دار الإفتاء: تلطيخ السيارات بدم الذبائح لا يمنع الحسد ولا الحوادث

كتبت: هدى الفقى

يلجأ بعض مالكي السيارات الجدد إلى ذبح شاة وتلطيخ أجزاء من هيكل السيارة بدمائها، اعتقادًا منهم بأن هذا الفعل يقي من الحسد والعين، بل وحتى من الحوادث، في مشهد يتكرر كثيرًا في الشوارع المصرية. لكن ما الحكم الشرعي لهذا التصرف؟

في هذا السياق، أوضح الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، أن هذا التصرف لا أصل له في الشرع، مؤكدًا أن الاعتقاد بأن بصمات اليد الملطخة بالدماء على السيارة تحصن من الشرور هو وهم ومعتقد خاطئ.

وقال فخر، في تصريحات صحفية، إن ما يحفظ الإنسان من العين والحسد والحوادث هو الالتزام بالأذكار والطاعات، وتلاوة المعوذتين و”قل هو الله أحد” ثلاث مرات صباحًا ومساءً، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء”.

ومع ذلك، أشار الدكتور فخر إلى أنه لا مانع شرعًا من الذبح عند شراء سيارة جديدة إذا كان ذلك بقصد شكر الله على النعمة، موضحًا أن الذبح من جملة الطاعات التي يُستحب القيام بها تعبيرًا عن الامتنان، لقوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم اجعلني لك أوفرهم شكرًا وأعظمهم ذكراً”.

وحذّر في الوقت ذاته من الانجراف وراء الخرافات، مثل اعتبار الذبح واجبًا أو ضرورة لتعليق التمائم في السيارة كـ”الخمسة وخميسة”، مؤكدًا أن كل هذه المعتقدات لا تستند إلى أي دليل شرعي، وينبغي التعامل معها على أنها موروثات شعبية لا أكثر.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى