إسرائيل: من يقف وراء إطلاق الصواريخ من سوريا باتجاه جنوب الجولان؟

كتب: أشرف التهامي
في ليلة 3 يونيو/حزيران، أُطلق صاروخان من جنوب سوريا باتجاه جنوب مرتفعات الجولان. وهذه أول حادثة إطلاق صواريخ من سوريا على إسرائيل منذ صعود نظام الشرع في أوائل ديسمبر/كانون الأول 2024.
ورجح مركز “ألما” البحثى الإسرائيلى المقرب من دوائر الاستخبارات الإسرائيلية أن الصاروخين أُطلقا من منطقة بلدة تسيل جنوب سوريا، على بُعد حوالي 12 كيلومترًا من الحدود الإسرائيلية. وقد سقطا في مناطق مفتوحة قرب بلدتي هيسبين ورمات مغشميم الإسرائيليتين.
رداً على ذلك، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة أهداف تابعة للنظام السوري في محافظة درعا جنوب سوريا.
في حين أدانت وزارة الخارجية السورية الضربات الإسرائيلية، إلا أنها امتنعت عن إدانة إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. ومع ذلك، بدا بيانها متحفظاً نسبياً.
فقد أكد النظام السوري المؤقت على عدم رغبة سوريا في تشكيل تهديد، مؤكداً التزامه باستعادة النظام في مواجهة الجهات المزعزعة للاستقرار. ومن اللافت للنظر أن البيان أشار إلى مرتفعات الجولان باسم “الجانب الإسرائيلي” بدلاً من “الجولان المحتل”.
بعد وقت قصير من إطلاق الصواريخ، أعلنت جماعة غير معروفة سابقاً تُطلق على نفسها اسم “كتائب الشهيد محمد ضيف” مسؤوليتها في رسالة على تيليجرام نُسبت إلى الجماعة.
إلا أن هذا الاعلان يثير عدة تساؤلات:
أولاً، لم يُعلن عن تشكيل الجماعة إلا قبل أيام، في 31 مايو/أيار. علاوة على ذلك، كانت قناة تيليجرام التي نشرت هذا الادعاء تعمل باسم مختلف حتى ذلك اليوم، عندما أُعيدت تسميتها ، كما أن الأسلوب اللغوي والرموز والمصطلحات المستخدمة في البيان تُزيد من شكوك العدو الإسرائيلي وبالإضافة إلى ذلك، لم يمض وقت طويل بعد هذا الاعلان حتى أصدرت مصادر تابعة لحماس نفياً يؤكد عدم وجود أي صلة بين حماس وهذا الكيان الجديد، على الرغم من محاولات الأخير ربط نفسه بحماس (من خلال اسمه، بيانه التأسيسي، شعاره، وما إلى ذلك)، بحسب مراكز الأبحاث الإسرايلية.


بعد حوالي ساعة من إعلان “كتائب الشهيد محمد الضيف” مسؤوليتها عن الهجوم، وما تبعه من نفي من حماس، صدر إعلان آخر، هذه المرة من “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا” (أولي البأس). كما نشرت الجماعة فيديو يبين أنه يُظهر الصاروخين قبل إطلاقهما).

لمحة عن إعلان جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا مسؤوليتها

حتى كتابة هذه السطور، لا تزال هوية المسؤولين عن إطلاق الصواريخ غير واضحة. يحتضن جنوب سوريا العديد من الجهات الفاعلة، بما في ذلك حماس، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وإيران ووكلائها، وعناصر جهادية عالمية، وميليشيات محلية. تعمل جميع هذه الجهات على توسيع وجودها وقدراتها ضد إسرائيل، لا سيما وأن نظام الشرع لم ينشر قواته بالكامل أو يُرسي سيطرة فعلية على المنطقة بعد.
مع ذلك، ترجح الاستخبارات الإسرائيلية أن تكون الجهات المسؤولة عن الهجوم مرتبطة إما بإيران أو بجماعات فلسطينية (والتي غالبًا ما تعمل تحت النفوذ الإيراني).
منذ سقوط نظام الأسد، عملت إيران على إعادة بناء بعض بنيتها التحتية وقدراتها العملياتية في سوريا. وفي إطار هذه الجهود، استثمرت في عمليات التأثير، كما تم تقييمه سابقًا فيما يتعلق بجماعات مثل “أولي الباس”.
و بإعلان المسؤولية، يوجد أدلة ملموسة لا ريب فيها على امتلاك هذه الجماعة لقدرة عملياتية حقيقية و وجود ملموس على الأرض.

فيما يتعلق بالمخابرات الإيرانية

وترجح مراكز الاستخبارات الإسرائيلية أن عناصر من فيلق القدس متورطة في القيام بعملية الاستهداف، وخاصةً الوحدة 18840، وهي وحدة العمليات الخاصة التابعة لفيلق القدس في سوريا، والتي تعمل تحت إشراف الوحدة 840، وربما حتى حزب الله.

خيار آخر هو الوحدة 4000 التابعة لجهاز المخابرات الإيراني إذا كانت إيران بالفعل وراء الهجوم.

فيما يتعلق بحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين

فقد شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في الحوادث المتعلقة بأنشطتهما في سوريا. بعد سقوط نظام الأسد، أُطلق سراح العديد من العناصر ذوي الخبرة من هاتين الجماعتين من السجن.
في الأشهر الأخيرة، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي مواقع متعددة في سوريا مرتبطة بعملياتهما، بما في ذلك مستودعات أسلحة ومعدات. كما تزايد الضغط الدبلوماسي على النظام السوري لطرد ممثلي هاتين المنظمتين.
بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن كلتا المنظمتين جندتا سكانًا سوريين محليين لأنشطتهما. لذلك، حتى لو كانت هاتان المنظمتان بالفعل وراء إطلاق الصواريخ، فهذا لا يعني بالضرورة أن العناصر المتورطة كانت فلسطينية بحسب المخابرات الإسرائيلية.

شاهد الفيديو:

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى