عبد الغنى: مصر تقدم نموذجًا غير استعماري في تعاملها مع إفريقيا

كتبت: هدى الفقى
أكد الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني، رئيس تحرير “موقع بيان” على أن مصر ليست مجرد شعب، بل هي جزء من أمة كبرى، تشمل الأمة العربية والإسلامية، داعيًا بأن تنال هذه الأمة “اليُمن والخير والبركات”، لا سيما في هذه الأيام المباركة.
جاء ذلك فى في حديثه ببرنامج “أخبار القاهرة”، المقدم على فضائية القناة الثالثة، حلقة أمس الثلاثاء 3 يونيو الجارى، من تقديم الإعلامية هبة فهمى.
وهنأ عبد الغنى الأمة المصرية، بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك، وأضاف: “نحن أمة لا شعب فقط.. أمة تستحق الخير والبركات”
ثم انتقل عبد الغني لتقديم تعازيه في وفاة الفنانة القديرة سميحة أيوب، مؤكدًا أنها كانت “أيقونة حقيقية من أيقونات المسرح”، وصاحبة بصمة كبيرة على الساحة الفنية.
وأوضح أن اسمها ارتبط بعصر ازدهار المسرح القومي في الستينيات، حيث قدمت أعمالًا مسرحية عظيمة بالتعاون مع كبار الكتاب، مشيرًا إلى أن تلك الأعمال حملت رسائل هادفة، وحبكة درامية قوية يجب أن تطّلع عليها الأجيال الجديدة، منتقدًا في المقابل قلة إعادة عرض هذه الأعمال اليوم مقابل إنتاجات لا ترقى للمستوى.
مؤتمر تمويل التنمية
وعن مشاركة مصر في مؤتمر تمويل التنمية: رؤية واضحة ومطالب عادلة تحدث عبد الغني عن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاجتماع رفيع المستوى عبر الفيديو كونفرانس، بدعوة من رئيس وزراء إسبانيا وسكرتارية الأمم المتحدة، تحضيرًا لانعقاد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في نهاية الشهر الجاري.
وشدد على أن مصر تمتلك رؤية صائبة وواعية لتعزيز تمويل التنمية في دول الجنوب، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس السيسي عكست هذه الرؤية من خلال ثلاثة محاور رئيسية:
-
تعزيز نفاذ الدول النامية إلى التمويل الميسر:
دعا الرئيس إلى تسهيل وصول هذه الدول لتمويلات مستدامة بشروط ميسرة، بعيدًا عن الضغوط والشروط السياسية التي تفرضها المؤسسات الدولية مثل البنك وصندوق النقد الدولي. -
إصلاح هيكل الديون العالمية:
أكد عبد الغني أن خدمة الدين تنهك اقتصادات الدول الفقيرة، مما يستوجب إعادة هيكلة عادلة للديون، ومراعاة الظروف الاقتصادية لهذه الدول، مع السعي لاحتواء أزمة الديون السيادية المتنامية. -
توفير الدعم الفني وبناء القدرات:
شدد على ضرورة دعم الكوادر الوطنية، خاصة في المجالات الرقمية والتكنولوجيا، لضمان تنمية حقيقية تنبع من داخل هذه الدول.
الدول الغنية ومسؤولياتها
وقال عبد الغني: على الدول الغنية أن تفي بمسؤولياتها التاريخية تجاه الجنوب، منتقدا مواقف بعض الدول الغنية التي لا تفي بتعهداتها في دعم التنمية بدول الجنوب، مشيرًا إلى أن الفجوة التمويلية والتنموية ما زالت تتسع بفعل الاستعمار التاريخي والاستغلال الاقتصادي.
وأضاف: ” أبناء الدول الفقيرة تُهاجر لأنها تبحث عن فرصة حياة، وإذا أراد العالم المتقدم وقف موجات الهجرة فعليه أن يساعد في إقامة مشروعات تنموية عادلة، لا أن يُصدّر الاستثمارات الملوثة أو الخطرة التي لم يعد يرغب فيها “.
وأكد أن العالم اليوم مقسوم بالفعل بين “شمال غني وجنوب فقير”، داعيًا إلى عدالة اجتماعية حقيقية على مستوى الكوكب، ووقف تريليونات الدولارات التي تُنفق على الحروب لصالح تمويل التنمية.
رسالة من مصر إلى العالم
وأشاد عبد الغني بما وصفه بـ”النزعة الإنسانية” التي يحملها الرئيس المصري في خطابه للعالم، مشيرًا إلى أن مصر تحاول عبر الأمم المتحدة، ومؤتمراتها المختلفة، أن تبث روح التعاون والرحمة، وخاصة للشباب، من أجل مستقبل أكثر عدالة وإنسانية، موضحا: “نريد أن نبني للسلام والتنمية، لا للخراب والدمار.”
وختم حديثه بالتأكيد على أن ما بعد هذا المؤتمر لن يشهد انقلابًا جذريًا، لكنه سيكون خطوة على طريق الضغط المتواصل والمطالب المستمرة التي يجب أن ترفعها دول الجنوب لتحقيق العدالة في هذا العالم غير المتوازن.
شراكة تنموية واستراتيجية
وحول لقاء وزير الخارجية المصري بنظيره من دولة “بنين”، أشار الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني إلى أن هذا اللقاء يعكس حرص مصر على تعزيز حضورها في القارة الإفريقية، وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات والخبرات المصرية، وعلى رأسها صناعة الدواء.
وأكد عبد الغني أن توطين صناعة الدواء في إفريقيا لا يعني فقط تصدير الأدوية، بل نقل الخبرة والتكنولوجيا، بحيث تصبح هذه الصناعات “وطنية” في هذه الدول، تصنع بأيدي وخبرات محلية، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي لشعوبها.
وأوضح أن ما تفعله مصر اليوم يشبه دورها التاريخي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حين كانت تساهم في استقلال الدول الإفريقية، وتدعمها سياسياً وتنموياً، وترسل إليها شركات قطاع عام، ومهندسين، وأطباء، وحتى مشايخ الأزهر وقساوسة الكنائس، في إطار دور حضاري وإنساني متكامل.
واعتبر عبد الغنى أن العودة المصرية القوية لإفريقيا جاءت بعد عقود من الغياب، واستفاقت مصر خصوصًا بعد أزمة “سد النهضة”، ففهمت أهمية العمق الإفريقي وضرورة إعادة بناء جسور الثقة.
كما لفت إلى أن القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وتركيا تحاول التغلغل في القارة الإفريقية بوسائل مختلفة، بعضها عسكري عبر “أفريكوم”، أو عن طريق مؤسسات مدنية وخيرية، لكن مصر – حسب تعبيره – تدخل بنية تنموية حقيقية، تنقل المعرفة، وتُدرّب الكوادر، وتُقيم مشاريع تخدم الناس بشكل فعلي.
النموذج المصرى
وأكد عبد الغني أن مصر تقدم نموذجًا غير استعماري في تعاملها مع إفريقيا، قائلاً: “نحن لا نحمل بندقية في يد وطبيبًا في اليد الأخرى كما تفعل بعض القوى.. نحن نحمل علمًا وخبرة وشراكة”، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية تُعزّز من الوجود المصري في المؤسسات والمحافل الدولية، وتحظى باحترام الشعوب الإفريقية.
واختتم بالإشارة إلى أن مشروع توطين صناعة الدواء المصري في إفريقيا ليس فقط مشروعًا اقتصاديًا، بل رسالة سياسية وثقافية، تعبّر عن عودة مصر لدورها الحقيقي في محيطها الطبيعي.
أخبار وموضوعات أخرى تمت مناقشتها عبر الحلقة، شاهدها فى التالى:
جدير بالذكر أن البرنامج يرأس تحريره عزيز السيد، والاعداد رانيا فهمي، والإخراج أشرف الهم، ومحمد البدري، والإشراف العام للدكتور عبدالعزيز عبدالفتاح، رئيس القناة الثالثة.