أحمد جمال البنا يكتب: الصدق مفتاح القلوب .. المشير نموذجاً
كتب الأستاذ والشاعر الكبير فاروق جويدة مقالاً يرثى فيه المشير محمد حسين طنطاوى رحمه الله ، وكيف كان اللقاء بالمشير حين طلب منه كتابه نشيد للجيش المصرى العظيم ، وظل واضعاً هذا الأمر نصب عينيه حتى انتهى الأمر من جانب الشاعر الكبير وكتب الأنشودة الرائعة التي يتغنى بها جنود الجيش المصرى بل ويتغنى بها الشعب المصرى العظيم بجميع أطيافه والتي قال فيها :
رسمنا على القلبِ وجه الوطنْ
نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا
وصناكِ يا مصرُ طـولَ الـزمن
ليبقى شـبَابُكِ جـيلاً فجـيلاً
يدُ الله يا مصرُ ترعى سَمَاكِ
وفِى ساحةِ الحقِ يعلو نداكِ
ومادام جيشُكِ يحمى حِمَاكِ
ستمضى إلى النصرِ دوما خطاكِ
سلامٌ عليكِ إذا ما دعانا
رسولُ الجهادِ ليومِ الفداءْ
وسالتْ مع النيلِ يوماً دِمانا
لنبنى لمصرَ العلا والرخاءْ
كم هي جميلة تلك الكلمات التي سُطرت من القلب فدخلت قلوب المصريين حتى جعلت كل من يسمعها يقشعر بدنه بلا تكلف وهذا مظهر من مظاهر صدق العمل .
فلك أن تجزم بأن المشير رحمه الله كان صادقاً في هذا العمل وهكذا نعتقد أنه كان في جميع أحواله ونحسبه عند الله من المخلصين .
لكن تبدو لى إشارة لطفية في صفات القائد ، فها هو يهتم بالنواحى النفسية والمعنوية لجنوده والتي يكون لها كبير الأثر في أداء الجندى والعامل في محتلف المجالات ، ولا شك أن هذه الأعمال تؤثر إيجاباً في رفع الروح المعنوية للجنود من جهة ، وتحسن الحس النفسى لديهم من جهة أخرى ، فالأعمال الفنية الرائقة تبعث في الروح لمسةً تعمل على التوازن النفسى للإنسان ما يجعله بعيداً كل البعد عن حس التطرف الذى ربما تتطلع إليه النفس .
رحم الله المشير حسين طنطاوى وحفظ الله الشاعر الكبير فاروق جويدة ، وجزى الله المخلصين في هذا الوطن خير الجزاء .