تكوينه الشخص.. تثبت الأيام بمرور الوقت أننا لسنا أمام رجل فقط يمتلك مهارات القيادة وشجاعة تحمل المسئولية.. بل قائد يتمتع بفلسفة خاصة ووفاء نادر.. تثبت الأيام ذلك يوماً بعد يوم ويثبت الشعب المصري أيضاً أنه كان علي صواب.. عندما قرر أن يكون هذا الرجل هو الاختيار الآمن.. باختصار نحن أمام قائد من نوع فريد.

زر الذهاب إلى الأعلى